أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي أمرا بتشكيل لجنة للتحقيق في إدارة الحرب الأخيرة على لبنان بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحملة العسكرية الاخيرة على لبنان. وقد أعلن وزير الدفاع عمير بيريتس عن تشكيل هذه اللجنة ويرأسها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق امنون ليبكين شاحاك وستقدم اللجنة النتائج التي تتوصل إليها خلال ثلاثة أسابيع. مراسل الشروق من حيفا: تيجان أفندي وكانت أحزاب المعارضة قد طالبت بتشكيل لجنة مستقلة لا يرأسها شخص يعينه وزير الدفاع للتحقيق في إدارة الصراع الاخير مع حزب الله. من جهة أخرى، دعا رئيس حزب "ميرتس" يوسي بيلين رئيس أركان الجيش سابقا امنون ليبكين شاحك الى تقديم استقالته من لجنة الفحص حفاظا على ماء وجهه. لكن مختلف الاوساط السياسية والاعلامية والاكاديمية قابلت ذلك بحملة مضادة، داعية إما الى تشكيل لجنة تحقيق رسمية ومستقلة او الى مظاهرات صاخبة او إقالة مسؤولين. وكانت وسائل الاعلام الإسرائيلية قد قتلت لجنة الفحص المعينة بمبادرة وزير الامن عمير بيرتس قبل ولادتها واعتبرتها محاولة لكسب الوقت والتضليل وامتصاص الغضب، داعية لتشكيل لجنة تحقيق كاملة الصلاحيات ومستقلة. وفيما اعتبر بعض المعلقين لجنة الفحص المذكورة وتثبيت جنرال يتمتع بماض عريق مجرد ورقة تين استبعدت "هآرتس" في افتتاحيتها امس، أي عملية استخلاص للدروس طالما بقي قائد أركان الجيش، دان حالوتس، في مكانه، داعية الى تنحيته لتحمله مسؤولية عدم جاهزية الجيش للمواجهة وخيبته فيها. المعلق السياسي البارز في الصحيفة يوأل ماركوس دعا الى الاستعداد لانتخابات مبكرة. وأضاف "مع الأسئلة الكثيرة حول إخفاقات العرب وخفة قرارات الحكومة وتشكيل لجنة تحقيق وحالة التمرد المدني والتسونامي السياسي القادم لابد من التهيؤ لانتخابات برلمانية قريبا". من جانبها، أكدت "يديعوت احرونوت" في افتتاحيتها ان تعيين بيرتس في وزارة الحرب نم عن عملية تواطؤ وحسابات ضيقة للغاية قام بها إيهود أولمرت، رغم إدراكه بعدم صلاحة بيرتس للمنصب الحساس. وشككت الصحيفة بجدوى لجنة التحقيق الرسمية، داعية الجنود والمواطنين الإسرائيليين المهجرين أيام الحرب الى التظاهر قبالة الكنيست وهزأسوارها. وأضاف "ربما يكون ذلك أكثر فائدة والمهم الا نسكت والا بتنا شركاء بالتواطؤ". ومما يزيد من حالة التململ الى حد الغليان داخل اسرائيل هذه الايام اتفاق الكثير من الخبراء والمحللين ايضا ان العدوان على لبنان لم ولن يؤدي الى التغييرات السياسية المبتغاة لا في لبنان ولا في المنطقة نحو ولادة "شرق أوسط جديد". وأشار بروفسور موشيه تسيمرمان، استاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في تصريح للإذاعة العامة أمس، ان خسارة اسرائيل في احتلال الوعي سيدفعها الى التطرف، موضحا انها ستعود الى المقولة التقليدية: "كل العالم ضدنا".
