رئيس الجمهورية يبرز الدور الريادي للجزائر في إرساء نظام اقتصادي جديد عادل    فلاحة: السيد شرفة يستقبل المدير التنفيذي للمجلس الدولي للحبوب    بورصة: بحث سبل التعاون بين "كوسوب" وهيئة قطر لأسواق المال    شهر التراث: منح 152 رخصة بحث أثري على المستوى الوطني خلال الأربع سنوات الماضية    موعد عائلي وشباني بألوان الربيع    الوريدة".. تاريخ عريق يفوح بعبق الأصالة "    مجلس الأمة يشارك بأذربيجان في المنتدى العالمي السادس لحوار الثقافات من 1 الى 3 مايو    عرقاب يتباحث بتورينو مع الرئيس المدير العام لبيكر هيوز حول فرص الاستثمار في الجزائر    أمطار مرتقبة على عدة ولايات ابتداء من مساء اليوم الاثنين    مسؤول فلسطيني : الاحتلال فشل في تشويه "الأونروا" التي ستواصل عملها رغم أزمتها المالية    بوزيدي : المنتجات المقترحة من طرف البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    الشلف – الصيد البحري : مشاركة أزيد من 70 مرشحا في امتحان مكتسبات الخبرة المهنية    إجراء اختبارات أول بكالوريا في شعبة الفنون    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    صورة قاتمة حول المغرب    5 شهداء وعشرات الجرحى في قصف صهيوني على غزة    العدوان على غزة: الرئيس عباس يدعو الولايات المتحدة لمنع الكيان الصهيوني من اجتياح مدينة رفح    مولودية الجزائر تقترب من التتويج    تيارت/ انطلاق إعادة تأهيل مركز الفروسية الأمير عبد القادر قريبا    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    تقدير فلسطيني للجزائر    رقمنة تسجيلات السنة الأولى ابتدائي    رفع سرعة تدفق الأنترنت إلى 1 جيغا    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    أمّهات يتخلّين عن فلذات أكبادهن بعد الطلاق!    تسخير كل الإمكانيات لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    برمجة ملتقيات علمية وندوات في عدّة ولايات    المدية.. معالم أثرية عريقة    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: فرصة مثلى لجعل الجمهور وفيا للسينما    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر تُصدّر أقلام الأنسولين إلى السعودية    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    استئناف حجز تذاكر الحجاج لمطار أدرار    3 تذاكر ضاعت في نهاية الأسبوع: الثنائي معمري يرفع عدد المتأهلين إلى دورة الأولمبياد    لموقفها الداعم لحق الفلسطينيين قولا وفعلا: هنية يعبر عن إجلاله وإكباره للجزائر    بعد مسيرة تحكيمية دامت 20 سنة: بوكواسة يودع الملاعب بطريقة خاصة    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    القضاء على إرهابي بالشلف    مبادرة ذكية لتعزيز اللحمة الوطنية والانسجام الاجتماعي    موجبات قوة وجاهزية الجيش تقتضي تضافر جهود الجميع    تخوّف من ظهور مرض الصدأ الأصفر    إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار    عائد الاستثمار في السينما بأوروبا مثير للاهتمام    "الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه    مدرب ليون الفرنسي يدعم بقاء بن رحمة    راتب بن ناصر أحد أسباب ميلان للتخلص منه    العثور على الشاب المفقود بشاطئ الناظور في المغرب    أرسنال يتقدم في مفاوضات ضمّ آيت نوري    "العايلة" ليس فيلما تاريخيا    5 مصابين في حادث دهس    15 جريحا في حوادث الدرجات النارية    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راحة النفوس
نشر في الشروق اليومي يوم 08 - 12 - 2011

لم يمر أسبوع واحد على نشرنا لمشاكل نغّصت الحياة على أصحابها، حتى هبّت جموع القراء إلى النصح وتقديم المساعدة على عجل.. ومن جهتها شكرت صاحبة مشكل: »أنقذوني شهوتي تفسيد عليّ صلاتي« كل القراء وتقول في رساتها إنها استقبلت أكثر من 100 رد في يوم واحد فقط.
* وهو‮ رقم‮ كبير‮ يعبر‮ عن‮ التضامن‮ الجزائري‮ مع‮ أخيه،‮ كما‮ نرجو‮ من‮ الإخوة‮ القراء‮ ضرورة‮ عرض‮ مشاكلهم‮ بلغة‮ بسيطة‮ بعيدة‮ عن‮ التعقيد،‮ حتى‮ يتسنى‮ لنا‮ فهم‮ المشكلة‮ وفك‮ رموزها‮. ودمتم‮ أوفياء‮ متضامنين‮.‬
* أبو‮ الشيماء
*
*
* زرت‮ مكة‮.. ولكني‮ عدتُ‮ لنفس‮ الذنوب
* أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة طويل القامة وسيم، أكملت دراستي الجامعية، وأشتغل الآن في الضمان الاجتماعي، أخفف اللحية كل شهر، ومرة أحلقها.. لا أعرف ماذا أفعل بها أحاول تقليد أقراني من الشباب الملتحين فتراني ألبس نصف الساق (دون أن أعلم ما هدفه وما معناه) سوى أني‮ أحب‮ أن‮ أوصف‮ بالمتدين‮.‬
* كبرت على هذا التقليد، وفي نفس شيء من »حنى« كما يقولون، فأنا لم أتزوج بعد ولم يستقر قلبي على رؤية امرأة، لأختارها تشركني حلو الحياة ومرّها، والسبب أني كبير العائلة في البيت ومعيلهم الوحيد، إذ ليس للبيت من 8 أفراد دخل سوى أجرتي التي تنتظرها أسرتي كل شهر، ولا تكفي لأغراضنا ومتطلبات البيت سوى لأسبوع فقط. في عيد الأضحى الفائت، اقترضت من عند أصحابي لشراء أضحية العيد، فكل هذه المسؤولية أثقلت كاهلي، ولم أجد حيلة أو طريقا للادخار لأتزوج. سلكت كل طريق من أجل رفع دخلي، فلم أنجح في ذلك وكلما قبضت دينارا ذهب إلى سد الدين‮ أو‮ إلى‮ أمي‮ التي‮ تشتري‮ الدواء‮ الخاص‮ بها‮.
* مرّة‮.. فرحت‮ حينما‮ وقع‮ اختياري‮ في‮ العمل‮ لمن‮ يؤدي‮ مناسك‮ العمرة،‮ ولأني‮ تيقّنت‮ أني‮ لا‮ أستطيع‮ الزواج‮ بهذا‮ الأجر،‮ قلت‮ في‮ نفسي‮ إن‮ العمرة‮ ستعوضني‮ عن‮ الزواج‮ وتعفيني‮ عن‮ النظر‮ إلى‮ النساء‮.‬
* أديت‮ فعلا‮ العمرة‮ وعدت‮ إلى‮ البيت،‮ فلم‮ يمض‮ أسبوع‮ عن‮ رجوعي‮ إلى‮ الجزائر‮ حتى‮ أحسست‮ نارا‮ تشتعل‮ بداخلي‮ كلما‮ مرّت‮ بي‮ امرأة‮ أو‮ شممت‮ عطرها‮..‬
* قاومت‮ في‮ البداية‮ هذا‮ الإحساس،‮ وأكترث‮ من‮ الذكر‮ والدعاء‮ وصلاة‮ الجماعة،‮ لكن‮ المشكلة‮ أن‮ هذا‮ الإحساس‮ ينقص‮ ويزيد‮ بدون‮ سابق‮ إنذار،‮ فلا‮ أستطيع‮ التحكم‮ فيه‮ ولا‮ في‮ وقت‮ الشعور‮ به‮.‬
* أدركت أني في ورطة، فقلت في نفسي ما يضر لو تكلمت مع واحدة دون أن أختلي بها، ونيتي هي البحث عن شريكة العمر.. أصدقكم اخواني أن هذا الباب غيّر حياتي رأسا على عقب فقبل العمرة لم أكن أتجرأ متابعة أي فتاة يقع بصري على مشيتها.. لكني الآن صرت أتبع تفاصيل تفاصيلها ولا‮ يهدأ‮ بالي‮ حتى‮ أوقعها‮ في‮ شراك‮ »‬وهم‮ المعرفة‮ من‮ أجل‮ الزواج‮« وأنا‮ أعلم‮ أني‮ لا‮ أستطيع‮ الزواج‮ بها‮ أصلا‮..‬
* أصبحت‮ كذابا‮.. لا‮ أهتم‮ بصلاتي‮ وأجمع‮ أوقاتها‮ في‮ العشاء،‮ همي‮ الوحيد‮ كم‮ أصطاد‮ في‮ اليوم‮ من‮ فريسة،‮ حالتي‮ اليوم‮ هي‮ تنفيس‮ مكبوت‮ عشته‮ مع‮ ضغط‮ أهلي‮.‬
* نسيت‮ العمرة‮ ومناسكها،‮ وأني‮ رجل‮ معتمر،‮ ويناديني‮ أصحابي‮ ب‮»‬الحاج‮« لأني‮ زرت‮ بيت‮ الله‮ الحرام،‮ لو‮ كنت‮ أعلم‮ أني‮ سأنقلب‮ كل‮ هذا‮ المتقلب‮ بعد‮ العمرة‮ ما‮ ذهبت،‮ ولتركتها‮ لغيري‮.‬
* ماذا أفعل الآن؟ إخواني القراء؟ عندي الحل ولكن من تعينني على الزواج بها، وكلامي واضح وصريح... أجد امرأة تتفهم وضعي وحالتي وأتاها الله مالا.. أخطبها، تكون لباسا لي في دنياي حقا. أشعر أني أسير بلا لباس!
* ولا‮ أريد‮ أن‮ أخسر‮ آخرتي‮ بعدما‮ خسرت‮ دنياي‮ ولم‮ »‬أستطع‮ أن‮ أخرج‮ من‮ هذا‮ النفق‮ المظلم‮«...‬
* اسودّت‮ الدنيا‮ في‮ عيني‮.. لا‮ يهمّ‮ فيمن‮ أبحث‮ عنها‮ إن‮ كانت‮ مطلقة‮ أو‮ أكبر‮ مني‮ سنا،‮ فقط‮ أن‮ تكون‮ مقبولة‮ في‮ الشكلة‮ ولها‮ مال‮ يسد‮ حاجتنا‮.‬
* كمال‮ ‮ بومرداس
*
*
* صديقتي‮ تائهة‮ في‮ حياتها
* هي صديقة عزيزة عليّ أحسبها متقية ربها وطائعة تقوم بواجباتها الدينية قدر استطاعتها، أخلاقها حسنة، محبوبة ومتواضعة ومحسنة، لكن الحزن والبكاء لا يفارقها. ولكوني صديقتها الوفية، حكت لي مأساتها كما يلي:
* قالت إنها في صباها كانت عاقة لأمّها وأبيها، كانت تكرههما وتحقد عليهما كثيرا لأنهما يفضلان إخوتها ويهملانها كثيرا ويذكر أن عصبيتها وقبحها عند كل الأهل مما يسخرون منها حتى بدأت أكثر عنادا وكراهية ونفورا من الكل كانت دائمة الشجار والشتم مع والدتها والنفور التام‮ من‮ والدها‮.‬
* كبرت‮ فهربت‮ من‮ بيت‮ والدهيا‮ وتزوجت‮ من‮ واحد‮ لا‮ يصلي‮ ولا‮ يعرف‮ الله،‮ متحدية‮ إياهما‮ وإذلالهما‮ أمام‮ الكل،‮ هجرتهما‮ لمدة‮ طويلة‮ لا‮ تزورهما‮ ولا‮ يزورانها‮ ولا‮ يعرفون‮ حتى‮ أبناءها‮.‬
* قامت‮ بإجهاضات‮ كثيرة‮ لأنها‮ تعيش‮ الفقر‮ والحرمان‮ مع‮ زوجها‮.‬
* فلما ندمت، بدأت تزور والديها مرات ولكن ضعفت أمام شماتة إخوتها وأدركت أن أبواها حرمانها من كل شيء، حيث أبوها تبرع بسكن فاخر لبناته المطيعات وبمساعدات مادية وبالرضا والدلال لهن، بينما هي مرمية مثل الجيفة لا تهمه ولا يفكر فيه وكذلك أمها لا ترضى أن تتكلم معها معتبرة‮ إياها‮ عاصية‮.‬
* بقيت هكذا حتى اتصلوا بها أن والدها على فراش الموت، فطلبت منه أن يسامحها على عصيانها ولكن لم يرد عليها وبعد ذلك توسلت إلى والدتها أن تصفح عنها وأن تعفو عنها لعصيانها لها وجثت على قدمي أمها تقبلها وكان مشهدا رهيبا، فبكت هي ووالدتها تبكي وبعد إلحاح وافقتها والدتها‮ ورضيت‮ عنها‮ وسامحتها‮ قائلة‮ لها،‮ نامي‮ وأنت‮ مطمئنة‮ فأنا‮ راضية‮ عنك‮ وعلى‮ أبنائك‮ وأبناء‮ كل‮ إخواتك‮.‬
* وبعد‮ أسبوع‮ توفيت‮ الوالدة،‮ رحمها‮ الله،‮ فكانت‮ المصيبة‮ الكبرى‮ لها،‮ لأن‮ في‮ قرارة‮ نفسها‮ أنها‮ ستتوب‮ وتحسن‮ بر‮ والدتها‮ وتحسن‮ علاقتها‮ معها‮ ولكن‮ الله‮ قدر‮ أن‮ تموت‮ والدتها‮.‬
* وفاتت أيام وانتهى العزاء فظهر من أخواتها العجب، حيث يرفضونها في بيت والدها ويجتمعن كلهن وأخوهما إلا هي، متحججين بأنها لا تستحق دخول بيت أبيها، لأنها كانت مسخوطة وعاقة، ولما تروح عندهن لصلة الرحم بعد أن يسلمن عليها يتهربن منها وكلهن يجتمعن في غرفة أخرى، تاركات‮ إياها‮ وحيدة‮ لغاية‮ أن‮ تنصرف‮ لوحدها‮.‬
* هن يفتلعن إحراجها وقهرها لكي لا تعود إلى بيت والديها وهمهن هو أن يتمتعن وأولادهن في ملك جدهم كل شيء موجود أكل شراب قصر واسع أشجار وكل شيء مهم، هذه الغيرة تدمرها وتدمر أبناءها وتخلق لهم مشاكل في بيتها الفقير المهموم.
* والله ابكتني معها وخاصة لما بدأت همومها تتصاعد وتكبر، حيث تعتبر نفسها ملعونة من الله، لأنها عاصية لوالديها ولأنها أجهضت أكثر من مرة ويمكن أنها اغتابت والديها واخواتها أمام الناس، لأنها كرهتهم لقساوتهم معها... فسؤالها هي تريد التوبة بعد الندم الشديد جدا جدا‮ وذلك‮ واضح‮ في‮ سلوكها‮ وطاعتها‮ لربها،‮ فأحسبها‮ نادمة‮ جدا،‮ عرفتها‮ من‮ بكائها‮ الشديد‮ وتحولها‮ من‮ إنسانة‮ لم‮ تكن‮ تلقي‮ بالا‮ لطاعة‮ ربها‮ إلى‮ إنسانة‮ خائفة‮ جدا‮ وذاكرة‮ الله‮ ومصلية‮ وصائمة‮ ومحسنة‮.‬
* هي‮ خائفة‮ من‮ عذاب‮ ربها‮ وتتوسل‮ إليه‮ ليل‮ نهار‮ بأن‮ يسامحها‮ ويعفو‮ عنها‮.‬
* فيا اخواتي العزيزات إذا عندكن تفقه مكين في الدين ومعلومات صحيحة في قبول التوبة، فارشدنها عساها ترتاح لو أرسلتن هذه الفتوى إلى شيخ جليل نثق فيه لكي يفيدها ويساعدها في التوبة، فأنا لا أعرف أي شيخ يمكن أن يجب على سؤالها.
* صديقتها‮ الوحيدة
*
*
* أعترف‮ أمام‮ الله
* توبة‮ فاتنة‮ الرجال
* تزوجت في سن مبكرة، وكنت مخلصة لزوجي غاية الاخلاص، حتى كنت معه كالطفلة المدلّلة، أفعل كل ما يأمرني به، على الرغم من أني نشأت في أسرة ثرية، كنت فيها أُخدم ولا أَخدم، كان أبي قد طلّق أمي فتزوجت بغيره، وتزوج هو بغيرها، فكان من نتائج ذلك أن فقدت حنان الأم، كما فقدت‮ التوجيه‮ السليم‮.
* كان زوجي يذهب لزيارة أهله كل أسبوعين فيمكث يومين، فأنتهزها فرصة للذهاب إلى بيت عمّي القريب من بيتنا، فكنت أجد من زوجة عمي حنانا غريبا، وعطفا زائدا، حيث كانت تعطيني كل ما أطلب، لكنها لم تكن مستقيمة، فقد كانت تذهب بي إلى الأسواق، وإلى هنا وهناك، وتفعل أشياء مخلة بالأدب لا ترضي الله تعالى، فسرت على نهجها والصاحب ساحب، كما يقولون، ومن تلك اللحظات تغيرت الفتاة الوديعة الغافلة إلى فتاة مستهترة متمردة على كل من حولها، كانت زوجة عمي هداها الله دائما تغريني بأن خروج المرأة من بيتها حريّة، ورفع صوتها للحصول على مطالبها أفضل وسيلة، فصرت استهزئ بكل من يذكرني بالله أو من يدعوني إليه.. ألهو كما أشاء، وألعب كما أحب على الرغم من أني زوجة، ولي أولاد، لكن لم أكن أبالي، ولا يقف الأمر عند هذا، بل رحت أجمع حولي صديقات سيئات الأخلاق، كن دائما يدعونني إلى الحفلات والأفراح، والخروج‮ إلى‮ الأسواق‮ بلا‮ سبب‮ يذكر،‮ وبما‮ أني‮ كنت‮ أكثرهن‮ ذكاء‮ وجمالا‮ وتمردا،‮ وأقلهن‮ حياء،‮ كنت‮ أنا‮ الزعيمة‮.‬
* وأدهى‮ من‮ ذلك‮ كنت‮ أعتقد‮ في‮ السحر،‮ وأستعين‮ بالمشعوذين‮ مع‮ خطورة‮ ذلك‮ على‮ العقيدة‮.‬
* وفي يوم من الأيام جاءتني امرأة من نساء الجيران، ولم أكن أهتم بمن يسكن حولي، ولا أحبّ الاختلاط بهم، ولكن هذه المرأة تعلّقت بي، وأصرّت على زيارتي، وبما أنها كانت صالحة وملتزمة فقد كرهت الجلوس معها، وكنت دائما أحاول الهروب منها، لكن كانت لاتيأس، وتقول لي: لقد‮ صلّيت‮ صلاة‮ الاستخارة،‮ هل‮ أنزل‮ عندك‮ مرة‮ أخرى‮ أم‮ لا،‮ فيقدّر‮ الله‮ لي‮ النزول‮ ورؤيتك‮.‬
* ومرّت الأيام حوالي الشهرين مرة تكلمني، ومرات لا تستطيع أن تقابلني، وكانت تذهب كل يوم بعد العصر لتعلم النساء القرآن في المسجد المجاور لنا، وكلّما رآها زوجي دعا الله أن أكون مثلها، وكانت هي تدعوني إلى الذهاب معها إلى المسجد، ولكني كنت أعتذر بأعذار واهية، حتى لا أذهب، وكانت دائما تقول لي: أني والله أقوم الليل لأصلي، فأدعو الله لك بالهداية، وعندما أتقلب في فراشي أذكرك فأدعو الله لك، وذلك لما تفرّسته فيّ من الذكاء، وقوة الحجة، وفصاحة اللسان، والقدرة على جذب الناس حولي.
* وجاء يوم ذهبت فيه خادمتي إلى بلدها، وكنت بانتظار مجيء أخرى، فجاءتني جارتي وأنا منشغلة ببعض أعمال البيت، فاقترحت عليّ الاستغناء عن الخادمة، وكان موعد قدومها عصر ذلك اليوم، فقدر الله عز وجل أن يتأخر قدومها أسبوعا كاملا، فكانت جارتي تأتيني فتجدني في البيت، فتساعدني في بعض الأعمال، وتسرّ بي سرورا كبيرا، وكنت أنا في الوقت نفسه قد أحببتها، ورأيتها امرأة مرحة، لا كما كنت أتصوّر فإن زوجي من الملتزمين، ولكنه كان دائما عابس الوجه، مقطّب الجبين، فكنت أظن أن ذلك هو دأب الملتزمين جميعا، حتى رأيت هذه المرأة وعاشرتها، فتغيرت‮ الصورة‮ التي‮ كانت‮ في‮ ذهني‮ عن‮ الملتزمين‮.‬
* وبعد ذلك بأيام توفيت قريبة لي، فذهبت للعزاء، فإذا امرأة كانت تتكلم عن الموت، وما يجري للإنسان عند موته، بدءا من سكرات الموت وخروج الروح، ومرورا بالقبر وما فيه من الأهوال والسؤال، وانتهاء بدخول الجنة أو النار.. عندها توقفت مع نفسي قائلة.. إلى متى الغفلة، والموت يطلبنا في كل وقت وفي كل مكان، وفكرت.. وفكرت، فكانت هذه هي البداية، وفي صباح اليوم التالي وجدت نفسي وحيدة ولأول مرة أحسست بالخوف.. فقد تذكرت وحدة القبر وظلمته ووحشته، فكنت ألجأ إلى جارتي المخلصة لتسليني، فكانت تجيء إليّ بكتب الوعظ النافعة، فكنت عندما أقرأها أحس وكأنني أنا المخاطبة بما فيها، خاصة فيما يتعلق بمحاسبة النفس، وظللت أقرأ وأقرأ حتى شرح الله صدري للهدى والحق، وذقت طعم الإيمان، عندها أحسست بالسعادة الحقيقية التي كنت أفتقدها من قبل، وتغيرت نظرتي للحياة، فلم أعد تلك الإنسانة اللاّهية العابثة المستهترة، وابتعدت عن رفيقات السوء، وكرهت الأسواق، بل كرهت الخروج من المنزل إلا لحاجة أو ضرورة ماسة، والتحقت بدار الذكر لتحفيظ القرآن، وهذا كله بفضل الله ثم بفضل الصحبة الصالحة، والدعوات المخلصة بظهر الغيب من جارتي وزوجي... وللّه الحمد والمنة.
* الفاتنة‮ التائبة
*
*
* قصتي‮ عبرة‮ للبنات‮
* بعد‮ اطلاعي‮ على التعليقات‮ الموجودة‮ في‮ الأنترنت‮ أدركت‮ أن‮ هناك‮ الكثير‮ من‮ الفتيات‮ الجزائريات‮ يعانين‮ كحالتي‮ هذه‮.‬
* فأنا فتاة في الثانية والعشرين من العمر من مدينة البليدة متحصلة على شهادة ليسانس في الاقتصاد، وعاملة في قطاع الدولة، تزوجت منذ سنة بشخص دامت خطوبتي معه سنة أيضا كان يبدو لي مثقفا، وأنيقا، شديد الحرص على عمله، كثير الحديث عن أصدقائه.. لم ألتمس منه شيئا مريبا،‮ فتم‮ زواجنا‮ عاديا،‮ لكن‮ لحظة‮ دخول‮ العريس‮ إلى قاعة‮ الحفلات‮.. بدا‮ وكأنه‮ غريب‮ وعبوس،‮ فسرته‮ بسذاجة‮ على أنه‮ من‮ أثر‮ التعب‮ والخجل‮ من‮ الضجة‮ داخل‮ القاعة‮.‬
* انتهت‮ الحفلة،‮ ودخل‮ علي‮ الباب،‮ فصدمني‮ بمعاملة‮ سيئة‮ ووصفني‮ بالبهلوانية،‮ وضحك‮ علي‮ حتى شبع،‮ وغط‮ في‮ نوم‮ لا‮ يسمع‮ منه‮ إلا‮ صوت‮ الشخير‮.‬
* وفي‮ الصباح‮ طلب‮ مني‮ أن‮ أخبر‮ أن‮ الأمور‮ بيننا‮ بخير‮.‬
* مرت‮ الأيام‮ والشهور‮ والحال‮ كما‮ هو،‮ ووالدته‮ أخبرتها‮ بما‮ وقع‮ فطلبت‮ مني‮ أن‮ أعطيها‮ ملابسي‮ لترقيها‮..‬
* مرت‮ 8‮ أشهر‮ وأنا‮ حامل،‮ ونفور‮ زوجي‮ مني‮ يزيدني‮ قلقا‮ وحيرة‮..‬
* وحينما‮ واجهته‮ بالحقيقة،‮ اعترف‮ لي‮ أنه‮ لم‮ يكن‮ يود‮ الزواج،‮ وإنما‮ أهله‮ وأبوه‮ بالأخص‮ أرغموه‮ على هذا‮ الزواج،‮ وأنه‮ يكره‮ النساء‮ كرها‮ لا‮ يطاق،‮ ولسانه‮ يقول‮.. لن‮ أسامحك‮ يا‮ من‮ قتلت‮ براءتي‮ وأنا‮ صغير‮..!‬
* تأكدت‮ أن‮ زوجي‮ لا‮ يزوجه‮ الشرع‮ أصلا‮.. فحملت‮ أغراضي‮ ولجأت‮ إلى بيت‮ أهلي‮ مع‮ ولدي‮ لأربيه‮ على طاعة‮ الله،‮ وقصتي‮ عبرة‮ لكل‮ فتاة‮ مقبلة‮ على الزواج‮ أن‮ تحسب‮ ألف‮ حساب‮ قبل‮ أن‮ تخرج‮ من‮ بيت‮ أبيها‮..‬
* أيها‮ القراء‮.. انا‮ امرأة‮ حنّانّة‮.! أود‮ بناء حياتي‮ من‮ جديد‮ شرط‮ أن‮ يكون‮ الرجل‮ سليما‮ وعاديا‮.. وأعده‮ بأن‮ أكون‮ صالحة‮ ومحافظة‮.‬
* شهرزاد‮. البليدة‮.‬
*
*
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.