بوغالي: "توطيد علاقة الجيش مع الشعب دحض الكثير من المكائد وأفشل العديد من المؤامرات"    "الدولة الفلسطينية"… أو إعلان الشجعان    الذكرى ال 57 للنكسة: البرلمان العربي يدعو لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني    عقوبات "صارمة" بعد أحداث مباراة شباب قسنطينة واتحاد العاصمة    تصفيات كأس العالم 2026.. الجزائر – غينيا مساء اليوم : "الخضر" أمام فرصة الإطاحة بأفضل المنافسين    الرابطة الأولى: رئيس الفيفا يهنئ مولودية الجزائر على التتويج بلقب البطولة    الجزائرية للحوم الحمراء تباشر عملية بيع الأضاحي بأسعار تتراوح بين 59 و90 ألف دج    في يومها العالمي: هل قضية البيئة مهمة في عالمنا العربي رغم الحروب والمآسي؟    فضل العشر الأول من شهر ذي الحجة    من أراد الحج فليتعجّل    حملة الحصاد والدرس لموسم 2023 /2024 تنطلق بالولايات الشمالية    توقيف 3 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    تنظيم الطبعة ال16 للأبواب المفتوحة الوطنية حول الرياضة العسكرية بالجزائر العاصمة    بورحيل يشارك هذا الخميس بتركيا في ملتقى سلطات وهيئات حماية المعطيات الشخصية    أبي بشرايا البشير: تنازلات خطيرة قدمها نظام المخزن المغربي للكيان الصهيوني    بتكليف من رئيس الجمهورية, عطاف يشارك في الشق الثاني من أشغال القمة الإفريقية-الكورية المتعلق بتنمية التعاون الاقتصادي        الأونروا تعلن توقف محطات تحلية المياه عن العمل في غزة بسبب نفاد الوقود    اليوم العالمي للبيئة: غوتيريس يدعو المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته لإصلاح تدهور النظم الإيكولوجية    تهيئة الواجهة البحرية للعاصمة: بداني يؤكد التكفل بانشغالات الصيادين    بيئة بحرية: دعوة إلى تعزيز جهود التحسيس بمخاطر التلوث بالمعادن الثقيلة    هيئة صحراوية تدعو الشركات الأجنبية إلى وقف نهب موارد الشعب الصحراوي والانسحاب من الإقليم المحتل    باتنة: وضع حيز الإستغلال لسد بوزينة    بيتكوفيتش يضع اللّمسات الأخيرة قبل مواجهة غينيا    مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة.. مع وقف التنفيذ    نجوم العالم يستنكرون مجازر رفح    التزام بترقية النشاط الصناعي في بومرداس    مشروع قانون الرقمنة.. لبنة أساسية في مسار التحول الرقمي    حجز كوكايين بسطيف    انطلاق إنجاز مشروع طبي اجتماعي للفنان.. قريبا    تنظيم المعرض الوطني لكتاب الطفل    تعزيز قدرات تخزين الحبوب عبر 52 ولاية    "حماس" تدعو إلى إدراج الاحتلال في قائمة الكيانات المجرمة    أول مصنع لإنتاج بلورات الأنسولين في إفريقيا    تباحث تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين    بحث محاور تعزيز التعاون الصحي بين الجزائر وكوبا    وصول ما يقارب 22200 حاج وحاجّة إلى مكة المكرمة    "كازنوص" تدعو أصحاب المهن الحرة لتسوية وضعيتهم    تكوين الإعلاميين في المجالات الاقتصادية لتبسيط المعلومة للقراء    الإفراج المشروط يساهم في إعادة إدماج المحبوسين    الرياضيات تريح مترشحي "البيام" والانضباط سيد الدورة    نادي محمد بوضياف يتوَّج بلقبه 15 على التوالي    مكتتبون يطالبون بتسليم ثلاث عمارات متبقية من المشروع    المحافظة السامية للأمازيغية تحط بإليزي    مهرجان مسرح الهواة.. استمرارية وثبات في دعم المبدعين    تمديد آجال التكيف مع القانون المتعلق بالصحافة المكتوبة والصحافة الإلكترونية    الجمارك تضبط 786 قرص مهلوس    الحماية المدنية ترافق التلميذ إسلام في امتحان "البيام"    تونس تكشف عن مفاتنها لاستقطاب السائح الجزائريّ    "الكاف" تكشف عن تاريخ انطلاق الطبعتين المقبلتين    زكري يدافع عن بن زيمة وينتقد مدربي الدوري السعودي    العثور على لقى أثرية وقبور بقصر بغاي بخنشلة    تحمل اسم العلامة "محمد البشير الابراهيمي"..تخرج الدفعة ال10 للمتصرفين الرئيسيين لمصالح الصحة    عن قصيدته "ما تساقط من غيمة الوجد"..الجزائري صدام عيسى بوعزيز يتوج بجائزة كتارا للشعر العربي    عثر عليها بقصر بغاي بخنشلة.. لقى أثرية وقبور تعود إلى الفترتين البيزنطية والإسلامية    هذه أسباب تسلّط الجن على بني آدم..    مواقف تَرْبَويّة نبويّة مَعَ الشباب    لا تتبرّكوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من حق الإخوان الوصول للسلطة..وفاروق حسني لايستحق رئاسة اليونسكو

لن تجد لتقديم الروائي علاء الأسواني أبلغ مما قدمته به صحيفة ال "أوبسرفر" البريطانية العريقة، والتي وصفته فكتبت: "إذا كنت محتاجا لموعد مع طبيب أسنان في القاهرة، لا تذهب إلى عيادة الدكتور علاء الأسواني؛ لأنك قد تضطر للانتظار طويلا، فهو ليس أشهر طبيب أسنان في مصر فقط..
*
بل هو أيضا من أندر أصناف الأدباء، فهو مؤلف تتمتع أعماله برواج مدهش، ومنذ رواية "عمارة يعقوبيان" أصبح المؤلف الأكثر رواجا على الإطلاق في العالم العربي".. نزل علاء صبيحة أول أمس ضيفا على منتدى "الشروق"، حيث وجد من الوقت ما يكفي لتشريح آرائه ومواقفه الأدبية والسياسية، فتحدث مطولا عن المحرمات في الإبداع، عن خلفيات معارضته للأنظمة العربية عموما وللسلطة في مصر بصفة خاصة، عن دعمه للمقاومة في لبنان وفلسطين، وعن رفضه القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، عن مطالبته بتمكين الإخوان المسلمين في مصر من حقهم في ممارسة السياسة، وبضرورة فتح قنوات الحوار الجاد والهادئ مع التيار الإسلامي.
*
*
الأسواني لا يؤمن إلا ب "الرقابة على السن"
*
"سألت الوزيرة عن خلفيات إقالة الزاوي"
*
كشف علاء الأسواني بأنه سأل وزيرة الثقافة خليدة تومي عن خلفيات إقالة الدكتور أمين الزاوي من منصبه كمدير عام للمكتبة الوطنية "وأخبرتني تومي بأن الموضوع لا علاقة له بأدونيس أو بن شيكو، وبأن القرار اتخذ قبل زيارة الأول للجزائر". وفي نفس الاتجاه أكد الأوسواني "أنا ضد أي منع ولا أومن إلا برقابة السن".
*
*
أنا معجب بأحلام مستغانمي وأحترم فيها معاناتها
*
لم يتوقف إعجاب الأسواني بكتابات مولود فرعون والطاهر وطار، بل وجد في أحلام مستغانمي "مثالا للموهبة والعطاء"، حيث أبدى إعجابه الكبير بصاحبة "ذاكرة الجسد" واعتبرها "روائية كبيرة ناضلت كثيرا وتغربت لتنشر إبداعها بكل حرية بعيدا عن القيود الحكومية".
*
وقال الأسواني بأن "أحلام تدفع ثمن جهلنا وتعلطينا النمطي مع المرأة وقضاياها"، قبل أن يضيف "أعمالها لاقت صدى واسعا وكبيرا في الوطن العربي، بما في ذلك مصر ولبنان.
*
واعترف الأسواني بأن هناك ما يشبه القطيعة الأدبية المقيتة بين المشرق والمغرب، وقال "أعترف بأن المشارقة لا يبحثون عن الآخر، وأنا ضد أي تقسيم أو تفرقة بين الأدبين، بحكم أن هذه القطيعة لم تكن موجودة من قبل في التاريخ العربي".
*
*
جميلة بوحيرد رمز لكل العرب.. وشاهين صنع لها أجمل فيلم
*
لم يجد الأسواني الكلمات التي يصف بها جميلة بوحيرد، واعتبرها رمزا لكل المصريين الذين نشأوا على احترام الثورة الجزائرية، وقال إن "أكبر دليل على ذلك هو صناعة المخرج الكبير يوسف شاهين لفيلم "جميلة"، وهو من أجمل ما قدم أو يمكن أن يقدم لهذه المجاهدة العظيمة".وأوضح ضيف منتدى "الشروق" بأن فيلم "جميلة" "شد وقتها انتباه المصريين بشدة، ويوسف شاهين لم يرد به إلا التعبير عن إحساسه بما يحدث بالجزائر، والذي يشبه كثيرا ما يحدث في مصر"، قبل أن يضيف "شاهين سعى إلى تمرير أفكاره والتعبير عن قضايا راهنة وملحة، ومن الطبيعي أن يجد كل جديد يقدمه ردود فعل وخصومات"، مؤكدا في المقابل على أن "عمل شاهين تمجيد لهذه الشخصية العظيمة، ولم ينتج إلى اليوم عمل بحجم وقامة جميلة بوحيرد".
*
*
لم أرفض المشاركة في معرض الكتاب بالجزائر
*
أكد الأسواني بأن سفرياته المتكررة والمرتبطة بتوقيع رواياته هي ما منعه عن حضور معرض الكتاب بالجزائر، ونفى ما أشيع عن رفضه للدعوات التي وجهت له بهذا الشأن، مضيفا بأنه سعيد جدا بهذه الفرصة التي أتيحت له لزيارة هذا البلد ومعرفته عن قرب.
*
*
علاء الأسواني ينفي اعتناقه للماركسية
*
"يجب احترام إرادة الناخب المانح صوته للإسلاميين"
*
دافع الروائي علاء الأسواني عن حركة الإخوان في مصر قائلا أن "هذا التيار ليس عدوا لأحد ولا أحد يستطيع أن يقلل من قيمته، وهو موجود رغم كل المناورات، ومن حقه أن يصل إلى السلطة إذا راعى قواعد الديمقراطية؛ لأنها هي الحل الذي يوصل الأمة إلى الاستقرار والنهضة". وضرب مثالا بالكيان الإسرائيلي "الذي يحترم سلطة الانتخابات رغم وجود التناحر السياسي بين طوائفه الكثيرة".
*
وأضاف الأسواني بأنه "يلتقي مع الإخوان في نقاط كثيرة، عكس بقية الأطياف الدينية الأخرى التي توجد في المشهد السياسي المصري، ومن بينها التشكيلات المتطرفة التي ترتكب أعمالا إرهابية". وأكد على أن "هذا التقارب يعود لقناعاتي التي لا ترتبط بالأيديولوجيا الماركسية، وكذلك لكوني ترعرعت في بيئة لها خصوصياتها التي تصب في خانة الاعتدال".
*
وأشار ذات المتحدث إلى وجوب التفريق بين ظاهرة التدين وبين الإسلام السياسي، "فكلا المصطلحين له دلالته المختلفة؛ فمثلا توجد سيدات متحجبات لكنهن لا يمنحن أصواتهن الانتخابية لحركة الإخوان المسلمين، وهذا يدل على أن هناك قناعة دينية غير مرتبطة بالقناعات السياسة التي تتعاطاها جماعة ما". وأضاف أن "الدين ضروري في حياة الناس لكونه يحتوي قدرة كبيرة على تفعيلهم، وفي الوقت نفسه يجب أن توازي الحياة الدينية حياة مدنية، وأنا شخصيا أميل إلى الدولة المدنية لا الدينية، وهو مكمن اختلافي مع الإسلاميّين مثل الإخوان".
*
وفي نفس الإطار، أكد أنه لا يؤمن إلا بالدولة المدنية؛ لأنها الأقرب إلى طموحات الشعب، وأكد على أن "السلطة يجب أن تحترم إرادة الناخب في أي مكان، إذ من حقه أن يمنح صوته للإسلاميين إذا كانت قناعته كذلك". وأرجع ضيف "الشروق" سبب الفوضى الحاصلة في العالم العربي إلى "قصور في فهم الديمقراطية التي يشار إليها فقط كمصطلح، بينما هي أكثر عمقا من ذلك، وعليه لا بد من اعتناق مبادئها التي تقوم على نزاهة الانتخابات وحق التداول على السلطة واحترام الرأي الآخر".
*
وأرجع الأسواني سبب الاستبداد الموجود في العالم العربي إلى كون "الأبجديات التي توضع في ذهنية الشعب منبعها تلقين قراءة دينية تؤسس للاستبداد تعتمد على قراءة فقهية هي محاسبة الحاكم بعد توليه الحكم لا كيف يسير شؤون الأمة، وفي هذا تناقض مع روح الدين الإسلامي". وأشار في ذات السياق إلى أن "الاستعمار أسس للاستبداد الذي يجعل من الشعب في كل الأحوال ضحية".
*
*
صاحب "عمارة يعقوبيان" يرجع شهرته إلى "شيكاغو"
*
"فاروق حسني غير مؤهل لمنصب مدير عام اليونسكو"
*
لم يتحرّج الروائي الطبيب من مقارنة رسالته الموجهة عبر أعماله برسالة الشيخ القرضاوي، عندما يتعلق الأمر بشرح أدق تفاصيل العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة. ورفض أن توصف أعماله ب "الإباحية"، حتى وإن تطرقت للشذوذ الجنسي الذي اعتبر الجاحظ وأبناء جيله من السبّاقين إلى الخوض في هذا "الطابو"، و فتح النار على وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، وأكد انه اشترط ألا تساهم تومي بسنتيم واحد خلال إقامته في الجزائر.
*
في خرجة غير متوقعة، هاجم الروائي علاء الأسواني توجهات وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، قائلا "يغيِّر موقفه بسرعة الريح، فلطالما دافع عن بعض الروايات وقال كلاما ضد إسرائيل ثم تراجع وقال العكس. لست من أنصاره، وأرفض الولاء القبلي، فلا يعني لي شيئا أنه مصري وأن يمثل مصر أو أي دولة عربية في هيئة اليونسكو"، وأردف طبيب الأسنان ممتعضا "للأسف الترشيح حكومي وليس شعبيا، وإلا لما حصل على صوت واحد ربما".
*
من جهة أخرى، أكد علاء الأسواني على أن الفضل الكبير فيما يتمتع به اليوم من شهرة لا يعود كله إلى "عمارة يعقوبيان"، وإنما الجزء الأكبر من الصيت الذي تجاوز الوطن العربي إلى أوروبا هو رواية "شيكاغو"، وعبر عن فخره بها قائلا "أنا فعلا فخور برواية "شيكاغو"، ولا اعتبر نجاحها من نصيبها كرواية فقط، وإنما من نصيب الروائي". هذا ورفض أي اتهام يكون قد ألصق بها، خاصة مصطلح "الإباحية"؛ لأنه يعتبر ما كتب تحصيل حاصل للواقع الاجتماعي والسياسي.
*
وثمّن الروائي الطبيب اعتماد الأدباء على وسائل الإعلام، وخاصة الصحافة المكتوبة، في توصيل الإبداع إلى أكبر عدد ممكن من القراء، وبالضبط إلى كل الفئات الاجتماعية "فقد نقول بشأن الكتاب أنه من اهتمامات النخبة، في حين أن الجريدة هي منتوج يومي يقتنيه المواطن البسيط والفقير والعادي".
*
*
"نجيب محفوظ استحق نوبل وكل الروائيين العرب خرجوا من جلبابه"
*
أصر ضيف منتدى "الشروق" على أن "كل الروائيين العرب خرجوا من جلباب نجيب محفوظ الذي أسّس للرواية العربية الحديثة، وكل الأجيال خرجت من عباءته، وليس معنى هذا أنه عليهم تقليده".
*
وأكد الأسواني على أن "نجيب محفوظ يستحق فعلا نوبل بعيدا عن المواقف السياسية، ولو كان روائيا غير عربي لحصل عليها بعد الثلاثية مباشرة، لكن نوبل جائزة غربية وبين الحين والآخر يضطرون إلى منحها لأديب لا يمكن تجاهله، ومحفوظ لا يمكن فعلا تجاهله".
*
وأضاف المتحدث بأن "الجائزة لو كانت تمنح لمواقف سياسية لفاز بها علي سالم، كاتب مسرحية "مدرسة المشاغبين"، الذي كان من المنادين للتطبيع الصريح وزار إسرائيل وله أصدقاء هناك".
*
*
علاء الأسواني يستغرب
*
"رواياتي ممنوعة في الكويت وقطر ومتداولة في السعودية"
*
لم يخف علاء الأسواني استغرابه من قرار منع مشاركة أعماله في معرض الكتاب بالكويت وقطر. وأشار ضيف المنتدى إلى أن رواياتي "شيكاغو" و"عمارة يعقوبيان" الممنوعتان في هذين البلدين، إلى جانب العشرات من الكتب الأخرى، لا تحملان أي إساءة للذات الإلهية أو تحريض طائفي، وهو السبب الذي أوقفت على ضوئه السلطات الكويتية عديد العناوين.
*
وعبر الأسواني عن أسفه الشديد وعدم فهمه لقرار الرقابة الكويتية غير المنصف، "والذي يقيد من حرية الأفراد في قراءة ما يرغبون". كما لم يستغرب أن "تمنع أعمالي في قطر التي تطلق الجزيرة، ويسمح بتداولها في العربية السعودية؟".
*
*
"لم أتدخل أبدا في سيناريو عمارة يعقوبيان"
*
نفى الأسواني ما تداولته الأوساط الفنية والإعلامية عن استشارته من طرف المخرج مروان حامد وقبوله لحذف بعض المشاهد المثيرة في فيلم "عمارة يعقوبيان"، وأكد بأنه لم يتدخل أبدا في الفيلم ولا في المسلسل، واعتبر أن مهمة أي روائي تنتهي بخروج الرواية إلى القارئ، وامتحانه الحقيقي يكون مع القارئ والناقد، بل ونفى حتى زيارته لمكان التصوير، مؤكدا انه شاهد الفيلم مثل كل الناس.
*
*
"اشترطت فعلا ألا تساهم تومي بسنتيم في زيارتي للجزائر"
*
اعترف الأسواني بأنه عندما تلقى الدعوة لزيارة الجزائر، اشترط ألا يكون لتومي أي دخل وألا تتكفل بنفقات إقامته، بل وألا تساهم حتى بسنتيم واحد "ليس لموقف معين من الوزيرة، ولكن هذا مبدئي وشرطي أينما ذهبت"، مؤكدا على أنه يرفض أن تتكفل الحكومات بغض النظر عن الأشخاص؛ لأنه يرى بأن قوة الكاتب تكمن في استقلاليته عن المؤسسات الحكومية، "وأشكر الوزيرة تومي التي أفتخر بأنها من قرائي على تشبعها الثقافي والمعرفي".
*
*
الأسواني يقول بأن "السادات لم يستشر الشعب عندما وقع على كامب ديفيد"
*
"أنا ضد التطبيع وموقف الحكومة المصرية لا يلزمني"
*
جدد الروائي المصري، علاء الأسواني، بمناسبة استضافته في منتدى "الشروق" مواقفه الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، حين أكد رفضه القاطع ترجمة رواياته إلى اللغة العبيرية أو صدورها في إسرائيل "من منطلق كوني مثقفا عربيا يشعر بأن الكيان الصهيوني دولة استعمارية ظالمة غاصبة وعدوانية، ترتكب يوميا مجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل".
*
وأوضح الأسواني بأنه ليس بالضرورة أن يتوافق موقفه "مع موقف الحكومة المصرية التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، مؤكدا على أن "السادات لم يستشر الشعب المصري عندما ذهب إلى كامب ديفيد وقرر التطبيع"، قبل أن يضيف "لست ملزما لا بقرار الحكومة المصرية ولا بموقف عمرو موسى الذي رحب بإسرائيل في جامعة الدول العربية"، مؤكدا على أننا "لو استفتينا الشارع المصري في الموضوع لكان ضد التطبيع مع إسرائيل، وهو الموقف الذي دأبت عليه منذ أيام الجامعة".
*
من جهة أخرى، أكد المتحدث بأنه مع المقاومة في فلسطين ولبنان "شريطة أن لا تتعرض للمدنيين"، و أردف "علينا أن نفرق بين المقاومة والإرهاب من منطلق أن المقاومة مشروعة"، ثم أضاف "الوطن العربي يتسع للجميع، إسلاميين وديمقراطيين، وعلينا أن نختار بين هذا وذاك".
*
واعتبر الأسواني أن "حزب الله في لبنان هو إضافة لكل العرب والمسلمين، فقد عبر في وقت من الأوقات بصدق وشجاعة عن تطلعات الأمة". وذكّر ضيف المنتدى بسابق عمله في جريدة "الشعب"، لسان حال حزب العمل الإسلامي، وبأن فكرة الانقسام مرفوضة بين التيارات، "وعلينا أن نجتهد لجمع كل هذه التيارات".
*
*
"قبلت جائزة كرايسكي لأنها غير منحازة وأرفض الجوائز الحكومية"
*
قال علاء الأسواني أنه يرفض الجوائز الحكومية العربية "لأنها منحازة"، كما يرفض الترشح لأي جائزة "فهذا في حد ذاته عيب غير موجود إلا في الجوائز العربية، وعلى هذا الأساس قبلت بجائزة كرايسكي بالنمسا، رغم أن صاحبها كان يهوديا، لكنه يهودي تقدمي له مواقف تدين ما تقوم به إسرائيل في فلسطين، وأكثر من هذا فقد أغلق معسكرات المهاجرين اليهود من النمسا نحو فلسطين، وقد أصدرت إسرائيل ضده بيانا يقول "أنه ليس يهوديا"، وقال يومها "أنا اليهودي الصحيح"، وهو أفضل من دافع عن حق الشعب الفلسطيني".
*
وأكد المتحدث بأن من شروط قبوله أي جائزة كانت أن لا يرشح لها نفسه، وأن لا تكون طريقا لاستغلاله سياسيا، وأن تكون منصفة وتخضع لمعايير محايدة.
*
*
"الأزهر لم يسئ يوما للأدب"
*
نفى صاحب رائعة "شيكاغو" تلقيه لأية تهديدات بالقتل "وردود الفعل التي أحدثتها الرواية لدى نشرها في جريدة الدستور عادية جدا، وتحدث في كل دول العالم، ونسبة المعترضين على العمل كانت قليلة جدا عما توقعت".
*
كما نفى الأسواني تدخل الأزهر في ما أحدثته الرواية من ردود فعل؛ فالأزهر "كان موجودا في مصر منذ عقود، وهذا دليل على مدى التسامح في الثقافة المصرية والانفتاح الموجود فيها، وربما يعترض المحافظون على إعمالي لكن الأزهر لم يعترض عليها، ويوم كانت قراءة الأزهر للإسلام هي السائدة في الساحة المصرية لم تكن تطرح علينا أسئلة من هذا القبيل"، ثم أضاف "رغم وجود نص في القانون يتيح للأزهر التدخل في الحياة الثقافية وإصدار التقارير ضد ما يعتبره مسيئا للدين، لكنه لا يستعمل هذا الحق، والكتب التي يصادرها الأزهر لها غالبا علاقة بالفكر الديني، ونادرا ما يتدخل في الكتاب الأدبي، وعدد الكتب المصادرة في هذا لإطار خلال عام مثلا هي 5 أو 6 من بين آلاف العناوين التي تصدر في مصر".
*
*
"توريث الحكم مرفوض ولا مشاكل لي مع مبارك"
*
قال الأسواني أن رواياته رفضت 3 مرات، عام 90 و94 و98 من طرف الهيئة العامة للكتاب في مصر "لأن طبيعة النشاط الثقافي الرسمي في مصر مرتبطة بكل أمراض الساحة الثقافية ومشكلات الحكومة المصرية من محسوبية وتحيز، وأنا من المعارضة المصرية، وأعتقد أن المصريين يستحقون حكومة أفضل مما هو موجود، ويشرفني أنني من أوائل المنتسبين إلى حركة "كفاية" المعارضة التي رفعت من سقف الاحتجاج في الشارع المصري، وهي تضم خيرة النخبة المصرية".
*
وعن "كفاية"، قال ضيف منتدى "الشروق" "هي بالأساس حركة ثقافية، ولم تدع يوما أنها حزب سياسي، والتغيير الذي تحدثه قد لا يلاحظ على المدى القريب، لكن الصراع من أجل التقدم في الوطن العربي طويل".
*
وبخصوص توريث الحكم في مصر، قال المتحدث أن "الفكرة مرفوضة من أغلب المثقفين المصريين، وحتى الحكومة المصرية ترفضها، أو تزعم ذلك، والموضوع ليس شخصيا بيني وبين الرئيس المصري، ولكنني أدافع عن مبدأ أساسي في كون المواطن المصري من حقه أن يختار من يمثله ومن يحكمه بطريقة ديمقراطية".
*
*
الأسواني يذكر بأن "الجاحظ" تناول "الشذوذ" ولم يهاجم
*
"إنسوا "الإباحية" واقرأوا موقفي ضد أمريكا وإسرائيل"
*
عبر علاء الأسواني عن استيائه من استعمال بعض الأوصاف غير اللائقة، والتي يعتبرها غير عاكسة حقيقة للقيمة الأدبية والإنسانية الموجودة بين سطور رواية "شيكاغو"، وأكد بأنه "لا إباحية فيها"، مستدلا بدراسة ميدانية كان قد أجراها على 20 سيدة و20 رجلا "وأظهرت العينة التي اختلفت أعمارها ومستوياتها التعليمية والثقافية بأن 19 امرأة اتفقن على أنه لا إثارة ولا خدش للحياء في الرواية، بل واعتبرتها أكثر الأعمال دفاعا عن المرأة". وعوض التركيز على مدى توظيفه الجنس، طلب الأسواني قراءة نقده للمجتمع الأمريكي وتهجمه المباشر على إسرائيل.
*
وقال الأسواني بأنه يتحفظ على لفظ "الإباحية" ويرفضه كحكم على إبداعه "لأن الرواية تحمل تفاصيل كثيرة، منها تفاصيل عن علاقة الرجل والمرأة". وفي مقارنة مقتضبة، راح يكشف عن أعمال عربية تناولت الجنس ولم تلق يومها الرفض والتنديد الذي تعرفه اليوم الساحة الإبداعية العربية، على غرار مجموعة يوسف إدريس "بيت من لحم" و"السراب" لنجيب محفوظ. هذا وسوى بين رسالته الجنسية في الرواية وبين رسالة الشيخ القرضاوي عندما يشرح تفاصيل العلاقة الزوجية، مستدلا بحصة بثتها قناة "الجزيرة" سئل فيها الشيخ ورد شارحا بدون أي حرج قائلا "لا يمكن اتهام سماحة الشيخ بشيء؛ لأنها العلوم الشرعية ورسالة يجب إيصالها للناس".
*
وبحثا عن أصحاب توجهه في القديم راح الأسواني يقلب في ذاكرته المعرفية الواسعة حتى توقف عند رسالة "المفاخرة بين الجواري والغلمان"، وهو الحوار الذي وصفه الأسواني ب "أجمل الحوارات التي صنعت النصوص الأدبية، ولم يزعج حينها أجدادنا في بغداد".
*
*
أسئلة سريعة للأسواني
*
*
- هل أنت ثري؟
*
أنا مستور.. في اعتقادي الثراء هو أن تؤمن ما أنت بحاجة له من مال يحفظ كرامتك.
*
- هل تخاف من الأمن المصري؟
*
لا يوجد شخص في مصر لا يخاف الأمن المصري. أنا شخصيا لم تكن لي مشاكل مع الأمن المصري، وأتمنى ألا يكون هناك مشكل. أعتقد أنه يتعامل بذكاء مع الواقع ويعرف كيف يقمع الفوضى بهدوء.
*
- هل ابنتك ذات العشر سنوات تطالع رواياتك؟
*
لا تطالع رواياتي ولا تشاهد الأفلام السينمائية مراعاة لعامل السن. عندما تحين المرحلة العمرية المناسبة لها حرية قراءة ومشاهدة ما تشاء؛ فالرقيب يجب أن لا يتعامل مع الإنسان إلا مراعاة لسنه.
*
- من هي الدولة العربية الأقرب للديمقراطية؟
*
كلها مستبدة ولا تفهم الديمقراطية.
*
- هل أنت متفائل بوصول "أوباما" إلى البيت الأبيض؟
*
أنا منبهر بالتجربة الديمقراطية التي احترمت مواهبه وذكاءه وأوصلته إلى الحكم، رغم ظروفه القاسية التي عاشها في بدايات حياته. من العيب علينا أن نفكر بأن حل المشاكل التي يتخبط فيها العالم العربي بين يدي أوباما.
*
- لو تهددك الجماعات المتطرفة بالتصفية، هل ستخاف؟
*
لا أعتقد أني سأهدد من المتطرفين؛ لأني حريص على الإسلام مثلهم.
*
- عادل إمام قال أنه يحس أنه سيدخل الجنة؛ لأنه أسعد الناس، ما رأيك؟
*
عادل إمام فنان كبير، ربما قال ذلك؛ لأنه فعل الخير الكثير من أجل الآخرين، لكن ليس من حق أي شخص أن يحدد من يذهب إلى الجنه؛ لأن ذلك أمر إلهي.
*
- أنت تدخن بشراهة مع أنك طبيب، هل التدخين مفيد للصحة أحيانا؟
*
لا هو مضر بالصحة، لكن من حق الطبيب أن يستمتع ببعض العادات السيئة.
*
- هل شهرتك زدات في عدد زبائن عيادتك لطب الأسنان؟
*
حدثت لي طرائف كثيرة في هذا الموضوع. ذات مرة اتصلت فتاة شابة لتأخذ موعدا للعلاج، وعندما أتت تفاجأت بأنها ممثلة في بداية الطريق وتريد أن أتوسط لها لدى مخرج سينمائي.
*
*
مراصد
*
- قبل بداية الندوة قال الأسواني: من لديه مشكلة في الأسنان أنا هنا.
*
أول شيء فعله الأسواني عندما دخل القاعة إشعال سيجارة.
*
فهم الأسواني أن انسحاب صحفية "الشروق" إيمان بن محمد موقف شخصي رافض لما يكتبه، والحقيقة أنها انسحبت بسبب عمل.
*
- طلبت صحفية "الشروق" آسيا شلابي من الأسواني أن تذهب خليدة تومي لمصر وأن يأتي فاروق حسني للجزائر، فقال: خذوا فاروق حسني دون مقابل.
*
كانت وجبة الغداء التي أعدتها "الشرق" على شرف ضيفها حميمية لم تخل من النكت.
*
- طلب ضيف "الشروق" تسجيل كلامه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.