يكشف المخرج عبد الباقي صلاي في حواره مع "الشروق" جملة من المشاريع التي يحضر لها داخل وخارج الوطن وعلى رأسها فيلمان مع أمريكيين، أحدهما خيالي علمي وأخر وثائقي. كما تحدث عن وثائقي "روشي نوار" الذي يتناول الفترة ما بين 19 مارس و26 سبتمبر 1962 والصعوبات التي واجهت الهيئة التنفيذية المؤقتة من قبل منظمة الجيش السري الفرنسي. موضحا في سياق أخر أسباب رفضه عرض فيلم "بن طوبال سيرة ومسار" على قناة العربية. اشتغل على وثائقي حول "روشي نوار" الاسم السابق لبومرداس، وعنوانه "بومدراس حضن الحرية"، والتي لم يكن مهتما بها كثيرا رغم أنّها تمثل الحلقة الأقوى تاريخيا بين العاصمة والولايات الأخرى، لكن استعملت تاريخيا كبيت خلفي ونقطة لوجيستيكية للثورة، فالعمل يتحدث عن الفترة ما بين 19 مارس 1962 إلى 26 سبتمبر 1962 وهي فترة الهيئة التنفيذية المؤقتة والسياسية التي كانت بين "الحكومة المؤقتة" وقيادة الأركان، وما تخلل هذه الفترة من صعوبات وإكراهات وقفت ضد هذه الهيئة التنفيذية المؤقتة لاسيما من قبل منظمة الجيش السري.
هل يعتمد الفيلم على شهادات؟ أجل، اعتمدنا على شهادات الدكتورين احسن زغيدي، رابح زغدان وبعض المجاهدين والوالي السابق عبد الكريم سرايدي، الذي يقول أنّه أول من رفع العلم الجزائري في 3 جويلية مع عبد الرحمان فارس في بومرداس، فضلا عن تضمين العمل بوثائق تاريخية مختلفة. ولا نركز فقط على الهيئة التنفيذية فقط ولكن انطلاقا منها بالحديث كنواة للثورة، ولكن بصفة عامة العمل عن بومرداس من الناحية الدينية والطبيعية لنعطي لها البعد الحضاري والسياسي والثقافي والثوري، وسيشارك في العمل الباحث في التاريخ أرزقي فراد.
متى سيعرض ولماذا تركز على إنتاج الأفلام الوثائقية فقط؟ دخل مراحله الأخيرة وسيعرض ببومرداس برعاية والي الولاية في ال31 أكتوبر تزامنا مع أول نوفمبر عبد الثورة. وبالنسبة للتمويل مولته ولاية بومرداس، وبخصوص اشتغالي على الوثائقيات لا يعني أنني لا أشتغل على أفلام قصيرة وطويلة وهي قادمة، لكن المجال الوثائقي صعب عكس ما يظنه البعض، ففي العالم مثلا جيمس كاميرون أنجز "تيتانيك" ثم أنجز فيلما وثائقيا، ومايكل مور أكبر مخرج وثائقيات في العالم عندما ينجز فيلما يحقق إيرادت كبيرة في العرض الأولى لعمله، لكن في الجزائر نعمل بمستوى محدود وميزانية محدودة، فمثلا أنا لم تتجاوز ميزانية كل فيلم أنجزته مليار سنتيم.
وكيف ولجت عالم الأعمال الوثائقية؟ بدأت المشروع من الخليج بعمل عنوانه "رجال في البال" ويتحدث عن الشخصيات التاريخية الجزائرية كابن باديس، وغيرهم، فمثلا في "روشي نوار" فيه شخصيات ستذكر، لاسيما وأنّ الهيئة التنفيذية مشكلة من قبل شارل ديغول وGPRA (الحكومة الجزائرية المؤقتة) التي كان يرأسها يوسف بن خدة وترأسها لاحقا عبد الرحمان فارس، ومن أعضائها إبراهيم بيوض ومصطفاي..إلخ، لكن الكثيرون ينظرون إلى عبد الرحمان فارس أنّه رجل مقرب من فرنسا، لأنه قبل 19 مارس عرض عليه ديغول حقيبة وزارية في الحكومة وهذا لا يمنع أنّه ليس وطينا، بل قاد الهيئة إلى بر الأمان وسلم السلطة إلى سلطة جديدة بقيادة أحمد بن بلّة ورغم الصعوبات فقد حققت الهيئة النجاح.
هل ستعرضه على القنوات التلفزيونية ولماذا لا تشارك بأفلامك في المهرجانات؟ إن شاء الله، هناك اتفاق مبدئي مع السلطات في أبوظبي، وسيعرض على هذه القناة. وأمّا بالنسبة للمهرجانات لم أحضر بعد شيئا خاصا بها، فعندما أنجز فيلما أقول دائما ما هي الجهة المستهدفة؟ وجمهوري هو طلبة الجامعات ثم الجمهور الجزائري؟، وفي الجزائر لا يوجد مخرج كبير في المجال الوثائقي مثل عبد الباقي صلاي، لذلك المهرجانات لا أتسرع لها وستكون أفلام مخصصة لها قادما، فالناقد أحمد بجاوي وثق أربعة من أفلامي في كتابه الأخير من بين مئات الأفلام وهذا شرف لي. وأود الإشارة أنّ فيلم "'بن طوبال سيرة ومسيرة" كان يفترض عرضه على قناة "العربية" مع عبد الرحمان الراشدي ولكن النزعة الوطنية لم تسمح لي بذبك كان يمكن أن أعرضه وأربح جانيا كن أخسر جمهوري ولذلك لست متسرعا.
ألديك مشاريع سينمائية طويلة؟ أحضر لفيلم درامي بعنوان "المخاض الأخير" أحداثه تدور في ولاية ميلة، وسيشرع فيه قريبا، وسأبحث عن ممثلين تناسبهم أدوار القصة، بالإضافة إلى مشروعين مع أمريكيين.
هل يمكن ان تفيدنا بتفاصيل ؟ فيلم وثائقي يتحدث عن علاقة الجزائربأمريكا، عنوانه "أمريكا-الجزائر" يبدأ من اعتراف الجزائربأمريكا، وليس للدعاية والترويج ولكن لإبراز العلاقة القوية بين الطرفين والوثائق موجودة، وكذلك لخلق جسر تواصل بين البلدين وإبراز العلاقة بين الدولتين وإعطاء صورة جميلة عن الجزائر بالنسبة للأمريكيين، وهناك أمور مشتركة بيننا، فمثلا الجزائر أول دولة اعترفت باستقلال أمريكا باعتراف الأمريكيين في زمن جورج واشنطن، وكذالك مساندة الرئيس كينيدي القضية الجزائرية، وغيرها، كما توجد قرية في واشنطن تسمى "كادار" (عبد القادر) نسبة إلى الأمير. وأذكر أنني اشتغلت في قطر مع أمريكية تدعى "دايان غليسن" كانت مديرة ملف أولمبياد قطر 2016 في مؤسسة قطر، واشتغلت معهم حيث أنجزت لهم وثائقيا حول البيئة لذلك التداخل بين أمريكاوالجزائر على مستوى الدين بين المسيحية والإسلام بحيث يجب تصحيح نظرة بعضهم الخاطئة نحو الإسلام وأنّ الإسلام دين سلم ورحمة وليس دين تطرف. وبالنسبة للفيلم الثاني من الخيال العلمي عنوانه "شريحة باركر" كتبته "وريدة كلوش" بصورة جيدة، يحكي عن العقل الجزائري أّنه عقل مفكر ومخترع ودائما يتعرض إلى الظلم، وتدور أحداثه حول "علاّم" جزائري يعيش في نيويورك يخترع شريحة لكاميرات المراقبة، بحيث تمكنه من معرفة وقراءة رد فعل مثلا إرهابي أو شخص من المارة إذا ما كان سيقوم بترف ما أو لا، لكن يتم "سرقته اختراعه من قبل الأمريكيين، ثم يسافر علام إلى فرنسا ويعود إلى نيويورك. سنصور في الجزائروأمريكاوفرنسا مع أمريكيين، وسيكون "كاستينغ" هنا في الجزائر وأخر في أمريكا، حتى الميزانية ليست كبيرة جدا (بالنسبة لهم) 20 مليون دولار مقارنة بأفلام"هوليود" الأخرى وسيعرض مع مطلع 2018.