اتسمت العلاقات بين بغدادوالرياض، على الدوام، بالفتور، غير أن هذه العلاقات أخذت في الآونة الأخيرة منحى تصعيديا، إذ شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هجوما عنيفا ضد السعودية ووصفها بدولة الشر والارهاب، وهو ما رفضته الرياض واعتبرته محاولة من المالكي لتغطية تقصيره وإخفاقه إزاء قضايا بلاده الداخلية. ولا يخفى على المراقب أن أساس هذه المعركة الإعلامية بين السعودية والعراق يعود إلى ملفات إقليمية، وخصوصا الملف السوري، ففي حين تدعم حكومة المالكي نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فان الرياض، بدورها، لا تخفي انحيازها وتأييدها للمعارضة السورية. ويمكن البحث كذلك عن دوافع هذا الخلاف السعودي العراقي في طهران، فالمالكي يخضع لأوامر المرشد الإيراني الأعلى ويسعى إلى تنفيذ أجندات إيران التي لم تكن يوما على وفاق مع السعودية، وبهذا المعنى يمكن وصف ما يجري بين العراقوالرياض ب "خصومة بالوكالة". واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني الادعاءات المتكررة التي يرددها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحق السعودية واصفا إياها ب"اتهامات لا مسؤولة تتنافى مع الأعراف السياسية والدبلوماسية". وأعرب الزياني في تصريح صحافي عن "رفض دول المجلس للمزاعم التي يطلقها رئيس الوزراء العراقي بتدخل المملكة في شؤون العراق والاتهامات التي يوجهها بشكل مستمر إلى دول المجلس"، معتبرا هذه المزاعم "تأتي في سياق التغطية على الإخفاق في التعاطي مع قضايا العراق وقواه السياسية". وأكد أن "دول مجلس التعاون تكن للعراق وشعبه الشقيق كل محبة وتقدير ويهمها عودة الأمن والاستقرار إلى العراق وتعزيز وحدته الوطنية عبر عملية سياسية تشارك فيها كل الأطراف والقوى السياسية وكافة مكونات المجتمع العراقي دون إقصاء أو تهميش". وأعرب الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن أمله في أن "يتبنى رئيس الوزراء العراقي سياسات تسهم في استقرار العراق وتنميته وتعزيز وحدته الوطنية بما يحقق تطلعات أبنائه وينسجم مع المصالح العربية العليا".