تشهد أراض منطقة المقران الحدودية، الواقعة في إقليم مقاطعة المغير بولاية الوادي، زحفا غير مسبوق من طرف فلاحين من ولاية بسكرة المجاورة، وخاصة من أولاد جلال وسيدي خالد، مستغلين إياها في النشاط الفلاحي والاستصلاح الفوضوي. يحدث هذا بالرغم من أن أراضي هذه المنطقة ملك لأصحابها أو ما يسمى بأراضي العرش، ومن بين الأسباب التي دفعت هؤلاء الفلاحين للقيام بهذا الزحف الخارج عن القانون، خصوبة منطقة المقران، والتي تتميز بأنها فلاحية ورعوية، نظرا لوجود الكلأ والأعشاب، والسبب الثاني يتمثل في استغلال فرصة غياب أصحابها، حيث لم يكتف هؤلاء بالسطو على الأراضي فحسب، بل امتدت أياديهم حتى للآبار التقليدية الموجودة بالمنطقة. وقد شهدت فيما سبق مشادات دامية، استعملت فيها الأسلحة البيضاء، ولولا تدخل الجهات الأمنية لتطورت الأمور إلى مشادات مميتة. من جهة أخرى، شهدت صحراء أم الطيور الخصبة، تدخل رئيس بلديتها من أجل منع هذا المد الفوضوي، موجها تعليمات تقضي بضرورة إخلاء هذه الأراضي بقوة القانون، وحسب ما علمته "الشروق" فإن رئيس بلدية سطيل تحرك في الآونة الأخيرة، لتطهير المنطقة الحدودية بين بلدية سطيل ومقاطعة أولاد جلال، لمنع الزحف على حدود بلديته، والتي تمتاز أراضيها بأنها رعوية بامتياز، حيث باشر في إعادة هيكلة وتحديد هذه المناطق، فيما يبقى هذا الملف محل فوضى. وناشد أصحاب أراضي المقران، وكذا أراضي أم الطيور وسطيل، والي ولاية الوادي، وكذا الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية المغير، التدخل العاجل لمنع كل من تسول له نفسه، المساس بالحدود الجغرافية الفلاحية للولاية بأكملها، ومنع هذا الزحف العشوائي.