عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية سلطنة عمان    محمد لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي في كافة وسائل الإعلام    سعيدة: تشجيع ومرافقة أصحاب المستثمرات الفلاحية للانخراط ضمن مسعى تربية المائيات    المغرب: المخزن يستمر في الاعتقالات السياسية في خرق سافر لحقوق الانسان    منتدى الدوحة: إشادة واسعة بجهود الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية    إبراز جهود الدولة في تسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    عطاف يدعو لتوجيه الجهود المشتركة نحو نصرة القضية الفلسطينية    قوجيل: مواقف الجزائر تجاه فلسطين "ثابتة" ومقارباتها تجاه قضايا الاستعمار "قطعية وشاملة"    وزير الداخلية يستقبل المدير العام للديوان الوطني للحماية التونسية    بورصة الجزائر: النظام الإلكتروني للتداول دخل مرحلة التجارب    كريكو تؤكد أن المرأة العاملة أثبتت جدارتها في قطاع السكك الحديدية    تيسمسيلت: إلتزام بدعم وتشجيع كل مبادرة شبانية ورياضية تهدف "لتعزيز قيم المواطنة والتضامن"    اتصالات الجزائر تضمن استمرارية خدماتها غدا تزامنا واليوم العالمي للعمال    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: الجزائر تشارك بثلاثة مصارعين    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    حوادث المرور: وفاة 38 شخصا وإصابة 1690 آخرين خلال أسبوع    نجم المانيا السابق ماتيوس يؤكد أن بايرن ميونخ هو الأقرب للصعود إلى نهائي دوري الأبطال على حساب الريال    تندوف: شركات أجنبية تعاين موقع إنجاز محطة إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 200 ميغاواط    عقب شبهات بعدم احترام الأخلاق الرياضية :غلق ملف مباراة اتحاد الكرمة - مديوني وهران    تاقجوت يدعو إلى تأسيس جبهة عمالية قوية    نظام إلكتروني جديد لتشفير بيانات طلبات الاستيراد    نحو إنشاء بنك إسلامي عمومي في الجزائر    هل تُنصف المحكمة الرياضية ممثل الكرة الجزائرية؟    طاقة ومناجم: عرقاب يستقبل المستشار الدبلوماسي لرئيسة الوزراء الإيطالية المكلف بخطة ماتي    مشعل الشهيد تحيي ذكرى وفاة المجاهد رابح بطاط    رئيس الجمهورية يُبرز الدور الريادي للجزائر    الجزائر معرضة ل18 نوعا من الأخطار الطبيعية    درك بئر مراد رايس يفكّك شبكة إجرامية دولية    ملتقى وطني عن القضية الفلسطينية    أوسرد تحتضن تظاهرات تضامنية مع الشعب الصحراوي بحضور وفود أجنبية    منح 152 رخصة بحث أثري في الجزائر    المغرب: مركز حقوقي يطالب بوقف سياسية "تكميم الأفواه" و قمع الحريات    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي/منافسة الأفلام القصيرة: أفكار الأفلام "جميلة وجديدة"    المجلس الأعلى للشباب/ يوم دراسي حول "ثقافة المناصرة" : الخروج بعدة توصيات لمحاربة ظاهرة العنف في الملاعب    حلف دول شمال إفريقيا..العمل يهزم الشعارات    منتجات البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    سياسة الاحتلال الصهيوني الأخطر في تاريخ الحركة الأسيرة    بهدف القيام بحفريات معمقة لاستكشاف التراث الثقافي للجزائر: مولوجي:منحنا 152 رخصة بحث أثري على المستوى الوطني    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الاحتلال يفشل في تشويه "الأونروا"    "حماس" ترد على مقترح إسرائيل بوقف إطلاق النار 40 يوما    محرز يقود ثورة للإطاحة بمدربه في الأهلي السعودي    اتفاق على ضرورة تغيير طريقة سرد المقاومة    إبراز أهمية إعادة تنظيم المخازن بالمتاحف الوطنية    بلومي يُشعل الصراع بين أندية الدوري البرتغالي    شباب بلوزداد يستنكر أحداث مباراة مولودية وهران    الشرطة تواصل مكافحة الإجرام    لا أملك سرا للإبداع    مصادرة 100 قنطار من أغذية تسمين الدجاج    إخماد حريق شب في منزل    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    استئناف حجز التذاكر للحجاج عبر مطار بأدرار    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشروق تعيل 60 أسرة بغزة وتمسح دموع اليتامى وأبناء الشهداء
وزعت عليهم إعانات مالية في مهرجان تضامني بقطاع غزة
نشر في الشروق اليومي يوم 14 - 06 - 2010

أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني وأعضاء الوفد الجزائري شاركوا اليتامى فرحتهم
سامي أبو زهري: مبادرة الشروق سابقة في تاريخ الإعلام العربي
نظمت الشروق أول أمس مهرجانا تضامنيا بقطاع غزة، قدمت خلاله إعانات مالية على يتامى وأنباء شهداء ينتمون إلى 60 عائلة فلسطينية، وقد حضر المهرجان أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، يتقدمهم مشير المصري عضو المجلس، وأمين سر حركة حماس، وكذا سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حماس وعدد من القيادات المعروفة، كما شارك في الحفل التضامني كل أعضاء الوفد الجزائري الذي دخل قطاع غزة. وذلك بحضور كل العائلات المعنية بالتكفل.
وقد سادت أجواء تضامنية ميزتها كلمة على المباشر ألقاها المدير العام للشروق السيد علي فضيل بالهاتف، أكد فيها حرص الجزائريين على الوقوف مع الفلسطينيين في المحن التي يواجهونها، ووجه كلامه إلى العائلات الفلسطينية المشمولة بالإعانات المالية التي أرسلتها الشروق، معتبرا ما قدمته الجريدة ما هو إلا مساهمة رمزية للتخفيف من المعاناة اليومية للعائلات الفلسطينية المتضررة من الاحتلال، وأنها تتويج لمسار الشروق وخطاهاالافتتاحي في متابعة القضية الفلسطينية التي تعتبرها أولوية ضمن سياستها، ووجه المدير العام للشروق تحية إجلال وإكبار لعائلات الشهداء، كما حيّ الوفد الجزائري الذي نجح في إدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني والذي كان حاضرا في الحفل الذي احتضنته قاعة المسحال وسط قطاع غزة، كما أعلن عن مبادرة جديدة للكفل بأطفال فلسطين.
من جهته شرح صالح عوض مدير مكتب الشروق بغزة تفاصيل المبادرة، حيث أنها تمثل عائدات مسابقة وجهت لقراء الشروق، وعائدات عدد خاص للجريدة أعلن في وقتها أنها موجهة ليتامى وأبناء الشهداء في فلسطين تم توزيعها على 60 عائلة، وهو عمل أشرف عليه مكتب الشروق بغزة من خلال عد اليتامى وأبناء الشهداء الأكثر حرمانا، وقد تم إعداد القائمة منذ عام وتم تجديدها أكثر من مرة كلما ظهر يتامى أكثر حرمانا.
وألقى سامي أبو زهري الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس كلمة أثنى فيها على المبادرة، مؤكدا أن الشروق عززت رسالتها الإعلامية برسالة أخرى تضامنية بتوزيعها مساعدات مالية، وهي سابقة أولى في العالم العربي، حيث لم تقدم جريدة قبلها على مثل هذا العمل التضامني مع سكان القطاع.
أما نصر الدين حزام نائب رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، فقد أكد أن مبادرة الشروق أعطت دفعا كبيرا للقافلة الجزائرية التي نجحت في الوصول إلى القطاع بالمساعدات المادية والمالية، داعيا إلى مزيد من هذه الأعمال التضامنية.
ونيابة عن البرلمان الجزائري قدم النائب عبد القادر بلقاسم قوادري كلمة دعا فيها العائلات الفلسطينية إلى مزيد من الصبر، معتبرا مبادرة الشروق عملا خيريا يستحق التقدير، وهو تكملة للرسالة الإعلامية التي تؤديها الجريدة في خدمة القضية الفلسطينية.
مبادرة الشروق التي استحسنها كل من حضر مسحت الدموع عن يتامى وأبناء شهداء حضروا إلى القاعة، وكانت ملامح الفاقة بادية على ملامحهم، وقد استلموا الإعانات يدا بيد من طرف مبعوث الشروق الذي كلف بإيصالها إليهم، حيث أكدت العائلات أن الجريدة التي عرفوها بتغطياتها المتميزة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وقفت معهم مرتين، الأولى عندما تابعت تفاصيل الجرائم الإسرائيلية، والثانية عندما قررت منح جزء من عائداتها المالية إلى الأسر الفلسطينية.
ومن بين الأسر التي استفادت من إعانة الشروق سيدة تونسية جاءت مع ابنها اليتيم، وقد كتبت الشهادة لزوجها الفلسطيني، هذه السيدة تسلمت إعانة الشروق، ولم تستطع أن تجد الكلمات التي توجها الشعب الجزائري، غير أن الدموع التي غلبتها كانت أكبر تعبير عن المشاعر التي انتابتها وهي تستلم إعانة من يد جزائرية على أرض فلسطين..
عبد القادر بلقاسم قوادري " عضو البرلمان الجزائري "
عودنا طاقم الشروق على السير ضمن الخط الوطني
شكَر عبد القادر بلقاسم قوادري باسم البرلمان الجزائري طاقم الشروق "التي اعتبرها الأولى على مستوى الجزائر"، وقال في كلمته أمام أهالي الشهداء والأطفال اليتامى: "لقد عودنا طاقم الشروق على السير ضمن الخط الوطني وإيثار المبادئ والقيم، ونصرة المظلوم، وردع الظالم، وما هذه المبادرة منهم سوى دليل بارز على ذلك"، مضيفاً: "أهالي الشهداء هم تاج وقار هذه الأمة، وقضية فلسطين هي قضية العرب جميعاً، ففلسطين أرض وقف إسلامي تستحق منا كعرب ومسلمين تقديم الكثير".
وذكَر قولاً للشيح محمد بو سليماني - رحمه الله - أحد مؤسسي الحركة الإسلامية الجزائرية، لا يزال راسخاً في قلوب وعقول الكثيرين -على حد قوله- فلسطين ليست ترابا وطينا، ولكنها عقيدة ودين، مستأنفاً حديثه: "الشعب الجزائري بكافة أطيافه الرسمية والشعبية والحكومية كله يقف مع فلسطين ظالمةً أو مظلومة، فقد امتزجت دماء أبناء الجزائر بدماء أبناء فلسطين في كثير من المواضع (..) في فتح بيت المقدس، وحرب عام 1973، وغيرها"، معرباً عن إعجابه الشديد بصمود أهالي القطاع وحكومتهم في وجه حصارٍ "طال كل شيء" - كما أوضح -، متمماً وقد أشار بكلتا يديه إلى الحضور من أهالي الشهداء والأطفال اليتامى: "أنتم أهل صمود لا أهل دنيا، ولو أنكم خنعتم لفُتحت لكم المعابر ولما حُرمتم من شيء.. ولكنكم أبيتم إلا العيش بحرية أو الموت دون ذلك، فكم نقف صغاراً أمامكم يا جبال الصمود في غزة".
علي فضيل مدير الشروق على المباشر في غزة
أنتم كرامة الأمة وصمودها ولن نفيكم حقكم مهما قدمنا
عبر الهاتف أبى مدير عام صحيفة الشروق علي فضيل، الذي لم تتح له الفرصة كي يشارك الوفد وطأ تراب غزة، أبى إلا أن يشارك بكلمةٍ ألقاها بصوتٍ متحشرج أمام جموع الحاضرين: "أردنا بهذه المبادرة أن نثبت لكم يا أهالي غزة أننا معكم قلباً وقالباً، بل ومستعدون لتقديم الغالي والنفيس من أجل قضيتكم العادلة التي تعتبر قضية المسلمين والعرب أجمع"، مردفاً بقوله: "ولن تغلو أرواحنا من أجلكم، نحيّي فيكم يا شعبنا جذوة المقاومة.. فأنتم كرامة الأمة وصمودها في وجه المحتل".
وفي بادرةٍ جديدة من صحيفته أعلن فضيل عن استعداده والقائمين على "الشروق"، لكفالة عشرة أطفال من قطاع غزة من سنّ الشهر حتى المستوى الجامعي، وتابع: "لن نفيكم حقّكم مهما قدّمنا لكم، فأنتم الذين أبقيتم جذوة المقاومة مشتعلة في الوقت الذي انبطح فيه الجميع، بل ويساهم بفعالية في قمعكم وحصاركم وقتل روح المقاومة فيكم .. لكن الأمة لا تموت ومواقف الرجال ثابتة وباقية وستنتصر بإذن الله .
سامي أبو زهري الناطق باسم حماس :
أهل الجزائر كلهم اشتركوا بإحساسهم بعظمة المقاومة
استذكر الناطق باسم حركة "حماس" في قطاع غزة سامي أبو زهري - الذي حضر الفعالية -، بعض الأحداث التي عايشها أثناء حرب قطاع غزة، حيث قدّر له أن يكون حينها في أرض المليون شهيد، الجزائر، حيث أتاه بينما كان يخطب على إحدى المنصّات رجلٌ رثّ الجلباب ضعيف البنية، وخلع جلبابه، فأعطاه له قائلاً: "هذا كل ما أملك لأهل فلسطين، ويا ليتني أملك أكثر منه فما تأخرت في تقديمه أيضاً.. وكذلك موقف آخر حينما تقدّمت إليه - على نفس المنبر - امرأة مسنة تحمل في يدها قطعة قماش خبأت بداخلها بعض الذهب والنقود، وقالت له "هذه النقود كنتُ قد ادّخرتها لآخرتي، وهاهي، وهي كل ما أملك، خذها معك إلى أهل غزة.." وسألت الله حسن الخاتمة بذلك. معقباً على هذه المشاهد بقوله: "أهل الجزائر كلهم اشتركوا بإحساسهم بعظمة المقاومة في فلسطين، وقدرتها على رد الظلم كخطّ دفاعٍ أول عن القضية الفلسطينية"، مبيّناً أن ميزانية الصحف في الدول العربية عادةً ما تكون ضعيفة " فأن تقدّم صحيفة عربية هذه المساعدة الشخصية منها لأهالي القطاع، فهذا أمرٌ ينمُّ عن إيمانٍ بقضيةٍ هي قضية المسلمين جميعاً " .
نصر الدين حزام
أنتم تذودون عن شرف الأمة
نصر الدين حزّام نائب رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الجزائرية، وصف مجيئهم - كجزائريين- على متن القافلة البرية إلى قطاع غزة بأنه "شدٌّ على يد القافلة الأسطورية، قافلة الحرية"، قائلاً :"ما نمدّكم به في هذه المبادرة، بل كل ما نقدمه لكم يا قلب الأمة، إنما هو على سبيل الواجب وليس على سبيل التفضُّل، فأنتم من تذودون عن شرف الأمة وكرامتها من أجل تثبيت القدم على هذه الأرض الطيبة " .
رشيد ولد بوسيافة مبعوث الشروق :
المبادرة عربون وفاء لتضحيات الشهداء
أكد رشيد ولد بو سيافة مبعوث الشروق، ونائب رئيس تحريرها، الذي جاء من الجزائر خصيصاً للإشراف على توزيع المساعدات على مستحقيها، أن هذه المبادرة ما هي سوى "عربون وفاء وإخلاص لتضحيات الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، والذي شاركت في حصاره للأسف جهات عربية معينة"، مضيفاً :"عانينا كثيراً من أجل الدخول إلى هذا المكان، وواجهنا إجراءات المنع بمزيدٍ من النَفَس الطويل وتمكنا بحمد الله من الدخول وإتماما المهمة.. وكل صعبٍ يهون من أجل وقفةٍ صادقة إلى جانب هذه الأسر التي ضحّت بأغلى ما تملك في سبيل الوطن والقضية".
عبد الكريم بلقط " برلماني سابق "
مبادرة الشروق شرفت الوفد الجزائري كله
"مبادرة الشروق تشرفنا جميعا كوفد جزائري في غزة، وهي تجعل هذه الجريدة ورجالها في مقدمة الصفوف نصرة للمستضعفين من أيتام وأرامل وهذا يشعرهم بالارتياح، هي مبادرة طيبة ونتمنى أن تكون مبادرات من صحف أخرى في هذا المجال.
الدكتور سالم سلامة نائب بالمجلس التشريعي ورئيس الجامعة الإسلامية سابقا
مبادرة الشروق تؤكد أن الأمة العربية لا زالت بخير
ما قامت به الشروق وهي جريدة مرموقة بجزائرنا العربية الشقيقة، يعتبر إشارة على أن أمتنا العربية والإسلامية لا زالت بخير، وجريدة الشروق بما لها من انتشار، وبما لها من قبول أيضا ليس في الجزائر فقط بل في جميع أنحاء العالم العربي، حيث تعتبر رائدة أمام الصحافة العربية والصحافة في العالم الإسلامي، نشكر لهم وقفتهم مع أبناء الشهداء والأيتام، الذين فقدوا ذويهم خلال حرب الفرقان الأخيرة، على قطاع غزة .
صالح عوض : مدير مكتب الشروق بغزة
لا يعرف معاناة أهالي الشهداء إلا بلد ضحّى بشهداء
ألقى الباحث والكاتب الفلسطيني صالح عبد العال - مدير مكتب الشروق اليومية في غزة - كلمة ترحيبٍ باسم مكتب الصحيفة، مبيّناً تثمين أهالي وأسر الشهداء الذين شملتهم المساعدة لهذه المبادرة "العربية الخالصة، معتبراً أن تكريم شهداء فلسطين من شعبٍ كشعب الجزائر هو أمرٌ منطقي تماماً " فلا يعرف معاناة أهالي الشهداء إلا بلداً ضحّت بشهداء " .
وقال: "أرض الجزائر مرتبطة منذ الأزل بأرض فلسطين، وقضية فلسطين هي قضية الشعب الجزائري كله، مقدماً على ذلك شواهد عدة، "كلنا يذكر ابن باديس وصرخته، يا عرب، إما فلسطين أو الموت"، وكلنا سمعناالبشير الإبراهيمي يصرخ: "يا فلسطين إن كانت مكة ما يليق بنزول الإنسان إلى الأرض فأنتِ ما يليق بصعوده نحو السماء " .
أرملة الشهيد جمال غمامس:
"للمرة الأولى نشعر بالعدل في توزيع المساعدات"
كانت أغلى وأصعب دمعة هي تلك التي ذرفتها زوجة الشهيد الفلسطيني جمال مغامس وابنته الصغيرة، أثناء مغادرتهما منصة مسرح عسقلان في قاعة المسحال وسط مدينة غزة، بعد تسلّم الأخيرة ظرفاً مغلقاً يحتوي مبلغاً مالياً - هو حصّتها - كابنة شهيد.
هذه المساعدة جاءت بمبادرةٍ خالصة من الشروق، التي خصّصت مداخيل عددٍ كامل أصدرته خصيصا لأهالي غزة، أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة في ديسمبر 2008 .
وقالت أم أيمن مغامس: للمرة الأولى نشعر بالعدل في توزيع المساعدات العربية، حيث لم يفرّق وفد الشروق بين شهداء فتح أو حماس أو الجهاد الإسلامي، وكل الأموال قُدِّمت بشكلٍ علنيّ وشفاف للمحتاج حقّاً، مضيفةً: "جاء هذا المبلغ في وقته، فمنذ استُشهد زوجي في حرب غزة العام الماضي، وقُصِفَ بيتي، أعيش وأولادي في شُقة بالإيجار، ولا معيل لي سوى المعونات التي تقدمها لي الجمعيات الخيرية.. فشكراً جزيلاً للجزائر وأهلها"
ودعت كافة المؤسسات الأهلية والحكومية العربية القادرة على تقديم أي معونة لأبناء الشعب الفلسطيني إلى تقصّي طريق "الشروق" في توزيع العون على أهالي القطاع، وتوزيعها علناً لئلا تصل إلى أيادٍ يملكها أناسٌ ماتت ضمائرهم - كما قالت -.
الأرملة كفاح العطل: "الجزائريون أكثر الشعوب إحساسا بمآسينا"
عبرت السيدة كفاح العُطُل عن فرحتها وهي أمٌ لأحد عشر يتيماً تركهم والدهم ليقابل ربه بعد ثلاثة أعوامٍ من الشدّ والجذب مع ورمٍ سرطانيٍّ أصاب صدره، وقالت: "القليل من الكريم كثيرُ، والجزائر بأرضها وشعبها، تعي تماماً معنى فقدان الأب في حربٍ أو في حادثة، فهي أرض المليون شهيد، والجزائريون أكثر شعوب الأرض إحساسا بمآسينا وهي الدولة الأولى التي احتضنتنا فأعلنّا فوق أرضها (الدولة الفلسطينية المستقلة)، معتبرةً هذه المبادرة استمراراً لعطاءٍ عربي، لم ينضب كما يروّج البعض".
اليتيم فتحي السكني :
سأشتري بهذا المال لأمي كل ما تشتهيه
قدّم الطفل فتحي السكني 11 عاماً شكره الخالص ل " الشروق اليومي " ، قائلاً : " صحيحٌ أنني لم أسمع بهذه الصحيفة من قبل، إلا أنني أشكر القائمين عليها شكراً جزيلاً " .
وأطلق السكني وهو واحدٌ من ثمانية أبناء توفّيَ والدهم بمرضٍ عُضال، ابتسامةً عريضة أظهرت بياض أسنانه، قائلاً: "سأشتري بهذا المبلغ لأمي كل ما تشتهيه، ولإخوتي ما يرونه دوماً في يد الغير، ولا يستطيعون الحصول عليه.. فمنذ توفّي والدي، ومعيلنا الوحيد هو الجمعيات الخيرية فقط " .
الأرملة ريم سعدي :
مشاهدة الجزائريين أغلى من مال الدنيا
حيّت ريم سعدي حلِّس، الأم لسبعة أيتام قضى والدهم نحبه بعد سقوطه من عمود كهرباء أثناء تأدية عمله، حيّت المبادرة بقولها: "لا يسعنا إلا أن نقيّم هؤلاء الأشخاص الذين ضحّوا براحتهم، وأتوا إلى القطاع دون أية ضمانات بدخولٍ آمن، ليقفوا معنا في محنتن.. وحتى وإن لم يحملوا معهم مالا يكفي أنهم رأونا على طبيعتنا، وشاهدوا قطاع غزة الذي دمّرت الحرب مساحةً شاسعةً منه .. ويكفينا أنهم يشعرون بآلامنا وأحزاننا، وأحيوا فينا شعوراً بأن المسلمين لم يناموا بعد " .
زوجة الشهيد عايدة السكني :
الإعانة تشعرني أن هناك من يفكر في معاناتنا
أكدت عايدة السكني، وهي زوجة لأحد شهداء أحداث حزيران بين حركتي فتح وحماس، وأمٌ ل خمسة أبناء، أنها "سكنت بيت والدها مع أبنائها الخمسة بعد استشهاد زوجها، المعيل الوحيد، الأمر الذي سبّب ضيقاً كبيراً لذويها وأبنائها أيضاً، بينما لا يسدُّ حاجتها وبنيها إلا بضعة قروشٍ تحصل عليها كل شهرين أو ثلاثة من الجمعيات الخيرية، لا تكاد تكفي لدفع ثمن الأساسيات، وقالت وهي تلوِّح بظرف المساعدة المالية: "هذه الإعانة تجعلني أشعر بأن هناك من يسندني كأم وامرأة مسلمة وعربية.. بل يكفي ان هناك من يشعر بمن هم مثلي - بلا معيل - ويساعدوننا ولو حتى بالدعاء " ، داعيةً الدول العربية إلى " التأكّد من وصول المساعدات المالية التي ترسلها حكوماتها إلى الذين يستحقونها فعلا " تماماً كما فعلت الشروق " .
اليتيم محمد عبد العزيز :
أشكر الشروق شكرا لا يسعه العالم
من بعيد اقترب الشاب محمد عبد العزيز صبح 17 عاماً، على استحياء من الشروق ليقدّم بصوتٍ شبه مسموع شكراً "لا تسعه الدنيا" للقائمين على صحيفة "الشروق اليومية"، بعد أن جاء "هذا المبلغ" كطوق نجاةٍ له، كي يستكمل علاج عينه التي فقدها قبل عامين بطلقٍ ناريٍ "إسرائيلي الهوية " .
الأرملة روضة العرعير :
شكرا للشروق .. الآن سأتمكن من شراء ما يحتاجه أبنائي
رفعت روضة العرعير يديها إلى السماء داعيةً المولى عزَّ وجل بأن يجعل الله "هذه المبادرة" في ميزان حسنات كافة القائمين عليها، وصرخت :"يا عرب، لسنا وحدنا المستهدفين من قبل بني صهيون، بل كلكم كذلك.. وسيأتي اليوم الذي تطلبون فيه العون، فنقف معكم لأننا رجال، رضعنا من الحجارة، ولأننا نثق بأن ديننا هو مخلّصنا وليست علاقاتنا بدولٍ سرقت خيراتنا ونهبت مقدراتنا"... وتمّمت: "ليست هذه المرة الأولى التي تقف فيها الجزائر مع أهالي فلسطين وقفة رجال، فالشواهد كُثر"، "شكراً للشروق، فالآن سأتمكن من شراء ما يحتاجه أبنائي الصغار الذين ضاق بهم الحال بعد استشهاد والدهم في الحرب الأخيرة على القطاع " .
الحاج فتحي جنيد باكيا :
النخوة العربية لا زالت على قيد الحياة
استكمالاً لذكر مآسي الحرب على غزة، بكى الحاج فتحي جنيد، بحرقة، وهو يقدّم لابن ابنه "الشهيد" شادي، مساعدة "الشروق"، وقال :"كان والدي يسعف مجموعةً من المجاهدين أثناء الحرب في منطقة جباليا البلد، فكان نصيبه أن يكون معهم شهيداً تاركاً أبناءه الثلاثة أمانةً في عنقي " ..
أما الحاج جنيد، عاملٌ في البناء، فهو عاطلٌ عن العمل. والسبب "حصار القطاع"، حيث مواد البناء مفقودة وممنوعة من الدخول، وبذلك كان معيله ومعيل أبناء ابنه الشهيد "حفنةً من نقودٍ تُقدمها إليهم الجمعيات الخيرية بشكلٍ غير منتظم"، وتابَع :"أعرف أن هذا المبلغ - ويقصد مساعدة الشروق - لن يحل مشاكلنا بشكلٍ كامل، لكنني وبعد أن استلمته بكيت والله .. فالنخوة العربية لا زالت على قيد الحياة " .
الأرملة آمنة عبد الله :
شيء رائع أن تشعر أنك لست وحدك في مواجهة الموت
آمنة عبد العال التي توفّي زوجها بجلطةٍ دماغية، تعيلُ تسعة أبناء مما تستطيع جمعه من مؤسسات الشؤون الاجتماعية، وتبرعات الجمعيات الخيرية، وما يمنّ عليها به أهل الخير والأيادي البيضاء، قالت :"شيءٌ رائع أن تشعر أنك لست وحدك في مواجهة الموت، وأن هناك قلوباً تدعو لك بالخير والنصر، لا بل وتدعمك بأكثر من مجرد الدعاء " في إشارةٍ منها إلى المساعدة المالية التي قدّمتها الشروق اليومية لأهالي القطاع .
الحاجة يسرا أبو طير :
اللهم أيقظ بقية العرب النيام
أطلقت الحاجة يسرا أبو طير "تنهيدة" ألمٍ وكأنها شقّت قلبها، وروت للشروق ما روت: "استشهد زوجي بشظيةٍ أصابت رأسه أثناء حرب العام الماضية، أمام دكّان الخضار في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تاركاً لي ثلاثة عشر ولداً أسعى لرزقهم وحدي متنقّلةً بين جمعيةٍ خيريةٍ وأخرى"، وبكت كثيراً عندما تساءلت: "لماذا يا عرب - إلا من رحم الله - لا تدركون معنى ان تفقد امرأةً ضعيفة معيلها وسندها؟.." واستدركت :"فكم من أمٍ فقدت زوجها مثلي؟ وكم من طفلٍ فقد والده كأولادي؟ لكن لله درك يا غزة"، رافعةً يديها نحو السماء وقد أطلقت دعوةً حنونا : " اللهم اجعل ما قدّموه لنا في ميزان حسناتهم - مشيرةً إلى القائمين على المبادرة - ، وأيقظ بقية العرب النيام " .
1.
2.
3.
4.
5.
6.
7.
8.
9.
10.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.