لم تستبعد مصادر على صلة بالتحقيق، في قضية فرار قابض بريد مركز الأمير عبد القادر بباتنة، أن يكون قد فر نحو تونس عبر الحدود الجزائرية التونسية، خاصة أن القابض المكنى"نوفل" المنحدر من منطقة الشمرة، عرف عنه التردد على بعض تجار العملة الصعبة بمحيط المسرح الجهوي. وكان قابض البريد ترك وراءه صدمة كبرى لدى الذين يعرفونه بهدوئه وحسن تعامله مع الزبائن وروح الخدمة العامة التي يتمتع بها، وشكلت عملية اختلاس ما يناهز 2 .5 مليار سنتيم مفاجأة للموظفين العاملين معه منذ اكتشاف الثغرة صبيحة الأربعاء، حيث كان مقررا أن يعرض حساباته المالية على فرقة مفتشين، غير أنه جاء في وقت مبكر وسلم المفاتيح لموظفة ثم اختفى بعدها قبل ساعات من فتح الخزانة وتسجيل اختفاء المبلغ الذي يكون تم على مدار أشهر عديدة وعلى مراحل استمرت منذ ما يقارب السنة على أقصى تقدير. وفتشت مصالح الأمن منزله ولم تعثر عليه ولا على أبنائه وزوجته، مرجحة قيامه بنقلهم إلى مسكن صهره الكائن بولاية ڤالمة أو نحو مكان آخر متوقعة وبصفة شبه رسمية فراره عبر تونس، حيث تعتبر الجارة الغربية الوجهة الوحيدة للإفلات من السلطات الجزائرية ولو إلى حين. وأثارت عملية كشف الثغرة المالية عدة تساؤلات حول طريقة تسيير هذا المركز الذي شهد قبل سنة عملية سرقة مثيرة ومريبة استغلت فيها العصابة نقاط ضعف الرقابة والتأمين واستولت على مبلغ يفوق المليار سنتيم.