مدير الصحة: 90 بالمائة من المنتخبين معلمون ولا يعرفون شيئا عن الصحة اتفقت مناقشات أعضاء المجلس الشعبي الولائي بالجلفة، على أن مشكل الصحة على مستوى الولاية، غير مطروح في الهياكل لكون أن ما هو متوفر من مستشفيات وقاعات علاج وعيادات كفيل بالتغطية، بقدر ما هو مطروح في غياب الضمير المهني وعدم الانضباط، ليجزموا بأن الجانب الخدماتي تحت الصفر. من غياب الأمن داخل المستشفيات إلى قلة وانعدام النظافة، مرورا بالكوارث القائمة على مستوى مصالح الاستعجالات الطبية، وأيضا "البزنسة" الحاصلة في العمليات الجراحية والتي تجرى بمقابل مادي وبوسائل وأجهزة الدولة، ظهر على العموم أعضاء المجلس الولائي "ناقمين" على وضعية قطاع الصحة بالجلفة، كاشفين أن الدولة لم تقصر بتاتا في جانب توفير الهياكل الإستشفائية، غير أن مشاكل الصحة لها علاقة بالجانب البشري. وذكر المتدخلون على أن هناك قاعات علاج مهملة ودون استغلال ولا أجهزة، كما تم طرح غياب النظافة في الوسط الاستشفائي، مشيرين بالقول بأن "هناك بلديات بالولاية الوفيات فيها أكثر من نسبة الولادات". واتفق الجميع على أن القطاع مريض من حيث التسيير، فاتحين النار على غير المنضبطين من عمال القطاع، وذكر أحدهم "هناك أعوان أمن وممرضون يتلقون رواتبهم دون أن يقدموا أي خدمة"، كما طالب آخر بضرورة "فتح تحقيق في مسألة إجراء عمليات جراحية بمقابل مادي على حساب وسائل المستشفى"، ليؤكد المتدخلون أن إعادة تفعيل المجالس الإدارية للمستشفيات برئاسة رؤساء الدوائر أضحى مطلوبا، كما تم التطرق إلى موضوع مرض السرطان الذي اجتاح الولاية. وتحدث منتخبون عن أن العجز في الهياكل لا يزال قائما أيضا، حيث يسجل بالجلفة سرير لكل 1000 مواطن، إلا أن المعدل الوطني هو سرير لكل 500 مواطن. ومختصر تدخلات أعضاء المجلس الولائي أن "الهياكل الصحية والصحة في خبر كان". مدير قطاع الصحة بالولاية وفي رده، تحدث على أن الولاية تحوي 555 طبيبا عاما و291 طبيبا مختصا، زيادة على 256 جراح أسنان و2600 ممرض وحوالي 220 صيدلية، مشيرا إلى أن سنة 2013 سجلت 1400 عملية جراحية وأكثر من 21 ألف فحص طبي. وأضاف مدير الصحة في ندوة صحفية، عقدها يوما بعد دورة المجلس، أن 90 بالمائة من أعضاء المجلس الولائي، معلمون ولا يفقهون ولا يعرفون شيئا عن القطاع، مشيرا إلى أن جميع الإتهامات التي طالت القطاع، موجهة إليه شخصيا، وأن هناك أصواتا تشوه الصحة ولا تخدمها، وأن لها أعداء معروفين، داعيا إلى عدم تغطية الشمس بالغربال ومتحديا الجميع بالقول "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". وبعد أن أفرغ ما في جعبته وقال إن القطاع قبله لم يكن شيئا وأنه في عهده شهد قفزة كبيرة، وذكر أن لقاءه بالصحافة جاء ضمن تعليمات الوزارة الوصية. من جانبه والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي نعوم بلخضر، لم يخفيا حقيقة الوضع، حيث أكدا أن القطاع يتخبط في مشكلة نقص التأطير الطبي وتدني الخدمات المقدمة، مشيريين إلى أن التسيير دون المستوى، وذكر الوالي أن سوء التكفل بالمرضى يصنف في خانة الإجرام، كاشفا عن تشكيل لجنتين، الأول مهمتها تشخيص الوضع ومعالجة الاختلالات المتعلقة بالهياكل والثانية تتكفل بضبط التأطير وتحديد العجز في الأطباء والممرضين واقتراح الحلول وضبط النقص في الأجهزة والوسائل الطبية.