نقل سكان حي سيدي يحي والذي يبعد على مقر بلدية جامعة بحوالي كيلومترين جملة من النقائص، أبرزها شبه انعدام مشاريع التنمية، على الرغم من اعتباره من بين أعرق الأحياء وأكبرها على مستوى البلدية. ويشهد الحي توسعا عمرانيا كبيرا، إذ بات يسمى من طرف الكثيرين ب "قرية سيدي يحي"، لكن ظل سكانها يشتكون التهميش، فلم يشهد حيّهم لحد الساعة أي عملية تنموية شاملة على مستوى شوارع الحي خاصة وأنه يقع في وسط منطقة معروفة بانتشار بساتين النخيل، والمتنقل عبر شوارع هذا الحي العريق يكتشف بأن التنمية لم تمسه، فمسالكه طينية غير معبدة في معظمها، كما أن النسيج العمراني الذي يتشكل منه الحي، فهو يتشكل في معظمه من السكنات الهشة، والمهدّدة بالسقوط على أصحابها في أي لحظة، خاصة في فترة فصل الشتاء، حيث تبدأ التساقطات المطرية. كما يعد مشكل المياه التي يعاني منها قاطنو الحي لحد الساعة من أعقدها، فندرة الماء من جهة، وملوحته من جهة أخرى، جعل هؤلاء يعيشون في ظروف تحمل إليهم انعكاسات سلبية على صحتم، خاصة ارتفاع احتمال إصاباتهم بالأمراض المتنقلة عن طريق الماء كالتيفوئيد والكوليرا وغيرها من الأمراض، خاصة بين الأطفال والتلاميذ المتمدرسين، بحكم أن غالبيتهم من عائلات فقيرة وتعيش ظروفا معيشية صعبة، وما زاد من صعوبة المعيشة في الحي، انعدام الخدمات الصحية، وهو ما يدفع بالمرضى وذويهم، لكراء سيارات "الكلونديستان" من أجل التنقل إلى المستشفيات المتواجدة وسط مدينة جامعة، واقتناء الأدوية اللازمة منها، وعبر سكان التجمّع السكاني المذكور عن استيائهم من عدم تخصيص طاقم طبي للتكفل بعلاجهم، حيث أن هذه المعاناة تتضاعف أكثر في ساعات الليل، خاصة لدى المرضى الذين تكون حالاتهم الصحية حرجة وكذا حالات الولادة. وتعتبر مشكلة انعدام النقل العمومي بين حي سيدي يحي ووسط المدينة، حيث أرهق كاهل الطلبة والتلاميذ بالثانويات والمتوسطات، مطالبين في هذا الخصوص بتوفير حافلة خاصة لنقل سكان الحي، وخاصة التلاميذ المتمدرسين بمختلف أحياء جامعة. من جهتهم أشار عدد من شباب الحي للشروق، بأنهم باتوا مهدّدين بالوقوع في شراك الانحراف، وسط انعدام المرافق التي تتكفل بهم في حيّهم، على غرار دار شباب، وقاعات الأنترنت، ووصف هؤلاء وضعهم بأنه أقرب لأن يكون شبيها بالقرون الوسطى في مجال الاتصالات، وحتى شبكة الهاتف الثابت هم محرومون منها. وطالب السكان بحقهم في مشاريع التنمية وتغيير واقع حيّهم أو قريتهم كما يقولون إلى الأفضل، مطالبين الوالي المنتدب بالتدخل العاجل للوقوف على هذه المعاناة. من جهته رد منتخب بالمجلس الشعبي البلدي لجامعة في تصريح للشروق، بخصوص مشكلة الماء، بأن الحي سيستفيد من عملية الربط بمحطة تحلية المياه التي أوشكت على نهايتها وستدخل حيز الخدمة مع مطلع سنة 2017، وفيما يتعلق بمشكل نقص برامج التنمية، فأكد بأن هناك عمليات إضافية ستدرج مستقبلا في حال توفر الغلاف المالي، معترفا في ذات الوقت بوجود نقائص على مستوى الحي سيتم التكفل بحلها تدريجيا.