إسرائيل هي التي ورطت أمريكا في العراق.. وتكون أمريكا أيضا قد سعت إلى توريط إسرائيل في لبنان من خلال إعطائها الضوء الأخضر لضرب لبنان وحمايتها بالفيتو.. لأنه في العقيدة "البوشية" الدينية لابد من وجود إسرائيل.. وفي العقيدة نفسها لابد من زوال اسرائيل ليتحقق الوعد المسيحي بالمهدي المنتظر.! أو عودة المسيح.! أمريكا خسرت على حماية إسرائيل عبر التورط في العراق ما لا يقل عن 450 مليار دولار في ظرف ثلاث سنوات.. ولو صرفت أمريكا هذه المبالغ على التنمية في المنطقة لتحولت أمريكا إلى إله جديد تعبده شعوب المنطقة؟! وقد يكون الأمريكان قد أحسّوا بضرورة زوال إسرائيل لأنها أصبحت عالة على الأمن القومي الأمريكي.. وأن وظيفتها في حماية المصالح الأمريكية قد تدنّت إلى الصفر.. وأن توريط اسرائيل في عداء كبير في محيطها العربي هو الطريق إلى إقناع اللوبي اليهودي في أمريكا بأن اسرائيل أصبحت غير قادرة على حماية نفسها في المنطقة..! وأن أمريكا لا تستطيع حمايتها أيضا؟! وهي تلاقي ما لاقته من أجلها في العراق؟! وضع إسرائيل وأمريكا في المنطقة قبل العدوان على العراق كان أفضل منه بعد ضرب واحتلال العراق.. ووضع إسرائيل وأمريكا في عيون العرب بعد ضرب لبنان سيكون أسوأ منه قبل ضرب لبنان..! قد تستطيع اسرائيل نزع سلاح حزب الله.. لكنها لن تستطيع نزع عقيدة اللبنانيين من صدورهم.. وهي عقيدة استحالة العيش مع الدولة العبرية؟! لأن نموذج كامبدافيد ووادي عربة ليس هو النموذج المقبول عربيا.. خاصة وأن اسرائيل التي نجحت في إخضاع الحكام قد فشلت أو هي في طريق الفشل في إخضاع تنظيم شبه سياسي وشبه عسكري وغير حكومي.. تماما مثلما فشلت أمريكا بجلالها في إخضاع المقاومة في العراق وفي بلاد الأفغان..! فالعد التنازلي لوجود اسرائيل قد بدأ فعلا عندما أصبحت القذائف تسقط على اسرائيل.. وكرهُ اسرائيل هو القوة الأساسية لدى شعوب المنطقة.