أعطيت بمقر التلفزيون الجزائري بالعاصمة، السبت، إشارة انطلاق الفيلم الوثائقي "عصفور شمال إفريقيا" لمخرجه جمال محمدي، الذي يوثق فيه لمسار رائد السينما الجزائرية طاهر حناش بحضور منتجة العمل سميرة حاج جيلاني وممثلين ووجوه عرفت الراحل. وقال محمدي في تصريح ل"الشروق" التي حضرت تصوير أولى اللقطات من الفيلم، إنّ الفيلم خيالي من 52 دقيقة وإنتاج "أنفست كوم"، يتناول مسار وحياة الطاهر حناش منذ مغادرته الجزائر إبّان فترة الاستعمار نحو باريس، حيث دخل استوديوهات "باتلي" وعمره 13 سنة. وأضاف: "حناش تدرج في المهن داخل هذا الأستوديو في فرنسا حتى أصبح مدير تصوير ثم مخرجا، عمل معه كثير من الممثلين: ريمي وفرناندال وآخرون. وتابع: "وقفت أمام كاميرته أكبر الوجوه الفرنسية في عالم التمثيل، كما تعامل مع أكبر المخرجين مثل بانيول وفيدر وشارك كذلك كممثل إلى جانب الإخراج". وأشار محمدي أنّ حناش أصبح مطلوبا من المخرجين وله قيمته الفنية وكان يلقب ب"أب الكاميرا". وأوضح بعد الاستقلال انتقل إلى مبنى التلفزيون الجزائري، حيث كان واحدا من الذين أسسوا للبث في التلفزة الجزائرية وكان يشرف على مصلحة السينما. وأكدّ محمدي أنّ الطاهر حناش أول مخرج جزائري يستعمل المؤثرات وهو من أخرج فيلم جزائري عام 1952 بعنوان "غطاسو الصحراء"، والذي يعتبر أول فيلم جزائري مائة بالمائة لأن القصة جزائرية وبيئة التمثيل كذلك والتمثيل والإنتاج جزائريان. ولفت المتحدث أنّه اعتمد على أرشيف العائلة من صور وبلاطوهات وأفلام ووثائق في السينما، إلى جانب الاعتماد على شهادات من عايشوه وعرفوه منهم الصحفي المعروف بن يوسف وعدية والسينمائي أحمد راشدي وفريدة صباونجي ..إلخ. وأشار أنّ طاهر حناش كون مصورين للتلفزيون الجزائري معروفين مثل نور الدين ويوسف صحراوي.. وغيرهم. من جهته، قال المعلق الرياضي المعروف بن يوسف وعدية إنّ معرفته بالراحل الطاهر حناش تعود إلى بداية عمله بالتفلزة الجزائرية سنوات ال60: "التقيت شخصيات كبيرة سنّا، كنا لما نسجل التعاليق حول الصور التي نبثها في تقارير الحصص الرياضية، كنت ألتقي هذه الشخصيات، منهم الطاهر حناش. والأخير بفضله وبفضل أسماء أخرى كانت بداية السينما الجزائرية". وأردف وعدية: "كان صارما، يحب مهنته ويحترم الجميع ويحترمه الناس".
