كشفت صحيفة سعودية، عن تقرير فني لشركة استشارية متخصصة، حذرت فيه من الرافعات المنتشرة في منطقة الحرم المكي، قبل وقوع الكارثة التي خلفت أكثر من 100 قتيل ونحو 238 جريح. التقرير الذي نشرته جريدة عكاظ، أمس، يكشف عن "قلة حجم الرقابة وارتفاع مستوى المخاطر، إضافة إلى وجود ضعف شديد في أنظمة السلامة" التي تحيط بانتشار الرافعات في الحرم المكي. كما كشف التقرير عن وجود ضعف في كفاءة المشغلين، محذرا أنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن احتمال وقوع حادثة كبيرة وارد في مثل هذه الحالة، وشكك التقرير في الوثائق التي تتعلق بأعمال الرفع، واصفا إياها بالظاهرية وأن أثرها متدن جدا في ما يتعلق بالمخاطر التي لها علاقة بأعمال الرفع. وأرجع التقرير سبب الإخفاق لكفاءة مشغلي الرافعات وأفراد فرق الرفع المعنية، خاصة الذين يقومون بأعمال تثبيت أحمال الرافعات، موضحا أنه لا يمكن في الوقت الحالي - وقت إعداد التقرير قبل الحادثة - الوثوق في إجراءات التأهيل المعمول بها. وكانت أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية سقوط الرافعة قد بدأت الأربعاء 10 أوت الجاري، فقد نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها أن من بين المتهمين الذين سيمثلون أمام المحكمة، ملياردير سعودي و13 متهما آخرين بينهم إماراتي، ومصري، وفلسطيني، مشيرة إلى أنها حصلت على معلومات حول "الصندوق الأسود" الذي سجل ما حدث قبل سقوط الرافعة. وأدى الحادث الذي وقع في 11 سبتمبر 2015 قبيل بدء موسم الحج، إلى مقتل 108 أشخاص على الأقل وإصابة زهاء 400 آخرين بجروح، ومن بين الضحايا جزائريان اثنان، وفرضت السلطات السعودية في حينه عقوبات قاسية بحق مجموعة بن لادن السعودية التي تتولى أعمال تطوير وتوسعة الحرم المكي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين. ورأت هيئة تحقيق حكومية بعد أيام من الحادث، أن مجموعة بن لادن العملاقة في مجال المقاولات، تتحمل مسؤولية جزئية على الأقل، وأن وضعية الرافعة كانت خاطئة.