شهدت السهرة الثالثة لمهرجان جميلة في طبعته الثانية تألق فرقة نجوم الساورة من بشار التي أبدع أعضاؤها في أداء مقطوعات من التراث الڤناوي الفني بعناصر الثقافة المحلية والتي تعكس تمسك الفنان الجزائري بأصوله الأفريقانية حيث استطاعت الفرقة تحريك الجمهور على وقع الإيقاعات المتماوجة بين الصخب والهدوء. زهية / م ومما أضفى على حفل الافتتاح الحركية هو اعتلاء الفنان الصغير ابن قائد الفرقة البشارية الركح حيث أبدع في أداء القصائد والعزف. ومن ضمن الأغاني التي أطربت بها الفرقة العائلات التي اختارت السهر في ركح كويكول أغنية »علاش في لبنان« وقصيدة شعبية وحول دم الشهيد. من جهتها أدت فرقة جمعاوي أفريكا المكونة من تسعة أعضاء مجموعة من الأغاني ذات طابع ڤناوي معصرن استخدمت فيه آلة الڤنيري التي توافقت كلماتها الوطنية مع تركيب مزيج موسيقي من مختلف طبوع وايقاعات عالمية منها الموسيقى الإرلندية والكونجري ميوزيك وهي موسيقى الريف الأمريكية. أما الهواري ولهاصي القادم من وهران، فقد أدى أغنية عربية مشرقية "يا لبنان" ليقدم فيما بعد ثلاث أغاني من تراث المرحوم أحمد وهبي والتي أعادت الجمهور إلى زمن الطرب الجميل والكلمة الهادفة من ضمنها، "يا عشاق الزين " "وهران وهران رحت خسارة" "يا شهلة العيان"، هذا تزامنا مع تألق العازف المحترف جمال بفدال وفرقته التي أمتعت جمهور الركح الأثري بمعزوفة حملت الأنين وألم لبنان. أما مفاجأة السهرة فكانت الشابة سهام التي احتلت الركح في كامل الإستعداد لمنح الجمهور فرصة اكتشاف الشابة سهام الشاعرة التي ألقت قصيدة خليطا من الشعبي والفصحى حول لبنان، نددت فيها بالصمت العربي واستنكرت دموع الرجال قائلة »دمعة الرجال حرام«، لتقفز مباشرة إلى أغاني الصخب »ربط ربط « »واه.. واه.. واه« والربيرتوار الفني الزاخر باستنساخ الأغاني المشرقية الناجحة منها أصالة نصري.. راغب علامة.. سهام لم تثر فقط الشباب الحاضر الذي رقص طويلا بالرايات الوطنية على أنغامها هاتفا بحياة لبنان و سهام، ولكنها أثارت موجة هيستيريا من الضحك بين الحضور الذي لم يفهم سر خرجة الشابة سيهام التي انتقلت في ثوان وبكل عفوية من الإلتزام والدفاع عن القضية إلى الكلمات السوقية، وبذلك كانت الشابة سيهام مسك ختام السهرة التي انتهت في الساعات الأولى من الصباح. وقد تميزت هذه السهرة بالتنظيم المحكم حيث حرص أعوان الأمن الذين انتشروا في كل زوايا وأركان الموقع الاثري على راحة وأمن العائلات التي استحسنت هذا العمل إلى جانب حضور الإسعاف تحسبا لأي طارئ. كويكوليات... اقتنت بلدية سطيف 5000 تذكرة دخول لتوزيعها على الشباب الراغب في حضور فعاليات مهرجان جميلة وذلك دعما منها لصندوق التضامن مع لبنان وفلسطين، مع العلم أن قيمة التذكرة الواحدة تترواح ما بين 500 و700 دج. قال أحد سائقي ولاية سطيف الذي رافقنا إلى مسرح جميلة، إن العدوان على لبنان بدأ مع انطلاق مهرجان تيمقاد ونتمنى أن ينتهي مع اختتام مهرجان جميلة يارب!! واستغل مسير حديقة التسلية بسطيف موعد انطلاق مهرجان جميلة وقام برفع تذاكر المشاركة في الألعاب إلى 40 دج بعد أن كان سعرها لا يتجاوز ال 30 دج منذ افتتاح هذه الحديقة الجميلة؟ قال الممثل القدير عنتر هلال إن عائلة بوش هي التي تقود الإرهاب العالمي بدون منازع، وتنبأ هذا الممثل المحبوب جماهيريا في سطيف بنهاية الإرهاب عندما تنتهي هذه العائلة من الوجود! استاء عدد من الفنانين والممثلين العرب الذين شاركوا في افتتاح مهرجان جميلة من عدم برمجة السلطات المحلية زيارة للمتحف الأثري لجميلة، كما تأسف بعضهم لحرمانهم من الاستمتاع بجمال هذه المدينة الأثرية عندما ما دخلوها ليلا وخرجوا منها قبيل آذان الفجر!!؟
