وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الصربي    المجلس الأعلى للشباب يحتفي بالذكرى ال68 ليوم الطالب بالقطب الجامعي لسيدي عبد الله    عرقاب يؤكد أن الجزائر تعمل بحزم على تعزيز مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء    لجنة التجارة و السياحة والصناعة بالاتحاد الإفريقي تتبنى مقترحات الجزائر بخصوص تعزيز التكامل الاقتصادي في إفريقيا    رئيس الجمهورية يهنئ فريق مولودية الجزائر بمناسبة تتويجه بلقب الرابطة المحترفة الأولى    أوبرا الجزائر: افتتاح الطبعة ال13 للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية    الرابطة الاولى "موبليس": مولودية الجزائر تتوج باللقب الثامن والصراع يتواصل من أجل البقاء    شركات آسيوية عملاقة تسعى للاستثمار في الجزائر    مصنع فْيَاتْ بوهران لم يُغلق    التحضير لإنشاء مناطق حرة بجيجل والطارف وتبسة    الزراعة المائية بالطاقة الشمسية كفيلة بتحقيق الأمن الغذائي    المخزن يرتبك في الأمم المتحدة    القضية الفلسطينية بحاجة لأمّة قوية    الوزير بلمهدي مُنتظر ببومرداس اليوم    شرفي يؤكد على أهمية إشراك الشباب    مذكرة تعاون بين الجزائر والصين    اختبار لوكلاء اللاعبين بالجزائر    رونالدو يتصدر قائمة أعلى الرياضيين أجراً    حملة للوقاية من الحرائق    قافلة تضامنية لفائدة المسنين    الخبز الأبيض خطر على صحة الإنسان    بوغالي يقترح إنشاء لجنة برلمانية استشارية    الحجاج مدعوون للإسرع بحجز تذاكرهم    مهنة الصيدلي محور مشروع مرسوم تنفيذي    الخطوط الجوية الجزائرية: دعوة الحجاج إلى الإسراع بحجز تذاكرهم عبر الأنترنت    الجزائر تفقد القميص الأصفر: حمزة ياسين يفوز بالمرحلة السادسة لطواف الجزائر    بيان المنامة الختامي للقمة العربية    بعد عملية تهيئة: إعادة افتتاح قاعتي ما قبل التاريخ والضريح الملكي بمتحف سيرتا    مكونة من 19 شخصا بينهم 16 أجنبيا: تفكيك شبكة للتزوير وتهريب المركبات المستعملة بالوادي    الرئيس تبون يعول على استصلاح مستدام للأراضي بالجنوب    قدم عرضها الشرفي ببشطارزي عشية المنافسة: "زودها الدبلوماسي" تمثل الجزائر في مهرجان "ربيع روسيا الدولي"    زيارة سفير كوريا ووفد فيتنامي لوكالة الأنباء الجزائرية    تأخر كبير في ربط تيارت بالطرق المزدوجة    الدفع بالتعاون الجزائري- القطري في مجال الابتكار    هذا جديد ملف تصنيع المركبات في الجزائر    الكيان الصهيوني يستخف بتهمة الإبادة الجماعية    بونجاح "التاريخي" يتجه للّعب في السعودية الموسم المقبل    أوبرا الجزائر بوتقة للتميز الإبداعي    قرار فرنسي يسدي خدمة من ذهب للفريق الوطني    منافسة شرسة في مسلك سطيف – قسنطينة    في افتتاح الدورة 33 لمجلس جامعة الدول العربية بالبحرين،الرئيس تبون: القضية الفلسطينية بحاجة اليوم إلى أمة عربية موحدة وقوية    عمداء الموسيقى العالمية يلتقون بالجزائر    توقيف سارقي عتاد محطات البث الهوائي    غريق بشاطئ مرسى بن مهيدي    سقوط ثلاثينيّ من علو 175 متر    تسييج "بورتيس ماغنيس".. ضمانة الأمان    حلقة أخرى في سلسلة "الثورات" الاقتصادية    قمع وتعذيب وحشي لمعتقلي "أگديم إزيك"    "العدل الدولية" متمسّكة بتعزيز إجراءات حماية الفلسطينيّين    باحثون متخصّصون يشرعون في رقمنة التراث الثقافي    نظام تعاقدي للفصل في تسقيف الأسعار    بشار/أيام الموسيقى ورقص الديوان: حفل تقدير وعرفان تكريما لروح الفنانة الراحلة حسنة البشارية    الخطوط الجوية الجزائرية تدعو الحجاج الى الاسراع بحجز تذاكرهم عبر الانترنت    نفحات سورة البقرة    الحكمة من مشروعية الحج    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الأجسام وتناول المنشطات..طريق إلى الموت المفاجئ
المختصون يحذرون من مضاعفات استهلاكها..
نشر في الأيام الجزائرية يوم 12 - 01 - 2011

لا شك أن رياضة كمال الأجسام تجلب اهتمام الكثير من الشباب الجزائري، إذ يروقهم كثيرا لا بل كل غرامهم في أن يظهروا أمام الآخرين بأجساد مفتولة العضلات، ولكن هذا الغرام وتعجل الحصول على جسد قوي يدفع الشاب أحيانًا إلى تناول بعض المنشطات كالمحفزات الغذائية ومكملات الطاقة ونحو ذلك، دون أن يضع في الحسبان الآثار المدمرة التي يمكن أن تنجم في حال الإفراط أو عشوائية استهلاك تلك المواد على صحته، وسيندم حتما على ذلك، لكن وقت لا ينفع الندم، وتبعا لما سلف ذكره ارتأينا تسليط الضوء على هذا الموضوع من أجل توعية وتحسيس الشباب وهذا اعتمادا على شهادات حية مدعمة بتوصيات ونصائح أطباء ومختصين في المجال.
دخلنا إحدى الصالات المخصصة لممارسة اللعبة، هي تجربة ممتعة دون شك، حيث يذهلك حماس الشباب أثناء التدريب، والذي يدل عليه التعبيرات الجادة لوجوههم بالضجيج الذي تصدره تلك الأصوات، ولأننا لم نُرد أن نقطع على المتدربين حماسهم، فما كان لنا إلا انتظرهم إلى حين وقت الراحة، أين كانت لنا عدة لقاءات استوقفتنا معهم بعض النقاط والمحطات التي كان لزاما علينا التطرق إليها معهم، كما كانت لنا دردشات مع من لهم صلة بهذا المجال.
محمد صاحب صالة: «الإقبال المتزايد جعلني أوزع ساعات النهار على زبائني بالتساوي»
أوضح «محمد» وهو صاحب إحدى صالات هذا النوع من الألعاب خلال دردشتنا معه، أن الشباب يقبل على هذه اللعبة بصورة كبيرة، بدليل أنه اضطر إلى توزيع المشتركين على ساعات النهار بالتساوي، وذلك حتى يَتسنى له مواجهة ازدحام الصالة في أوقات الذروة، والسبب في هذا الإقبال أرجعه إلى اهتمام هؤلاء الشباب بالألعاب التي تمنحه مظهرًا يوحي بالقوة وعلى رأسها رياضة كمال الأجسام، ذلك أنها الأسرع والأقدر على تكوين وتشكيل أجسامهم وفق ما يحلمون به، مضيفا أن معظم رواد الصالة هم من الهواة المهتمين بشد أجسامهم عن طريق ممارسة اللعبة، لكنهم لا يستمرون فيها حتى يصبحوا أبطالا، وعن المنشطات ومكملات الطاقة صرح ذات المتحدث أنه لا ينصح زبائنه والمتعاملين معه بتناول المنشطات، بل إنه يسعى على الدوام تقديم ما أمكنه من المساعدة عن طريق البرامج الغذائية المتكاملة، فيما ينصحهم أحيانًا بتناول مكملات الطاقة التي لا تحدث أي نوع من الأضرار على صحتهم على اعتبار أنها ليست سوى فيتامينات وبروتينات لا غير.
عبد الرؤوف: «الحصول على جسم سليم ممكن بعيدا عن الهرمونات القاتلة»
وذهب «عبد الرؤوف» وهو من الشغوفين بممارسة هذه الرياضة إلى القول بأنه لابد على كل شاب هاو أن يحافظ على النعمة التي أعطاها الله، وهذه الصحة نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها، وإن تعاطي مثل هذه العقاقير يضر بصحة الشاب وتحطم مستقبله ملحقة به أضرارا وخيمة، بما فيها كما سلف الذكر العقم، الفشل الكلوي وضعف النظر، ناصحا إياهم أن يحمدوا الله على هذه النعمة، بممارسة الرياضة التي تحقق منفعة للجسد لا مضرته، وفي حالة ما أراد الشاب اللجوء إلى رياضة كمال الأجسام عليه تجنب تعجل الحصول على النتائج حتى يضمن الخروج من تلك التدريبات بجسم سليم، شريطة أن يبتعد عن الحقن والهرمونات القاتلة، كما لم يتردد «عبد الرؤوف» في توجيه مطالبة المدربين الذين يتاجرون بتلك الحقن والهرمونات أن يتوقفوا عما يقومون به من تهديم لهذه الشريحة، في شكل جرائم قتل من أجل أموال رخيصة، لا تعلو أن تكون شيئا أمام الصحة، كما دعاهم إلى تجنب الغش في عمليات البيع مع الحرص على عدم البخل على مستهلكيها لتجنب حدوث الأسوأ.
أيمن: «لن أفسد حياتي بتناول أشياء تضرني»
وفي لقائنا مع أحد المتواجدين بصالة «محمد»، قال «أيمن» أنه اتجه إلى ممارسة اللعبة منذ عامين تقريبًا، وهذا بتشجيع من صديقه المقرب الذي يذهب معه أربع مرات أسبوعيًا، إذ يستمر التمرين في المرة الواحدة لنحو ساعتين تقريبا، موضحا أنه اختار هذه اللعبة لأنها جعلته أكثر نشاطًا وقوة، أما عن استهلاكه للمنشطات أو مكملات الطاقة فقد صرح بأنه ليس بحاجة إليها، ذلك أن البرنامج الغذائي الذي يتبعه جعله يحصل على نتائج مرضية، ثم إن تعلقه بهذه الرياضة كبير جدا ولهذا فهو لا يريد إفساد ذلك بأشياء أخرى تضره مستقبلا. من جهته «مصطفى» صاحب ال25عاما، لم يتردد في أن يحكي لنالا عن قصة ولوجه في هذه اللعبة، مفيدا أنه كان يعاني من نحافة شديدة، وبفعل استجابته لنصائح بعض أصدقائه بممارسة هذا اللعبة، تمكن من الحصول على جسم متناسق بعد ممارسته لها، حتى شكل ملابسه صار مهندما بعدما عان طويلا من سوء مظهره بسبب نحافته المفرطة، وقد كان من الطبيعي أن الاعتماد على المحفزات الغذائية للحصول على نتائج سريعة، لكن ذلك كان تحت إشراف طبي بعد ابتياع أنواع موثوق فيها.
سليم: «لابد من تطهير الصيدليات منها لحماية هؤلاء الشباب»
من جهته أكد اللاعب «سليم» أن الهرمونات معظمها تضر الهرمون الذكوري للرجال، أولا لها تأثيرات على الشباب هو في بداية طريقه في الحياة، ذلك أن تلك الهرمونات رغم أنها تسمح بتنشيط الجسد إلا أنها في مقابل ذلك تخلق خمولا في ذكورية الرجل، موضحا أن الاستمرار في تعاطي الهرمونات يخلف مضرة في الكبر ولها أضرار جانبية غير مرغوب فيها، وهناك أمراض شائعة وخطيرة أكدها الأطباء ما يعني أنه لابد من تجنب استعمالها في كل الأحوال حماية للصحة.
كما أوضح أنه لا يمكن للاعب أن يتمتع بحياته الزوجية بسبب وجود عقم جراء تلك الحقن أو الهرمون الذي تعاطاه، موضحا أن كثرة تعاطي الهرمونات تسبب للرجل أنثوية زائدة، وتسبب له الكسل والخمول باستمرار وكأن الذي يتعاطى مدمن وليس لاعبا رياضيا، ويجب التعاون للقضاء على هذه الظاهرة التي تسير نحو الأسوأ يوما بعد يوم، والخطوة الأولى للقضاء عليها تبدأ بتطهير الصيدليات منها ومن بعدها النوادي التي تعرض هذه السموم للبيع غير آبهة بما تلحقه من خسائر في أرواح أجيال مقبلة على الحياة.
المدرب سامي: «علاج الأمراض الناجمة عن استهلاكها بعيد المنال»
من جانبه قال المدرب «سامي» في كمال الأجسام أن أضرار الهرمونات والحقن التي يتعاطها لاعبو كمال الأجسام كثيرة على جسد الإنسان، موضحا أن الأضرار التي تسببها تلك الحقن والعقاقير أمراض جسمانية كالعقم والفشل الكلوي والسرطان وتشوها عضليا، زيادة على أنه تجعل مستهلكها لا يثق من نفسه يفقد اتزانه في رياضته وحياته على السواء، مشيرا إلى أن بعض هذه العقاقير والهرمونات للأسف لا تباع فقط بنوادي كمال الأجسام بل حتى في بعض الصيدليات بشكل عام، والأمراض التي قد تلحق متعاطيها مستقبلا لا يستطيع الأطباء معالجتها، موجها نصحه في ختام اللقاء بأن يحافظ هؤلاء اللاعبين على أجسادهم بممارسة الرياضة السليمة بدلا من إرهاقها بتلك الحقن.
منشطات رياضة كمال الأجسام موجهة للخيل وليس للبشر
رياضة كمال الأجسام يعشقها الكثير من الشباب وبالأخص المراهقين وانتشارها اللافت في الآونة الأخيرة أكبر دليل على ذلك، غير أن تعاطيهم للحقن والهرمونات من قبل هؤلاء الشباب دون وعي منهم بخطورتها مؤسف جدا ذلك أنه تسبب عدة أمراض كالسرطان والعقم والفشل الكلوي وقد تصل حتى إلى حد الموت، وفي هذا الصدد أوضح رئيس قسم النساء والتوليد بإحدى المستشفيات أن العضلات هبة من الخالق وتتحدد بناءً على عوامل وراثية ولا تحتاج إلى محفزات صناعية، وأصبح تشكيلها يمثل موضة شبابية، كما أصبحت «الجيمنيزيوم» موجودة في كل صوب وتناولهم لمنشطات خطر ذلك أنها تدمر الخصيتين والكبد والكلى، مضيفا أن التقارير العلمية تؤكد أن هذه المنشطات للخيول فقط وليست للبشر! ومن شأنها أن تدمر مثبطات الفحولة والرجولة، رغم أن الهرمونات المستهلكة تظهر عضلات عشاق هذه اللعبة بشكل منتفخ، لكنها في الحقيقة السبب الرئيس وراء اختفاء الرجولة.
الأخطر على الإطلاق ضياع مستقبلهم في الإنجاب
هذا وأكد ذات المتحدث أن هذه العقاقير تفقد الشباب خصوبتهم، فهي تنفخ في عضلاتهم ولا تنفخ الروح في فحولتهم، بل تخنق جهازهم التناسلي ببطء وتهبط بتحليل السائل المنوي إلى الصفر وتهبط بمستقبلهم في الإنجاب إلى ما تحت الصفر، ذلك أنها تؤدي إلى حدوث ضمور في أنسجة الخصية مما يؤدي إلى توقف إنتاج الحيوانات المنوية وأحيانا يكون التدمير لا رجعة فيه والعقم لا علاج له، كما تغير نسبة الدهون بالدم، وتصيب مستهلكها بسرطان الكبد وخلل في وظائف الكبد وزيادة الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ثم إن إعطاء مثل هذه الحقن تؤدي إلى تهتك أوتار العضلات والتهاب في الأعصاب والأوعية الدموية، إلى جانب أنها تتسبب في زيادة عدد كرات الدم الحمراء وحدوث جلطات متكررة في الأماكن الحيوية بالجسم تنتهي به بالوفاة الفجائية. والجريمة الكبرى هي إضافة عقارات بغرض التخسيس للأجسام البدينة، وهى عقاقير تستخدم في علاج الأمراض السرطانية ولها أضرار جانبية خطيرة، علما أن تلك المواد تستخدم في الطب البيطري للحيوانات خاصة «الحصان» ولا يجوز حقنها في الإنسان، حيث أنها تعطى بجرعات كبيرة لفاعليتها السريعة في بناء العضلات، وأصحاب الصالات لا يهتمون بالأضرار الخطيرة لهذه العقاقير، زيادة على كون ثقافتهم محدودة تتوافق ومؤهلاتهم المتوسطة والقليل منهم فقط من يحمل مؤهلا عاليا أو يحوز على خلفية طبية، والكثير منهم تحت ضغط المال والتنافس يبيعون ضمائرهم ويبيعون الوهم للشباب المضحوك عليه بجنة العضلات المفتولة ويعطونهم هذه المنشطات المدمرة.
الإدمان على ممارسة هذه الرياضة يخلق الإهمال الأسري
حذر بحث علمي جديد من إدمان بعض الرياضيين على رياضة كمال الأجسام لأنها تتسبب بمشكلات عدة من بينها التعرض للإصابات الناتجة من زيادة حمل التدريب وضعف جهاز المناعة، إضافة إلى إهمالهم لأسرهم وأعمالهم، وفي ذات السياق كشف أستاذ علم النفس الرياضي في جامعة «شيستر» البريطانية الدكتور «ديفيد سميث» بأنه على الرغم من أن ممارسة رياضة كمال الأجسام قد تكون عادة صحية للغاية، إلا أن إدمانها قد يؤدي إلى مشكلات صحية واجتماعية كثيرة، مؤكدا أن عدم رضا الكثيرين عن مظهرهم البدني يدفعهم إلى ممارسة هذه الرياضة ذلك أنها تأتي بنتائج ملموسة على المظهر الجسماني لممارسيها، وهو ما يدفع نحو الإفراط في ممارسة التدريبات للحصول على نتائج أفضل، لدرجة أن تعلق بعض اللاعبين بممارسة التدريبات وصل إلى حد الامتناع عن العمل والتفرغ التام للرياضة وإهمال حياتهم الأسرية.
مضاعفات حقن «الأنسولين» قد تصل إلى حد الوفاة
يعتقد الأطباء أن عددا متزايدا من ممارسي رياضة كمال الأجسام يتعرضون للخطر، بسبب حقن أنفسهم ب«الأنسولين»، ويعتبر هرمون هذه الحقن التي تستخدم عادة في حقن مرضى السكر لمساعدتهم في التحكم في معدلات السكر بالدم، واحدا من أكثر المواد تأثيرا وفعالية في تعزيز حجم عضلات ممارسي رياضة كمال الأجسام، غير أن لكل شيء ثمن، فاستخدام «الأنسولين» دون مبالاة قد يسبب لصاحبه هبوطا في معدلات السكر بالدم، وهو ما قد يعرض ممارس رياضة كمال الأجسام لغيبوبة، وربما يعرضه للوفاة، كما أن الاستخدام المفرط لها قد يسبب على المدى الطويل أضرارا لا يمكن علاجها.
هذا وحذر الخبراء من أن ممارسي رياضة كمال الأجسام الذين يستخدمون «الأنسولين» يمكن أن يصابوا بمرض السكر، حيث تتوقف أجسامهم عن إنتاج الهرمون بشكل طبيعي، وكان أحد الدكاترة ويدعى «ريتشارد لينش» هو من ألقى الضوء على هذه المشكلة عندما فحص أحد ممارسي كمال الأجسام وهو فاقد للوعي، حيث وجد تشابها في الأعراض التي ظهرت عليه مع الأعراض التي تظهر على مرضى السكر الذين يعانون من انخفاض في معدلات السكر بالدم، غير أن الطبيب اكتشف بعد ذلك أن المريض لاعب كمال أجسام وأنه كان يأخذ الأنسولين لتكبير حجم عضلاته ورفع مستوى السكر، إذ يعتاد ممارسو رياضة كمال الجسام الذين يستخدمون هرمون «الأنسولين» على تناول كميات كبيرة من السكريات لوقف هبوط معدلات السكر في الدم، غير أن المريض الذي أصيب بفقدان للوعي ويبلغ من العمر 31 عاما كان على وشك الدخول في مسابقة ومن ثمة كان يمارس نظاما غذائيا قاسيا وهو ما زاد المشكلة تعقيدا، وعلى الرغم من تعافي الرجل تماما بعد ذلك، إلا أن الطبيب المعالج أصر على تقديم هذا التحذير لممارسي رياضة كمال الأجسام قائلا: "إن هذا الدواء القاتل قد تكون له عواقب خطيرة وتجعل الأمور تتطور للأسوأ وخاصة أنه يستخدم سرا، وهذا ما يعرض مستخدمه لخطر انخفاض معدلات السكر بالدم لفترات طويلة، قد تغيب فيها المساعدة الطبية وهو ما قد يسفر عن الوفاة".
وما زال المصدر المحدد لشراء «الأنسولين» غير معروف على الرغم من الشائعات التي تقول بأن مرضى السكر يبيعون لممارسي رياضة كمال الأجسام هرمون «الأنسولين» الذي يصفه لهم الأطباء، وقالت متحدثة باسم مركز السكر بالمملكة المتحدة إنه لأمر خطير للغاية أن يأخذ الأنسولين غير المصابين بمرض السكر ذلك أن هؤلاء الأشخاص لديهم بالفعل كميات كافية من الأنسولين، وما يفعلونه خطير للغاية، كما أوضحت أن عملية التدريب على التشخيص الجديد للنوع الأول من مرض السكر لتحديد الكمية الفعلية التي يحتاجها كل مريض عادة ما يتم تنفيذها في المراحل الأولى على الأقل في المستشفى عن طريق أطباء وممرضات متمرسات في مرض السكر، كما يشتبه في استخدام الأنسولين في بعض الأنشطة الرياضية كبديل للمنشطات التي يمكن اكتشاف تناولها عن طريق إجراء اختبارات، وعلى النقيض، فإن الحقن بالأنسولين لا يمكن تتبعه.
حذار من تناول هذه الهرمونات..
ومن بين الأدوية الكيماوية التي يقبل عليها الشباب للحصول على عضلات مفتولة تلك المعروفة بمنشطات بناء الأجسام، وهي مواد ذات صلة طبيعية بهرمون الذكورة «التيستوسترون» ويُعد هذه الأخير من أكثر الوسائل الكيماوية شيوعا لتحسين الأداء، رغم أنها محظورة في معظم البلدان وفي معظم الرياضات المحترفة، ويمكن للاستخدام الطويل الأمد لمنشطات بناء الأجسام من قبل الرجال أن يؤدي إلى نمو الثديين وانكماش الخصيتين، كما أنها تتسبب في حب الشباب والعجز الجنسي وتغيّرات درامية في المزاج، أما حين استخدامها من قبل النساء، فإن منشطات بناء الجسم قد تؤدي إلى ظهور "علامات ذكورية"، مثل زيادة نمو شعر الوجه وغيرها من خصائص الذكورة الأخرى.
ومنها أيضا هرمون النمو وهو طبيعي وغالبا ما يُستخدم بطريقة غير صحيحة لفقدان الوزن وخفض دهون الجسم من أجل إبراز العضلات، ويمكن للاستخدام الطويل الأمد لهذا الهرمون أن يؤدي إلى "العملاقية"، ومن علاماتها ثقل الفك واتساع الفجوات بين الأسنان وغلظ أصابع اليدين والقدمين.
أما نظائر الهرمونات فهي عبارة عن مكملات غذائية، وهي تحتوي على مواد "تمهيدية" يحولها الجسم إلى هرمونات، ويشكك الخبراء في إمكانية تخليق الجسد لهرمونات كثيرة بهذه الطريقة، ومهما يكن الأمر فإن هذه المواد محظورة دوليا بما فيها الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأوروبية، وهي محظورة أيضا في مسابقات بناء الأجسام بطريقة طبيعية.
ومن المواد الأخرى التي يكثر استعمالها انطلاقا من كونها عبارة عن مكملات غذائية ما يعرف ب"الكرياتين" وهو مادة مسموح بها، ويوجد الكرياتين في اللحوم الحمراء، وهو يساعد الجسم في بناء الكتلة العضلية، لكن الآثار الطويلة الأمد له غير معروفة.
رئيس اتحاد الصيادلة العرب: «لابد من الوقوف عند رأس المشكلة لتجنب الكارثة»
من جهته رئيس اتحاد الصيادلة العرب صرح بأنه يحظر تداول أو بيع تلك المواد في الصيدليات،
ويبقى مهماً أن نذكر أن ما يطبق من رياضات خاطئة في صالات اللياقة البدنية المنتشرة في مختلف البلدان، إذ أصبح بإمكان أي عاطل عن العمل أن يفتح صالة خاصة به دون شهادة أو خبرة معترف بها، ليتحول من خلالها إلى بائع أدوية مهربة يجني من ورائها أرباحاً طائلة، فالشاب الذي يرغب في بنية قوية وسليمة يجب أن يمارس اللياقة البدنية بكافة أشكالها دون أوزان أو أثقال لأن غضاريف نموه لم تصلب بعد، وما إن يصبح بعمر 18 سنة يصير بإمكانه البدء برياضة بناء الأجسام مع استخدام أوزان خفيفة تزاد تدريجياً، ليبدأ بعد سنتين من ذلك ببرنامج كمال الأجسام، تلك الرياضة المشهورة التي تحتاج لاحتراف ولتطبيق قواعد غذائية وسلوكية خاصة، وقد تصبح يوماً مصدر رزق، دون حبوب أو حقن أو أية أدوية، أما أن تحول رياضتنا إلى طريق سريع للموت المفاجئ، فذلك يستحق الوقوف طويلاً وتوخي الحذر، وباكتشافنا أن أغلب شبابنا مرتادي صالات اللياقة البدنية يقعون تحت تأثير تلك المواد، إلى أين نتجه ؟؟ معناه أنه لابد أن يكون لنا وقفة للتفكير برأس المشكلة وبالمسؤول عن إدخال تلك المواد المحظورة إلى السوق السوداء، ومن يروج لها ويبيعها ومن يتعاطاها أيضا، لأن النتيجة دوما تكون.. قراءة الفاتحة على أرواح هؤلاء الشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.