صدم الفيلم الفلسطيني "المدينة " الجمهور العريض الذي توافد مساء الإثنين الماضي على قاعة المغرب بوهران. بالغ المخرج عمر شرقاوي كثيرا في توظيف الجنس واللقطات الخليعة بين بطل الفيلم وخليلته وهو ما كان سببا قويَا لهروب العشرات من العائلات التي حضرت لمشاهدة الفيلم، وعولت على تناول جاد لمعاناة الشعب الفلسطيني وظلم الاحتلال الإسرائيلي. الفيلم وطيلة 90 دقيقة كاملة حمل واقعا قاتما مزيجا بين الشر والخبث حيث يقدم الممثل عمر شرقاوي على قتل طفل متشرد بالخطأ، حين كان يحاول تخليص زوجته الدانماركية من مضايقات مجموعة متسولين، فيكون مآله السجن، وفي هذا المكان المظلم يأخذ المخرج كل وقته لإدخال المشاهد في دوامة من الكآبة والقنوط بفعل أشكال التعذيب والإذلال التي يتعرَض لها بطل الفيلم، لتأتيه فرصة الهروب من السجن، وحتى يظن الجميع أن يوسف سيعيش حياة آمنة بطيّ ماضيه المظلم، يجد نفسه متورطا مع العائلة التي رعته واحتضنته والتي ما هي في الأصل سوى عصابة إجرامية تختص في اختطاف الأطفال من دون مأوى لاستئصال أعضائهم وبيعها، يقودها طبيب جراح، ويقضي يوسف وقتا مع تلك العصابة إلى أن يقرَر الهرب نحو وجهة آمنة تمكنه من العودة إلى الدانمارك للحاق بزوجته، غير أنه يتيه في صحراء شاسعة، فينتهي العرض وسط حالة من الحيرة والغموض. من جهته، وإجابة عن سؤال "الشروق" حول دواعي إهمال القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني الأعزل، وتقليد الغرب في كيفية طرح المواضيع والجرأة غير المحدودة، أجاب عمر شرقاوي أن مصيبة المواطن العربي رفضه المطلق لتصوير واقعه الحقيقي على السينما، رغم أن الجنس وتجارة الأعضاء والعربدة موجودة بقوة في أغلب الدول العربية. كما أفاد أنه حاول الخروج عن النظرة النمطية والطريقة التقليدية في طرح المشاكل، كاشفا أن المدينة التي تحدث عنها تتواجد في كل دولة عربية ومشاكل مواطنيها تتكرر بشكل يومي، مشيرا إلى أن فيلمه شكَل صداعا في رأس الدولة الصهيونية بدليل أن أياد إسرائيلية باتت تتحرك لمنع توزيع الفيلم في أوروبا وهذا دليل واضح على خشيتها من دخول السينما الفلسطينية بوَابة العالمية.