تعرف العديد من الطرقات الوطنية الولائية والبلدية الرابطة بين مدن وقرى ولاية الوادي وضعية رديئة أثرت على صحة السكان وعلى مركباتهم، وحتى على الوجه العام للمحيط، وهو ما تسبب في اندلاع أحداث شغب في بلديات وأحياء عديدة من الولاية آخرها كان قبل نحو شهر في حي علي دربال بمدينة الرباح الواقعة جنوب الولاية. وتشير تقارير رسمية تحصلت "الشروق" على نسخ منها أن الطرق الحضرية والتي تشق التجمعات السكانية تعد الأكثر رداءة والأكثر حساسية، حيث كثيرا ما تسببت وضعيتها المهترئة في نشوب حركات احتجاجية في عديد من بلديات الولاية الأخرى، والتي قطع سكانها الطرقات وأغلقوها باستعمال العجلات المطاطية بعدما وصفوه ب "تقاعس" الإدارات المحلية عن أداء مهاهما. وأرجعت ذات التقارير سبب كون الطرق الحضرية الأكثر تدهورا إلى عاملين أن مهمة انجازها وصيانتها تكون على عاتق البلديات التي تعاني في الأصل من مصاعب مالية أخرى في التسيير، تجعل من أمر قصورها في إدارة هذا الملف ليس الاستثناء الوحيد، ضف إلى ذلك كثرة حركة المرور على هذه الطرقات، خاصة في التجمعات المركزية في الولاية، وزادت أشغال الحفر التي يقوم بها المواطنون من أجل ربط شبكة الصرف الصحي في ولاية الوادي، من اهتراء شبكة الطرقات الحضرية في أغلب بلديتها كسيدي عون والدبيلة وحساني عبد الكريم والرقيبة مثلا، أما على مستوى الطرقات التي هي على عاتق مديرية الأشغال العمومية وإن كانت وضعيتها أقل سوءا، خاصة الوطنية منها التي يصنفها الكثير من الاختصاصين بالمقبولة، باستثناء أجزاء كبيرة من الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين الوادي وتبسة حسب تقرير صادر عن المجلس الشعبي الولائي، إلا أن عددا مهما من الطرقات البلدية وبدرجة أقل الولائية تعرف وضعية سيئة كالطريق الرباط بين قرية الغنامي بمركز البلدية التابعة لها دوار الماء مثلا، والطريق الذي يربط قرية العرفجي ببلدية الرقيبة الملحقة بها إداريا، ويعد الطريق البلدي الذي يربط قرية المشتي التابعة لبلدية قمار بالطريق الوطني رقم 48 مثال واضح على الوضعية المتدهورة للطرق البلدية. هذا وعبّر سكان القرية المذكورة في وقت سابق للشروق اليومي عن قلقهم من الآثار السلبية التي يتسبب فيها الطريق على صحتهم ومركباتهم وعلى نخيلهم التي أصبح السيش " تمر رديء جدا يقدم للحيوان" صفة ملازمة لتمورهم، كما أن الطرقات الولائية وعلى الرغم من وضعيتها العامة التي توصف بالمتوسطة، إلا أن بعضها كالطريق الولائي الواصل بين بلدتي جامعة والمرارة مثلا أو بين بلدتي دوار الماء والطالب العربي الحدوديتين ينطبق عليهما وصف الرديئين.