انتهت الانتخابات التشريعية وكشف الصندوق “الشفاف” عن خيارات الشعب الجزائري للمرحلة المقبلة، وبدأت حسابات ما بعد نتائج الانتخابات، حسابات الحكومة المقبلة ومناصب البرلمان المقبل، وتؤكد مصادر عليمة أن حرب الكواليس في الحزب العتيد بدأت من أمس الأول بعدما لاحت بشائر الفوز الكاسح، وبدأ السباق بين مرشحي “الوزن الثقيل” على رئاسة الغرفة السفلى، وتذهب مصادرنا إلى أن المرشحين لخلافة “زياري” هم “الطيب لوح” و”العربي ولد خليفة” و”عمار تو” و”موسى بن حمادي” و”رشيد حراوبية”، إلا أن هذا الأخير يكون الأوفر حظا لتولي المنصب لأن التوازنات الجهوية لصالحه. فوز الحزب العتيد ب220 مقعدا فتح شهية الطامحين لخلافة “عبد العزيز زياري” على رأس الغرفة البرلمانية السفلى وإن كان السباق على المنصب من قبل مرشحي ” الوزن الثقيل” يعود إلى مرحلة إعداد قوائم المترشحين وما صاحبها من جدل واحتجاجات وانقلابات كادت تطيح بالأمين العام “عبد العزيز بلخادم”، فإن التنافس اليوم أخذ طابعا علنيا، وحسب المعلومات الواردة من الحزب العتيد فإن المعركة في الكواليس على أشدها بعدما بات مؤكد أن المنصب سيؤول إلى الأفلان الذي يحتاج مرشحه إلى بضعة أصوات فقط لضمان الفوز وهي الأصوات التي سيضمنها له حليفه التقليدي الأرندي. ويجري الحديث في كواليس الحزب العتيد عن 5 مرشحين محتملين لخلافة عبد العزيز زياري على رأس الغرفة البرلمانية السفلى: وهم أولا الطيب لوح وزير العمل والضمان الاجتماعي وعضو المكتب السياسي ومرشح الحزب على رأس ولاية تلمسان والذي نجح في حصد 10 مقاعد للأفلان من مجموع 12 مقعدا، إلا أن حسابات التوازنات الجهوية التي تحكم توزيع المناصب العليا داخل الأفلان ،من باب مراعاة توزيع متوازن بين مختلف جهات الوطن ليست فإن هذه العوامل ليست في صالح لوح رغم التكوين القانوني لهذا الأخير الذي سبق وأن تولى منصب رئيس نقابة القضاة، باعتبار أن رئيس الغرفة العليا أي مجلس الأمة هو عبد القادر بن صالح الذي ينحدر هو الآخر من ولاية تلمسان وعهدته ما تزال في بدايتها وهو ما يقود إلى القول إنه من المستبعد إسناد المنصب لنفس الجهة أي الغرب ومن المستبعد جدا أن يعود لنفس الولاية، ورجحت في المقابل مصادرنا إسناد حقيبة وزارة العدل لهذا الأخير في الحكومة المنتظرة قبل نهاية الشهر الجاري بعدما استدعي الطيب بلعيز لرئاسة المجلس الدستوري. أما المرشح الثاني وهو عمار تو وزير النقل وعضو المكتب السياسي ومرشح الحزب على رأس قائمة سيدي بلعباس والذي مكّن الحزب العتيد من جميع المقاعد في الولاية، إلا أن التحفظ نفسه المتعلق بالطيب لوح ينطبق على تو باعتباره ينحدر من الغرب الجزائري والتوازنات الجهوية تقتضي توزيع متساوي للمناصب العليا في البلاد بين مختلف الجهات ورشحت هذا الأخير لمنصب الوزير الأول خلفا لأحمد أويحيى الذي سيقدم استقالة حكومته الأسبوع المقبل بعد إعلان المجلس الدستوري عن النتائج النهائية لتشريعيات ال10 ماي. وباستبعاد كل من عمار تو والطيب لوح بسبب التوزانات الجهوية فإن السباق ينحصر في ثلاثة أسماء وهي موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال ومرشح الحزب على رأس قائمة برج بوعريريج والعربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية ومرشح الحزب على رأس قائمة العاصمة ورشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومرشح الحزب على رأس قائمة سوق اهراس، وترجح مصادرنا أن يعود المنصب لهذا الأخير باعتبار أن الرهان ما يزال على بن حمادي في قطاع الاتصالات بعد النتائج الايجابية التي حققها وإمكانية استدعاء ولد خليفة لمنصب وزاري.