بن براهم يواجه خصومه كشفت التحقيقات التي قامت بها القيادة العامة للكشافة الإسلامية أن الأشخاص الذين اقتحموا فندق الأروية الذهبية صبيحة يوم الأربعاء للتشويش، وهاجموا زملاءهم في صفوف الكشافة وتسببوا في جرح ثلاثة قادة كشفيين، هم نفس الأشخاص الذين هاجموا منذ أسابيع جمعية الإصلاح والإرشاد وقاموا بتخريب مقرها وممتلكاتها، وهو ما تثبته الصور الملتقطة لأعمال العنف التي شهدها فندق الأروية الذهبية، والتي ظهر فيها نفس الأشخاص الذين اقتحموا مقر جمعية الإصلاح والإرشاد مؤخرا. * المنشقون يطلبون الصلح وبن براهم يشترط اعتذارا علنيا * * * واحتجاجا على هذه الفتنة التي تشهدها الكشافة الإسلامية الجزائرية، وتضامنا مع القيادة العامة برئاسة نور الدين بن براهم، يتجمع السبت 2400 إطار كشفي قادمين من مختلف ولايات الوطن، بمقر دار الشعب بساحة أول ماي، في أضخم وأكبر تجمع وطني للكشافة من أجل التنديد بما يقوم به "الكشافون الموالون لحركة مجتمع السلم"، في محاولة منهم لوضع منظمة الكشافة الإسلامية الجزائرية تحت وصاية الحركة لاستغلالها في المناسبات الإنتخابية.وفي هذا الإطار، بدأت إطارات الكشافة منذ صبيحة الجمعة في التدفق على الجزائر العاصمة من مختلف الولايات للمشاركة في هذا التجمع المطالب بحماية الكشافة من الاستغلال في الأغراض الحزبية والحسابات السياسية، خاصة وأن هؤلاء المنشقين يعملون بتعليمات حزبية للإطاحة بالقائد العام للكشافة، ويحاولون تأليب القواعد الكشفية ضده من خلال تحريضهم على الانشقاق. * وحسب بعض الإطارات الذين سيشاركون في التجمع السبت، فإنه على المجتمع المدني التحرك لحماية الكشافة الإسلامية الجزائرية من نشطاء حركة مجتمع السلم المندسين في أوساطها، والحفاظ على حيادها؛ لأنها منظمة ذات منفعة عمومية مملوكة للشعب الجزائري وللعائلات الجزائرية، وليس لأحد الحق في فرض الوصاية الحزبية عليها، وليست ملكا لأي حزب سياسي، أو طرف معين. * وفي هذا الصدد، دعا القائد العام للكشافة، نور الدين بن براهم، إلى ضرورة وضع جدار وطني عازل ضد هذه المحاولات، مستنكرا بشدة أعمال العنف والشغب التي أحدثتها جماعة الكشافين المنشقين الذين يسوقون صورة سيئة عن الكشافة الجزائرية الإسلامية، ويسيئون لسمعتها، مما يهز ثقة العائلات الجزائرية فيها. * وقال بن براهم "إن الاختلاف في الرأي لا يكون من خلال العنف، بل من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار والتشاور بالأدلة والبيانات للوصول إلى حلول توفيقية، وحل لب المشكلة، غير أن هؤلاء المنشقين، فضلوا اللجوء إلى العنف والفوضى". * وأكد بن براهم بأن المنشقين اتصلوا به ليلة الأربعاء وعرضوا عليه عقد جلسة صلح لتسوية الخلافات في الكشافة، غير أنه رفض الجلوس معهم إلى طاولة الحوار إلا إذا عقدوا ندوة صحفية يعترفون فيها بخطئهم ويصرحون للرأي العام بأن التجاوزات والخروقات التي تحدثوا عنها للصحافة ليست صحيحة، غير أن المنشقين رفضوا ذلك، وتأسف بن براهم على ذلك قائلا "الشجاعة تخونهم؛ لأنهم لا يستطيعون الوقوف أمام الصحافة والرأي العام ليتراجعوا عن ذلك، ولأنهم لا يستطيعون مواجهة الحزب الذي كلفهم بذلك". * وأضاف بن براهم "فكرت في التصالح معهم والجلوس إليهم على طاولة الحوار، ولكن عندما اكتشفت بأن لهم دفتر أعباء من طرف أحد الأحزاب، وأنهم يريدون العنف والمصارعة، قررت أن لا أجلس معهم إلا بعد أن يعتذروا أمام الرأي العام والصحافة، وشريطة أن يتراجعوا عن كل تصريحاتهم الكاذبة عبر الصحافة".