دعا المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، إلى ضرورة استحداث "بكالوريا التكوين المهني"، من أجل تشجيع الذين لم تسمح لهم الإمكانات بمواصلة التمدرس في أطوار التعليم، لاسيما المتوسط والثانوي، وعبر "الكناسبت" عن رفضه لتعليمة وزارة التربية التي نشرتها وسائل إعلام مؤخرا تقضي بإعادة إدماج أكبر عدد من المطرودين من المؤسسات التربوية، متسائلا عن المعايير التي اعتمدتها الوزارة في تطبيق هذه التعليمة. في هذا السياق، أفاد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مسعود بوديبة، في اتصال ب"البلاد" أمس، بأن التعليمة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية التي نشرتها وسائل الإعلام القاضية بحثّ مدراء التربية في الولايات على إعادة إدماج أكبر عدد من المطرودين في الأطوار التعليمية الثلاثة قبل الدخول المدرسي، "تُجهل المعايير التي اعتمدت عليها الوزارة في إصدار مثل هذه التعليمة"، متسائلا عن مصير التلاميذ المتمدرسين في الإطار القانوني وتأثيرات هذه التعليمة عليهم، حيث أوضح بأن التلاميذ الذين يبلغون من العمر 18 سنة ولا يزالون في الطور المتوسط و21 سنة في الطور الثانوي، سيكون له أثر بالغ على التلاميذ العاديين، وذلك على المستوى الدراسي والسلوكات، باعتبار أن الذين تم طردهم كان بموجب قرار مجلس الأقسام الذي يضم مجموعة الأساتذة بسبب تكرار إعادة السنة أو بسبب سلوك أو عدم الالتزام بالنظام الداخلي للمؤسسة التربوية. ووصف المتحدث قرار إعادة الإدماج "بالشعبوي"، مؤكدا أن "الكنابست يرى أن كل تلميذ طُرد له الحق في الطعن ومن حقه إعادة السنة إذا كان مظلوما، غير أن إعادة دمج أي تلميذ بقرار سياسي، يبقى أمرا مرفوضا". جدير بالذكر أن مصالح الدرك الوطني ومن خلال دراسة أعدتها، توصلت إلى أن معظم المجرمين المتورطين في مختلف أنواع الإجرام، هم من ذوي المستويات التعليمية الضعيفة المتوسط والثانوي وحتى الابتدائي وذلك بسبب التسرب المدرسي المبكّر، وهو ما يجعلهم يعيشون حالة فراغ في الوقت بعد أن كانوا يقضون معظم وقتهم في المدرسة، وذلك ما يجعلهم عرضة لمعاشرة والاختلاط بمختلف شرائح المجتمع ويكونون عرضة للاستغلال من طرف الشبكات الإجرامية، ليصبحوا مجرمين في سنّ مبكرة، مما يستدعي ترك التلميذ وسط المحيط المدرسي إلى سنّ أكبر حتى يكون بعيدا عن الإجرام، وفي هذا الصدد، أكد مسعود بوذيبة أن هذا الحل غير ناجع، مشيرا إلى أن المدرسة ليست مكانا لإيواء المشاغبين بل سيزيد من التأثيرات السلبية على باقي المتمدرسين وسيزيد من فرص الرسوب أكثر، وذكر بأن "الكنابست" تقترح وضع تحفيزات كاستحداث منحة شهرية للذين يلتحقون بمراكز التكوين المهني، واستحداث "بكالوريا التكوين المهني"، لتشجيع التلاميذ على مواصلة دراستهم والالتحاق بمعاهد في التخصصات الكبرى.