ينافس المسنّون الشباب في أحواض السباحة بمهارات عالية ولياقة معتبرة، أملا في تخفيف مشاكلهم الصحية والتنفيس عن أنفسهم وملء فراغهم بأمور مفيدة، حيث غزت ثقافة ارتياد المسابح المسنين والمسنات في المدة الأخيرة بشكل لافت. ويؤكد مسيرو المسابح هذه الحقيقة، فهم حسب شهاداتهم، يستقبلون أشخاصا في سنّ السبعين يجيدون السباحة ويحرصون على ممارستها في الفضاءات المغلقة بعد انقضاء فصل الصيف، حيث شهدت فترة التسجيلات إقبالا غير مسبوق من قبل هذه الفئة. "الشروق" التقت عينة من هؤلاء في المسبح البلدي للقبة، حيث عبروا عن ارتياحهم الشديد لممارسة هذه الرياضة التي تنفس عنهم وترفع معنوياتهم، كما أنّها تريحهم من بعض المشاكل الصحية التي يعانونها. فئة أخرى من هؤلاء المسنين اختارت مداعبة مياه المسابح بغاية المتعة والاسترخاء النفسي والعقلي. وتستقبل المسابح في المدة الأخيرة أعدادا كبيرة من المسنين والمسنات الذين يمارسون هذه الرياضة للاستطباب والمتعة حسب ما أفاد به مدربون في السباحة أكدوا منافسة هؤلاء للشباب والأطفال وأبانوا عن مهارات عالية، وكثيرا ما يقدّمون كنماذج لتشجيع المبتدئين. وأكد البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام" أن المسنين غالبا ما يعانون من مشاكل في الحركة أو ممارسة رياضة المشي أو الجري، لذا ينصحهم أطباؤهم بممارسة السباحة للتخفيف من الأمراض التي يعانونها من أهمها التهاب المفاصل والتآكل الغضروفي. وتتمثل إيجابيات السباحة، حسب المختصين في طب العظام، في تقليل إجهاد المفاصل وتقوية عضلات الظهر والجذع والأطراف، وذلك بفعل الوقع الخفيف للماء على الجسم وتوفيره بطانة واقية تساعد على تدليك غير مباشر. وتعتبرُ كذلك رياضة مفيدة للأشخاص الذين يعانون من إعاقة في أحدِ أعضاء جسمهم، كما أنّها تحسن صحّة القلب، وتقاوم الأمراض التي يتعرّضون لها، مثل تصلّب الشرايين، والجلطات، وذلك بالانتظام والمداومة على السباحة. وما يجهله الكثيرون أنّ السباحة تقي من الإصابة بسرطان الثدي؛ فقد أفادتْ بعض الدراسات أن من أسباب هذا المرض، ضعف عضلات الصدر، والسباحة تشدّ العضلات وتقويها. وتقي هذه الرياضة من الإصابة بمرض السكّر، وذلك لقدرتِها على تنظيم نسبة الكوليسترول في الدم وتقوّي العظام، وتقي من الإصابة بهشاشتها. كما يؤكد المختصون النفسانيون أنّها تخلّص الجسمَ من التوتّر والقلق، وتعطي شعوراً بالراحة والاسترخاء، كما تُعطي الجسم قدراً من الطاقة، وتمنحُه الكميّة التي يحتاجها من الأوكسجين.