ملتقى التجارة والاستثمار بإفريقيا: التأكيد على الدور المحوري للجزائر في الاندماج الاقتصادي القاري    عرقاب يستقبل نائب الرئيس التنفيذي للمجمع الطاقوي النرويجي إكوينور    وزير الداخلية يشرف على مناورة دولية للحماية المدنية    طرحوا جملة من الانشغالات في لقاء بالتكنوبول: مديرية الضرائب تؤكد تقديم تسهيلات لأصحاب المؤسسات الناشئة    والي أم البواقي يكشف: مساع للتكفل بالمستثمرين عبر 17 منطقة نشاط    عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية    ميلة: بعثة من مجلس الأمة تعاين مرافق واستثمارات    مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة: تطوير شرائح حيوية تعتبر الأولى من نوعها في العالم    الوزير الاول يلتقي عضو المجلس الرئاسي الليبي: الكوني يدعو الرئيس تبون لمواصلة المساعي لتجنيب ليبيا التدخلات الخارجية    747 مليون دولار قيمة صادرات الجزائر من الإسمنت في 2023    دعا الدول الاسلامية إلى اتخاذ قرارات تعبر عن تطلعات شعوبها: الرئيس تبون يشدّد على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب    وزير الداخلية إبراهيم مراد يشرف على تمرين مشترك ويؤكد: يجب تجسيد التعاون بين الحماية المدنية في الجزائر و تونس    أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنساني    في دورة تكوينية للمرشدين الدينيين ضمن بعثة الحج: بلمهدي يدعو للالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية    البطولة الإفريقية للسباحة والمياه المفتوحة: 25 ميدالية بينها 9 ذهبيات حصيلة المنتخب الوطني    رئيس الاتحادية للدراجات برباري يصرح: الطبعة 24 من طواف الجزائر ستكون الأنجح    مساع لتجهيز بشيري: الهلال يرفض الاستسلام    مديرية الاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة المراسل الصحفي عبد الحليم عتيق    إشادة وعرفان بنصرة الرئيس تبون للقضية الفلسطينية    وزيرة الثقافة زارتها بعد إعلان مرضها    الجزائر تدفع إلى تجريم الإسلاموفوبيا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي    خارطة طريق لضمان التأطير الأمثل للحجاج    24 ألف مستثمرة فلاحية معنية بالإحصاء الفلاحيّ    3 شروط من أجل اتفاق شامل ومترابط المراحل    مضاعفة الجهود من أجل وقف العدوان الصهيوني على غزة    مهنيون في القطاع يطالبون بتوسيع المنشأة البحرية    توقُّع نجاح 60 ٪ من المترشحين ل"البيام" و"الباك"    على هامش أشغال مؤتمر القمة 15 لمنظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يجري محادثات مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي    خبراء جزائريون يناقشون "الهندسة المدنية والتنمية المستدامة"    برنامج الجزائر الجديدة في حاجة إلى المؤمنين بالمشروع الوطني    بعد رواج عودته الى ليستر سيتي: إشاعات .. وكيل أعمال محرز يحسم مستقبله مع الأهلي السعودي    عمورة في طريقه لمزاملة شايبي في فرانكفورت    دراجون من أربع قارات حاضرون في "طواف الجزائر"    غرق طفل بشاطئ النورس    انتشال جثة شاب من داخل بئر    خلاطة إسمنت تقتل عاملا    من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الأنترنت الدرك الوطني يحذّر..    دليل جديد على بقاء محرز في الدوري السعودي    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    نجوم جزائرية وعالمية تتلألأ في سماء عاصمة الهضاب    الدكتور جليد: التاريخ يحتاج لأسئلة معرفية جديدة    ثلاث ملاحم خالدة في الذّاكرة الوطنية    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاءً    غيريرو يغيب عن إيّاب رابطة أبطال أوروبا    موقع إلكتروني لجامع الجزائر    طريق السلام يمرّ عبر تطبيق الشرعية الدولية    بموجب مرسوم تنفيذي : إنشاء القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لمازونة بولاية غليزان وتعيين حدوده    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: 21 فيلما قصيرا يتنافس على جائزة "السنبلة الذهبية"    "معركة الجزائر" تشحذ همم الطلبة الأمريكيين للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة    الجزائر تستنفر العالم حول المقابر الجماعية بغزّة    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قتلى وعشرات المصابين بتسمم جراء تناول فطريات خطيرة
أمطار الخريف، والفقر والبطالة أنعشت تجارته وأكله

أمرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية الولاة بالإسراع في إصدار تعليمات "استعجالية" لرؤساء الدوائر ورؤساء البلديات، لمنع بيع كل أنواع الفطر، وذلك في أعقاب الكارثة التي تسبب فيها استهلاك فطر سام انتهت إلى تسجيل عدد من الوفيات ومصابين يوجدون تحت الرعاية المكثفة في عدد من مستشفيات البلاد.
*
الداخلية تأمر بمنع بيع كل أنواع الفط
*
تحرك ميداني لمصادرة الفطريات بالأسواق وجوانب الطرقات
*
*
وفي السياق ذاته، سارعت المصالح الأمنية وفرق مختصة تابعة لمديريات التجارة والمكاتب البلدية للنظافة إلى "تطويق" الظاهرة، من خلال انتشارها في كل الأسواق اليومية والأسبوعية، سيما بعدد من الولايات التي "تزدهر" بها تجارة الفطريات بكل أنواعها.
*
كما سارعت المصالح الأمنية، في مجال تخصصها الإقليمي، إلى تطبيق قرار منع البيع، على مستوى الطرق الوطنية والولائية، حيث تخصص عدد من الشباب البطال، والأطفال على وجه الخصوص، في بيع كل أنواع الفطر البري، بعدما يتم جنيه من الغابات.
*
وفي سياق متصل، سارعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إرسال لجنة تحقيق الى ولاية برج بوعريريج، التي تصدرت قائمة الولايات التي سجل بها أكبر عدد من المصابين بالتسمم جراء تناول فطر سام، ب3 قتلى، وأكثر من 24 مصابا يوجدون في مستشفيات البرج وباب الوادي والقطار بالعاصمة.
*
اللجنة التي انتقلت إلى منطقة أولاد رحمون، عاينت المنطقة وقامت بمسح شامل، وعثرت على مساحات شاسعة أنبتت أنواعا من الفطر البري السام، وأخذت عينات منها لإجراء التحاليل البكتريولوجية عليها.
*
وكان رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي لقسنطينة، كشف أول أمس أن مصلحته استقبلت في الأيام الأخيرة أربع حالات، تبيّن بعد تشريح جثثها أنها توفيت جراء استهلاك فطر سام، وأضاف أن الضحايا، للأسف، هم أطفال.
*
وفي الصدد ذاته، كشفت مصادر طبية ل"الشروق" أن سبب بروز الظاهرة هذه الأيام، مقارنة بالسنوات الماضية، يعود إلى الظروف المناخية التي ساعدن على نمو أنواع عديدة من الفطريات السامة، سيما أمطار نهاية أوت وبداية سبتمبر، التي ساعدت على نمو النبتة في شهر أكتوبر.
*
وقالت مصادر تتابع الموضوع تناول الفطر كان ولا يزال من العادات الاستهلاكية للعديد من العائلات الجزائرية، نظرا لقيمته الغذائية، غير أن الفقر والفاقة كانا وراء توجه عشرات الأسر إلى تناول هذا النوع من النباتات، التي تسمى في بعض مناطق الوطن ب"لحم الغابة"، علاوة على أنّه (الفطر) أصبح يمثل تجارة رابحة للشباب البطال ولأطفال الأسر المعوزة.
*
*
قتلى وتسممات في رحلة البحث عن الفطر
*
ضربت أمطار الخريف بأوجاعها في اتجاهين هذا الموسم، فإضافة إلى الفيضانات التي أسقطت قتلى وخسائر مادية في غرداية وبشار والنعامة، أنبتت الأمطار هكتارات من الفطريات المسماة محليا »الفڤايع« وأدى جنيها الفوضوي وأكلها إلى تسممات أودت بحياة الكثيرين، خاصة في منطقة شرق البلاد، حيث تنتعش تجارة الفڤايع وتلقى رواجا خاصة إذا رخس ثمنها وسهل جنيها، كما هو حاصل في منطقة أم البواقي وبرج بوعريريج.
*
في هذا السياق تم تسجيل خمس حالات تسمم في بلدية العامرية التابعة لدائرة سيقوس بولاية أم البواقي، وتم نقل أربع حالات إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة. وإذا كانت تسممات أم البواقي أقل خطورة، فإن ما حدث في برج بوعريريج كان مأساة كبرى، إذ أحصت الولاية عددا من القتلى هم أطفال أبرياء فرحوا بطبق الفطريات فكانت نهاية فرحتهم مأتما حقيقيا، إذ هلك يوم الأحد 26 أكتوبر طفل في سن الثامنة بمستشفى بوزيدي بالبرج بعد تناوله فطريات سامة، وكان هلك يوم الجمعة 24 أكتوبر طفل آخر في سن الحادية عشرة، وانتشرت التسممات بتعاطي هذه الفطريات السامة في كامل ولاية البرج، خاصة في بلدية أولاد رحمون، حيث بلغت خمس حالات وتظهر حالات التسمم بالإضافة التقيء والغثيان أوجاع لا تطاق في المعدة، ويهلك كل من تباطأ في التنقل إلى المستشفى، وهنا تظهر الخطورة في القرى والمناطق الجبلية حيث لا توجد مستشفيات.
*
وإذا كان جني الفطريات مقننا في أوروبا وخاصة في فرنسا، حيث تتم إحاطة منطقة سياج ويمنع جنيه إلا من طرف الذين يفرقون ما بين الصالح والسام، وهذا باستعمال كلاب مدربة من نوع »سلوقي« تقود إلى الفطريات الصالحة للاستهلاك فقط تماما كما يحدث في صحرائنا في منطقة قاسي الطويل، حيث تزدهر الفطريات من نوع »الترفاس« التي تنقل وتهرب إلى مطابخ باريس وروما ليصبح الطبق المفضل للأوروبيين خلال رأس السنة الميلادية، وثمن الكيلوغرام الواحد لا ينزل عن 3000دج، ويصل ثمنه في باريس إلى نحو 100 أورو للكيلوغرام، موجود في كامل صحرائنا بداية من الجلفة والمنيعة ومنطقة »السطح« في قاسي الطويل وعين أمناس، ومعروف أن »الترفاس« لا يزرع حيث لا يحتوي على جذور، وهناك عصابات جنت الملايير في عمليات تهريبه إلى أوروبا، أما عن الفطريات الموجودة شمالا والتي تسمى »الفڤايع« أو »الرغل« فهي تختلف عن الترفاس الذي هو صالح للأكل في كل الأحوال، إذ يظهر »الفڤايع« في الخريف خاصة إذا كان ماطرا، كما هو حاصل في أواخر أكتوبر، والسام منه هو الذي ينبت في الغابات والمزابل ومن المفروض أن يتم التعرف على مضاره بسبب السائل الأبيض الذي يظهر في أعلى النبتة، وبيع في هذا الخريف في أسواق جيجل وباتنة وسطيف بأسعار تراوحت ما بين 140دج إلى 400دج للكيلوغرام الواحد، وتقوم العائلات بشويه على النار أو فوق الطاجين ولا نقاش في قيمته الغذائية وشهيته التي لا تقاوم، والمشكلة أن ثقافة الفطريات جديدة في الجزائر وغالبا ما تتعاطى العائلات عندنا الفطريات المصنعة المستوردة وثمنها لم يعد غاليا.
*
*
يباع على حواف الطرقات..حالتا وفاة وأكثر من 14 تسمما في خنشلة
*
تحولت الأكلة الشعبية والتقليدية لنبتة الفطريات أو ما يعرف بالعامية ب »الفڤايع« لدى سكان ولاية خنشلة مؤخرا من نعمة إلى نقمة، بعد أن وجدت فيها أغلب العائلات الفقيرة والبسيطة مصدرا للرزق عن طريق بيعها بعد عملية القطف، أو اتخاذها كمادة أساسية للتغذية أمام ظروفهم المزرية والصعبة، وذلك مباشرة بعد تسجيل حالة وفاة الفتاة »دنيا. ع« صاحبة 14 ربيعا، المقيمة بحي الكوسيدار، بعد تعرضها لتسمم غذائي نتج عن تناولها رفقة أفراد أسرتها لكمية من الفطريات، كان اقتناها أحد أفراد العائلة، وحالة وفاة أخرى مشبوهة لفتاة من نفس العمر بمدينة ششار جنوبا، بالإضافة إلى تسجيل أزيد من 14 حالة إصابة أخرى بتسمم غذائي لنفس الأسباب على مستوى عدة مناطق بالولاية، منها أربع حالات وصفت بالخطيرة جدا استدعت نقلهم إلى مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بولاية قسنطينة بعدها تم إعلان حالة طوارئ قصوى وسط العائلات الخنشلية التي أبدت تخوفها من ظاهرة التسمم لا سيما أمام الانتشار الواسع للفطريات.
*
وحسب شهادات المتتابعين والعارفين بالقضية فإن الأسباب الأولية للتسمم تعود إلى تناول مجموعة من أفراد العائلات، لا سيما الأطفال منهم، كمية من نبتة »الفڤايع« التي تعرف انتشارا واسعا بالأراضي الفلاحية المختلفة، خصوصا بالمناطق الجبلية مباشرة بعد تهاطل الأمطار، غير أن اقتناء وقطف نبتة الفڤايع من طرف الأطفال بغرض كسب مبالغ مالية من خلال عمليات البيع سواء بالأسواق اليومية الشعبية أو على مستوى الطرق الولائية والوطنية، ساهم بشكل كبير في ترويج الفطريات المسمومة، بدون قصد، أمام تجاهل الأطفال الاختلاف البسيط بين الفطريات المسمومة والفطريات العادية، حيث يصعب التفريق بينهما، خصوصا بعد تهاطل الأمطار، وهو الشيء الذي أدى إلى تسجيل حالات كبيرة من الإصابات بمنطقة خنشلة التي تعرف انتشارا واسعا لهاته الأخيرة عن طريق شراء واقتناء العائلات للنبتة أو قطفها مباشرة من جوانب وحواف الطرق الوطنية. وأضاف هؤلاء أن الاختلاف بين الفطريات المسمومة والعادية يتمثل في الشكل واللون، حيث أن لون المسمومة يكون عادة بين فاتح متبوع ببقع بيضاء مع تقعر الجذع، غير أن العادية والقابلة للاستهلاك يكون لونها بنيا ولا يوجود بها بقع مهما كان لونها وجذعها عاديا جدا، محذرين في الوقت ذاته حاليا من الاستهلاك النهائي للنوعين أمام خطورة ذلك في انتظار تدخل الجهات والهيئات المسؤولة عن حماية صحة المستهلك، خصوصا وأن خلال جولتنا في الأسواق الشعبية اليومية بخنشلة لاحظنا أن عددا معتبرا من الأطفال يقومون ببيع نبتة الفطريات بسعر 150 إلى 250 دج للكيلو غرام الواحد، والأدهش من هذا التوافد الكبير للخنشليين لشراء الفطريات!.
*
*
إقبال كبير على الفطريات بولاية جيجل
*
إذا كانت الفطريات الغذائية بالولايات الشرقية المجاورة مسمومة وقاتلة للأشخاص الذين تناولوها فوجدوا أنفسهم بالعشرات داخل المستشفيات، فإن فطريات ولاية جيجل صنعت الحدث وتسيدت الموائد الرمضانية لأغلب الأسر وما تزال إلى يومنا هذا تشهد إقبالا كبيرا على تناولها بشكل ملفت للانتباه، فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من هذه الفطريات أو الطحالب البرية إلى 140دج، ففي بلدية سيدي عبد العزيز مثلا اضطر أحد المواطنين المقيمين بها إلى طلب كمية لا تقل عن ال 10 كيلوغرامات يوميا من هذه الفطريات تجلب له من جبال بلدية العنصر المجاورة عن طريق شباب مختصين في معرفة نوعيتها وجودتها، ويميزون بينها وبين الفطريات السامة.
*
ولعل إقبال الناس عليها وعلى تناولها بطرق مختلفة، ما جعل ربات البيوت يتفنن في تقديمها كأطباق غذائية شهية تمزج مع البيض، وهو ما جعلها مصدر رزق للعديد من الشباب العاطلين عن العمل، غير أن جهل البعض لهذا النوع من الفطريات وعدم تمييزه عن الفطريات السامة من شأنه أن يؤدي إلى حوادث مؤسفة، مثلما حدث في السنوات الماضية بقرية بلغيموز التي توفيت بها شابة تبلغ من العمر 18 سنة بعد تناولها لفطر سام، فيما نجت شقيقتها الثانية من الموت.
*
*
وزارة الصحة تحذر المواطنين من استهلاك كل الفطريات البرية
*
حذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان أصدرته أول أمس المواطنين من تناول أي نوع من نبات الفطر حتى للذين اعتادوا جمعه من الجبال وتناوله، إضافة إلى الذي يبيعه البعض في الأسواق أو على قارعة الطرقات، لتفادي وقوع أي حالات تسمم، وذلك نظرا لصعوبة التفريق بين الصالح للاستهلاك والسام منها.
*
وتأتي تحذيرات وزارة الصحّة إثر تواتر تقارير عن حالة تسمّم غذائي لثلاثة أشخاص الأسبوع المنصرم بولاية برج بوعريريج، ومن بلدية الشهبونية بولاية المدية، إثر تناولهم للفطريات البرية أدت إلى وفاة بعضهم، وآخرون يوجدون تحت الرعاية الطبية المكثّفة بمستشفى باب الوادي بالعاصمة.
*
وأوضح ذات البيان أنه من الصعب لغير المختص التفريق بين الفطريات السامة والفطريات الصالحة للاستهلاك، خاصة أن هناك العشرات من الفطريات السامة ولا توجد طريقة نظرية لمعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي، والاعتماد على الشكل فقط غير كافٍ لمعرفته؛ وذلك لتقارب بعض الأنواع والشكل الظاهري لها.
*
وأشار بيان وزارة الصحة أنه إذا كانت بعض الفطريات صالحة للاستهلاك، فقد وجب معها توخي الحيطة والحذر لتفادي الإصابة بالتسممات التي تكون في غالب الحالات خطرة وومميتة.
*
وذكر ذات البيان أن الظروف المناخية الأخيرة والأمطار الغزيرة التي عرفتها العديد من الولايات وفرت الظروف المناسبة لنمو وتكاثر الفطريات البرية، ولذلك حذّر البيان المواطنين من قطفها في حالة ما إذا وجدوها في الحدائق والغابات، مؤكدا في الوقت ذاته أن القيام بغسلها وطهيها لا يمنع الإصابة بالتسممات، ولهذا يجب تفادي استهلاكها وبيعها أو شرائها.
*
كما طالبت الوزارة المواطنين التوجه العاجل إلى أقرب مصلحة صحية من سكناهم في حالة استهلاكهم لفطريات برية في المدة الأخيرة من باب الحيطة والرقابة.
*
*
عدم القدرة على التمييز بين الصالح والسام من بين أسباب خطورتها
*
5000 نوع من الفطريات البرية لا يصلح منها للأكل سوى 1200 نوع
*
تتسبب نبتة الفطر في الإصابة بتسممات خطيرة تودي في أغلب الحالات بحياة مستهلكها، بسبب عدم قدرة الشخص على التمييز ومعرفة السام من غير السام إلا بالتحليل الكيميائي. كما أن الاعتماد على الشكل فقط غير كاف لمعرفته، وذلك لتقارب بعض الأنواع والشكل الظاهري لها. وأسفرت التجارب والتحاليل التي قام بها مختصون عن وجود أزيد من 5000 نوع من الفطريات، 1200 نوع فقط صالح للأكل.
*
وتختلف أعراض ونتائج الإصابة بالتسمم باختلاف الأنواع وطريقة تناولها؛ فمن المؤكد أن بعض أنواع الفطر السام يمكن أكلها بعد الطبخ، حيث أن السموم تتحلل بعملية الطهي، وفي أنواع أخرى يمكن تناولها نيئة، وعندما تطهى تصبح سامة.
*
*
أعراض الإصابة بالتسمم
*
أما فيما يخص الأعراض التي تظهر على المصاب بالتسمم، فتنحصر عادة في الإحساس بالدوخة، آلام المعدة، الإسهال، آلام الصدر، يتبعها آثار دماء في البول وكذلك قصور في عمل الكليتين، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي التسمم إلى الموت.
*
*
أنواع الفطر السامة
*
ومن أنواع الفطور السامة يوجد ثمانية أنواع سامة لدرجة الموت. وربما يكون فطر "جالارنيا سوليس" أكثر الأنواع سمية، ومن ميزاته أن ينمو على الخشب ويموت آكلها بعد 7-51 ساعة من تناول فطرة واحدة منها، كما يعتبر فطر الأمانيت أكثر الأنواع سمية والموت مؤكد بنسبة 90% من حالات التسمم بهذا النوع أو الأنواع الأخرى السامة.
*
ومن الأصناف المشهورة من الفطر السام، توجد تحت إسم عائلة Amanitaceas، ومنها: قلنسوة الموت Amanita Phalloidas، وهو فطر شديد الخطورة، حيث يسبب الوفاة، ويمتاز باللون الأخضر الزيتوني الغامق، ومعروف في شمال أمريكا، وتظهر أعراضه بعد مرور 10 - 12 ساعة من تناوله.
*
عيش الغراب الأحمق Amanita Verna، وهو سام ومميت، ولونه أبيض وليس له رائحة، ويرجع تسميته بالأحمق؛ لأنه مشابه في طعمه لكثير من الفطريات الصالحة للأكل، وطعمه حلو، وتظهر أعراض التسمم بعد 8 - 12 ساعة من الأكل.
*
عيش الغراب الخجول Blusher Amanita، وهو سام، وعند تعرضه للجو يصبح لونه أحمر، وهو عديم الرائحة.
*
عيش الغراب الزبابي Amanita Muscaria، ويستعمل كمبيد قاتل، ويمتاز باللون الأحمر المنقط.
*
نوع خطر جدا من حيث التسمم وموجود في أوروبا ومعروف باسم AMANITE PHALLOٌDE (أمانيت فالاويد) يتسبب هذا النوع لوحده في 95 من حالات التسمم التي يبلغ عددها سنويا 10 آلاف حالة في فرنسا.
*
وتوجد عشرات الأنواع من الفطر السّام، لكن هذا النوع يعتبر الأخطر، نظرا لاحتوائه على مادة خطرة اسمها (amatoxine).
*
*
95 من متناوليه مصيرهم الموت..أطباء يؤكدون أن فطر "أمانيت فالاويد" الأكثر خطرا في العالم
* حذر الدكتور رشيد حميدي، المستشار الطبي ل "الشروق اليومي"، من تناول نبات الفطر الذي يدعى "أمانيت فالاويد" لاحتوائه على مادة سامة وقاتلة تدعى "أماتوكسين"؛ لأن هذه الأخيرة تمتد إلى الخلايا العصبية وتحدث خللا بها، إلى جانب التهاب الكبد. وعن أعراض الإصابة المباشرة بالداء، فإن المريض يُصاب في بادئ الأمر بالغثيان والتقيئ والإسهال، تليه الغيبوبة التي تنتهي خلال 24 ساعة بالموت لا محالة.
*
واستثنى الدكتور حميدي أنواعا عديدة من الفطر التي لا أثر عليها على صحة الإنسان، وقال إن الفطر ذا اللون الأبيض المائل للفطرة، والذي ينمو في مناطق المتيجة، لا أثر له على الصحة، في حين أن المائل للون البني، والذي يتواجد بكثرة بالمناطق الغابية، فهو الذي يشكل خطرا على صحة الإنسان، ويسمى أيضا "الفطر الغابي" أو "شومبينيو مالان"، كما يتواجد أيضا بكثرة في الدول الأوروبية.
*
وقال الدكتور ان متناول هذا النوع من الفطر في أغلب الأحيان يودي بحياته، خاصة إذا طال التحاقه بالمستشفى للقيام بعملية غسل المعدة.
*
من جهته، يرى الدكتور "ع.ر"، صاحب عيادة خاصة ببرج الكيفان، أن النوع الأكثر خطرا في نبتة الفطر "أمانيت فالاويد"، تليها في الدرجة الثانية "أرميليا ببلوزا" و"أرميليا إيستوفا" المتواجدة بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف الدكتور أن 95 بالمائة من متناوليها فإن الموت حليفهم؛ لأنه لا دواء له.
*
و عن سبب انتشار هذا النوع في الجزائر، قال الدكتور في تصريح ل "الشروق اليومي"، إن غياب الرقابة السبب الرئيسي وراء كل هذا، إلى جانب غياب الوعي الذي نتج عنه امتهان تجارة لأشخاص غير متخصصين غايتهم الربح السريع غير آبهين بصحة المواطنين.
*
كما حذرت وزارة الصحة التونسية في بيان لها من تناول هذا النوع من الفطريات المتواجد على مستوى الجبال وبيعه في الأسواق الشعبية أو على قارعة الطرقات، على إثر تقارير عن حالة تسمم الذي أودى مؤخرا بحياة 3 أشخاص من نفس العائلة، وإحالة اثنين آخرين على العناية المركّزة، وصفت تقارير طبيّة حالتهم بالحرجة جدا، إضافة إلى إصابة والديهم بتسمّم خفيف إثر تناولهم جميعا كميّة من نبتة الفطر.
*
ويتسبب هذا النوع من الفطر حسب ما أوردته دراسات عالمية في 95 من حالات التسمم التي يبلغ عددها سنويا 10 آلاف حالة في فرنسا.
*
وتوجد عشرات الأنواع من "الفطر السّام"، لكن هذا النوع يعتبر الأخطر، نظرا لاحتوائه على مادة "أماتوكسين".
*
وعن مصدر البكتيريا، فإن الإصابة تكون عادة على مستوى الأوراق وتمتد على شكل بقع بيضاء رمادية عل السطح السفلي للأوراق، لتمتد إلى السطح العلوي للأوراق مع تقدم المرض، مما يؤدي بتقلص عدد الثمار، وبمجرد ظهور هذا المرض يوصي الأخصائيون بمقاومته بالرش أو بالكبريت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.