وزير السكن والعمران والمدينة،طارق بلعريبي: سنطلق قريبا برنامج جديد للسكن الترقوي العمومي    تنظيم احتفالية الخميس المقبل لإحياء ذكرى تأميم المناجم وتأسيس شركة سونارام    لايمر: نريد الذهاب إلى ملعب ويمبلي    وفاة المدرب سيزار لويس مينوتي    الإطاحة بشبكة إجرامية وطنية من 3 أشخاص    هذه توجيهات بلمهدي..    المعركة ضد التّطبيع متواصلة بالمغرب    العدوان الصهيوني على غزة: الإحتلال يشن سلسلة غارات على مناطق متفرقة من رفح    إضرابات متزامنة في كليات الطب والمستشفيات بالمملكة    بلعابد يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية : إنجازات الرياضة المدرسية في الجزائر "استراتيجية وقوية"    "الجزائر شريك استراتيجي في التعاون الإفريقي: الفرص وآفاق التعزيز" محور ملتقى بالجزائر العاصمة    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    توقيف صاحب فيديو المناورات الخطيرة بالقالة    "الطيارة الصفراء".. إحياء لذاكرة المرأة الجزائرية    توالي التحذيرات الدولية من مخاطر اقدام الاحتلال على شن عملية عسكرية في رفح    زيتوني يبحث مع رئيس مجلس إدارة غرفة قطر تعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري    المرصد العربي لحقوق الإنسان: إجتياح جيش الإحتلال الصهيوني لرفح "جريمة بحق الإنسانية"    الأسرى بين جحيم المعتقلات وانبلاج الأمل    كريكو تبرز جهود القطاع في تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة خلال امتحانات نهاية السنة    عطاف يستقبل رئيس المجلس الوطني لجمهورية الكونغو    سيدي بلعباس.. رهان على إنجاح الإحصاء العام للفلاحة    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    وزير الصحة يشرف على آخر لقاء لفائدة بعثة حج موسم 2024    دراجات/طواف الجزائر-2024/: عودة نادي مولودية الجزائر للمشاركة في المنافسة بعد غياب طويل    كرة القدم داخل القاعة-تصنيف الفيفا: البرازيل يحتل صدارة الترتيب عند الرجال والسيدات    الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة والنضال ضد الاستعمار الفرنسي    القشابية .. لباس عريق يقاوم رياح العصرنة    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: ميدالية برونزية للمصارعة الجزائرية أمينة بلقاضي    المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية    ندوة تاريخية إحياءً لرموز الكفاح الوطني    إشادة بلقاء قادة الجزائر وتونس وليبيا    المنتجات الجزائرية تعرف رواجا كبيرا في موريتانيا    500 موقع للترويج لدعاية المخزن    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    وزير الداخلية يبدأ زيارته إلى خنشلة بمعاينة فرع كوسيدار للفلاحة    بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح..المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية من 16 إلى 22 ماي الجاري    في دورته التاسعة.. "الفن موروث ثقافي حافظ للذاكرة" شعار الرواق الوطني للفنون التشكيلية    قدمها الدكتور جليد قادة بالمكتبة الوطنية..ندوة "سؤال العقل والتاريخ" ضمن منتدى الكتاب    وزير الداخلية يشرف على مناورة دولية للحماية المدنية    في دورة تكوينية للمرشدين الدينيين ضمن بعثة الحج: بلمهدي يدعو للالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية    الجزائر تدفع إلى تجريم الإسلاموفوبيا    ثبات وقوة موقف الرئيس تبون حيال القضية الفلسطينية    إشادة وعرفان بنصرة الرئيس تبون للقضية الفلسطينية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي    يقرّر التكفل بالوضع الصحي للفنانة بهية راشدي    50 مشاركا في صالون التجارة الإلكترونية بوهران    خبراء جزائريون يناقشون "الهندسة المدنية والتنمية المستدامة"    مهنيون في القطاع يطالبون بتوسيع المنشأة البحرية    انتشال جثة شاب من داخل بئر    دليل جديد على بقاء محرز في الدوري السعودي    "الكناري" من أجل مغادرة المنطقة الحمراء    عمورة في طريقه لمزاملة شايبي في فرانكفورت    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا تصدقوا المالكي.. فما يحدث في العراق ثورة ولسنا إرهابيين
نشر في البلاد أون لاين يوم 05 - 07 - 2014

يحلل الدكتور خضير المرشدي الوضع في العراق بكثير من الثقة ويقول إن ما يحدث حاليا هو ثورة شعبية ضد نظام فاسد أنتجه الاحتلال الأمريكي ومدعوم بصفة غير مباشرة من أنظمة إرهابية مثل إيران وسوريا. ويعتقد الممثل الرسمي لحزب البعث الاشتراكي في هذا الحوار ل"البلاد"، أنه من المفارقات أن أمريكا سلّمت لإيران عملية إدارة وقيادة هذه العملية بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا أيضا يفسر التعاون الأمريكي الإيراني حول العراق والتنسيق الدائم بينهما .
- ماذا يحدث في العراق حاليا بالضبط، هل هو زحف لعناصر "داعش" أو ثورة شعبية ضد نوري المالكي وحكومته التي توصف بالطائفية؟
الذي يحدث في العراق ثورة شعبية تحررية للإطاحة بحكومة جواسيس وفساد وطائفية وإرهاب، ثورة لإزالة مخلفات الاحتلال ولإكمال عملية التحرير الكامل والشامل والنهائي للعراق وانتزاع حقوق شعبه التي انتهكها الاحتلال وحكوماته العميلة المتعاقبة.
- إن كانت ثورة، فلماذا يتم إقحام كلمة "داعش" في تغطيات وسائل الإعلام، وحتى في خطابات الحكومة العراقية التي تقول إنها تحارب الإرهاب وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"؟
تزوير وتشويه وتزييف الحقائق سمة قد لازمت الخطاب الرسمي لقوى الاحتلال وعملاءه منذ 2003 وحتى الآن، وتمارسه الحكومة الارهابية العميلة في بغداد الآن وتصف الثورة بالإرهاب، لتعطي لنفسها الحق في ضربها والتصدي للثوار والتنكر لحقوق الشعب المضطهد.. بحجة محاربة هذا الإرهاب، ولكي توهم الرأي العام العربي والأجنبي ليقف بجانبها والحصول على دعمه العسكري والسياسي والإعلامي لقتل الشعب الثائر.. وهذا ما حصل ويحصل.
- هل هناك وجود ل"داعش" على الأراضي العراقية، ومن أين أتوا ومن يمولهم وماهي أجندتهم؟
نعم "داعش" موجودة في العراق وسوريا وربما في دول أخرى، ولن يستطيع أحد أن ينكر وجودها.. ولها فعلها وقيادتها، وحسب المعلومات المعلنة والمتوفرة فإن كثير من عناصرها هم عراقيون وسوريون ومن دول أخرى .أما مصادر تمويلهم فليس لدي معلومات عن ذلك .
- كيف يمكن لجيش له العدة والعتاد أن يترك السلاح ويفر تاركا الموصل ومدن أخرى تحت سيطرة المسلحين حتى دون مقاومة؟
أرى أن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى الأمريكان والإيرانيين وحكومة عملائهم في بغداد الذين صرفوا المليارات لبناء هذا "الجيش".. استقدموا خيرة الخبراء من الأمريكان والحلف الأطلسي لتدريبه! وأنا وكل ثوار العشائر لسنا معنيين بالجواب على هذا السؤال.. لأننا نعلم جيدا أن هذا الجيش هو جيش من الميليشيات والعصابات التي ليس لها هدف أو عقيدة أو منهج وطني، سوى القتل والنهب وانتهاك حقوق الناس واضطهادهم، ومن طبيعة المجرم أن يكون مهزوما في داخله قبل أن تحصل عملية الانهيار مادياً هذا من جانب. ومن جانب آخر، فإن المباغتة والتوقيت التي انطلقت به الثورة قد هز كيان هذه الميليشيات الصفوية المهزوزة أصلا، وزلزل الأرض تحت أقدامها الخاوية فولّت هاربة مرعوبة تاركة وراءها حتى ملابسها العسكرية وليس معداتها فحسب .
- "داعش" مؤخرا أعلن تغيير تسميته إلى "الدولة الإسلامية" وأعلن قيام "الخلافة" على المناطق التي يسيطر عليها.. ما مدى خطورة ذلك وما هي تبعاته؟
ليس له خطورة، كما لا أرى أن له أي تبعات.. لأسباب عديدة: أولها إنه ليست المرة الاولى التي تعلن فيها مثل هذه الإعلانات أو تصدر مثل هذه البيانات، وكلنا يتذكر الإعلان عن هذه الدولة عام 2005 / 2006.. وإلى أين وصلت؟ قد انتهى وجودها لمجرد الإعلان عنها. ومن هذه الأسباب أن الثورة لا زالت مستمرة ومتصاعدة في كثير من مناطق العراق.. وأن الثورة بطبيعتها وأثناء حركتها وإيقاعها وخاصة عندما تكون ثورة مسلحة، فإنها توجد حالة من الفوضى وإرباك الحياة، وتهيئة الظرف لاستغلال الموقف من قبل بعض الناس أصحاب الغرض لإصدار مثل هذه الإعلانات لخلط الأوراق وجلب الانتباه وربما لتحقيق مآرب أخرى قد تقف خلفها جهات معادية لقوى الثورة الحقيقية أو لدوافع تخدم مشروع الاحتلال القديم الجديد وسعيه لتقسيم العراق على أسس طائفية مبيّتة .علما أنه قد يكون شخصا واحدا او مجموعة أشخاص صغيرة من قامت بهذا العمل، وحاولت أن تبني دولا في الهواء وعلى الورق دون أن يكون لها على أرض الواقع شيئ يذكر.. وهذا ماهو حاصل فعلا.
- هناك بعض القراءات تقول إن "داعش" صناعة مخابرات المالكي، أو حتى أنها مدعومة من إيران ونظام بشار الأسد.. ما رأيك؟
من الثابت أن إرهاب الدولة التي تمارسه هذه الحكومات والذي استهدف الشعب في هذه الدول بكل مكوناته قد أوجد إرهابا معاكسا له، ومتصدٍ لفعله هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية فإن ممارسات النظام العميل في بغداد وإجرامه وظلمه واستبداده وفساده وانتهاكه لحرمات الناس وأعراضهم وشرفهم والتنكر لحقوقهم والتسبب في ضياع بلدهم.. قد هيأ البيئة المناسبة لدفع كثير من الشباب عسكريين ومدنيين للتطرف وممارسة العنف ضد هذه الحكومة .وهناك بعض الدلائل والمعلومات والتقارير التي تشير إلى دعم أجهزة هذه الدول لتنظيمات إرهابية بعينها لتقوم بتنفيذ مشروع هذا الحلف الشرير الممتد من طهران وحتى البحر المتوسط وله أذرع وخلايا في عدد من الدول العربية الأخرى .
- هل لنظام بشار الأسد يد فيما يحصل في العراق حاليا؟
بتحالفه المعلن والمعروف والتاريخي مع طهران منذ مجيء الخميني ولحد الآن، فإن هذا النظام كان داعما لمشروع إيران المراد تنفيذه في الهيمنة والتسلط والابتزاز والنفوذ وتصدير المشروع الايراني الفارسي الصفوي والذي يستهدف الامة بأجمعها وجودا وهوية ومستقبلا، وليس العراق فحسب.. وتحت شعار محور الممانعة الوهمي.
- ممن تتكون "جبهة المقاومة" التي تمثلونها، أي ماهي فصائلها والأحزاب والتنظيمات المنتمية لها وهل لكم تنسيق مع تنظيم "داعش"؟
جبهة المقاومة التي نمثلها هي القيادة العليا للجهاد والتحرير، وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.. وما تضمه من فصائل مجاهدة ومقاومة عديدة .تضم إضافة لحزب البعث العربي الاشتراكي، قوى وفصائل وطنية وقومية وإسلامية، ولها تنسيق مع جميع الفصائل التي قاومت الاحتلال وعمليته السياسية.. عدا الحركات الإرهابية التي تستهدف العراقيين الأبرياء وأي كان اسمها ونوعها .
- هل تنشطون من داخل العراق أم من خارجه؟
ميدان المقاومة العراقية بكافة صفحاتها ومراحل عملها منذ عام 2003 وحتى انبثاق الثورة المسلحة لإزالة مخلفات الاحتلال، هو في داخل العراق، ولها جناحها السياسي والإعلامي الذي يعمل لرفع صوتها عاليا من خلال ممثلين لها في جميع الساحات .وحاليا قد انبثق المجلس السياسي لثوار العراق ليكون واجهة سياسية للمجالس العسكرية لثوار العشائر التي المشاركة بالثورة .
- هل لما يحصل في العراق حاليا امتداد لما يحدث في سوريا مثلا؟
إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار حيثيات وعناصر الصراع الدائر في المنطقة العربية بشكل كامل ووفق نظرة شاملة وموضوعية لأطراف هذا الصراع، وما هي مكوناته.. سنخرج بنتيجة منطقية وواقعية واضحة وهي أن هدف المشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي يتحقق في إفشال الثورة في العراق والعمل على إنهائها، كما عمل على إفشال الثورة في سوريا وحاول إنهائها.. وفقا لذلك فإن الترابط بين الثورتين في سوريا والعراق قائم وحقيقي، حيث يستهدفان بتضحيات جمة ورغم التشويه ووصمهما بالإرهاب، كسر حلقات هذا المشروع المدمر للأمة تاريخا وحضارة وهوية، حاضرا ومستقبلا.
- مسعود البارزاني طرح فكرة استقلال إقليم كردستان العراق، كيف تنظرون للأمر؟
عمليا الإقليم مستقل منذ عام 1991 بعد العدوان الثلاثيني على العراق، وفيه إدارة وقيادة ذاتية منذ ذلك التاريخ.. ولا بد من الاشارة إلى أن أول من اعترف بالحقوق القومية للشعب الكردي هو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وقد صدر قانون الحكم الذاتي في عام 1970، أي بعد قيام ثورة البعث في العراق بعامين، والذي أسس لما وصل إليه وضع الشعب الكردي العزيز من تعزيز لمؤسسات هذا الإقليم وضمن إطار وحدة العراق وسيادته واستقلاله.. ومن المؤكد بعدما يتم تطهير العراق من مخلفات الاحتلال والحكم الصفوي في بغداد وإقامة النظام الوطني الديمقراطي التعددي، ليعود العراق دولة قوية مهابة، يسودها العدل والإنصاف والمساواة.. فإنه سيكون من السهولة التعايش الأخوي مع الأكراد وبقية القوميات.. ضمن مبدأ الأخوة والمواطنة التي تحفظ حقوق الجميع وتحترمها في إطار الوحدة الوطنية.
- ألا ترى أن فكرة استقلال كردستان تمهيد لتفتيت العراق، بمعنى أنه سيشجع أقليات أخرى كالتركمان على المطالبة بالاستقلال هم أيضا؟
إن الظروف الطارئة والشاذة والاستثنائية التي يمر بها أي بلد، لا يمكن القياس عليها أو الحكم بموجبها مطلقا وخاصة في القضايا الكبرى والمصيرية، كقضية وحدة البلد ومستقبله وسيادته واستقلاله. وعليه فإن إزالة الظروف الشاذة التي أوجدها الاحتلال وحكوماته الفاسدة، والتي قامت الثورة الشعبية التحررية من أجل تصحيحها.. ستكون مفتاحا مركزيا، وضمانة حقيقية لوحدة العراق وتوجد مجالا رحبا للعيش المشترك بين جميع قومياته وأطيافه وأديانه ومذاهبه كما كان دائما عبر تاريخه الطويل.
- كيف تنظرون إلى الدور الأمريكي وتصريحات أوباما حيال الأزمة العراقية الحالية؟
الدور الأمريكي ينبع من حقيقة أن العملية السياسية في العراق والتي قامت الثورة من أجل اقتلاعها.. هي تمثل المشروع السياسي لأمريكا بعد هزيمتها على يد المقاومة العراقية الباسلة، وقد صرفت على هذه العملية الكثير من الجهد والمال والخبرات وقدمت كما ترى هي دماء وتضحيات لتكون بديلا لاحتلالها العسكري المباشر.. ولهذا فإن سفارة الولايات المتحدة في بغداد والتي تعد الأكبر على مستوى العالم قد وِظِّفتْ لتنفيذ هذا الغرض، وهو إنجاح العملية السياسية والمحافظة عليها وحمايتها والقائمين عليها من العملاء والجواسيس .وهذا يفسر الدعم الأمريكي بمختلف الوسائل العسكرية والسياسية لهذه العملية ومنع انهيارها .ومن المفارقات أن أمريكا قد سلّمت لإيران عملية إدارة وقيادة هذه العملية بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا أيضا يفسر التعاون الأمريكي الايراني حول العراق والتنسيق الدائم بينهما.
- طيب كيف تقرأون زيارة جون كيري الأخيرة إلى المنطقة، ماذا قدمت وماهي دوافعها الحقيقية؟
قد تابعنا هذه التحركات واللقاءات التي أجراها الوزير كيري مع جميع الأطراف العربية، وقد ترشح لنا بأن أمريكا بعد هزيمتها التاريخية من العراق.. لن تتدخل إلا في حدود الدعم العسكري غير المباشر والاعتماد على حلفاءها ومنهم إيران في التصدي للثورة. عملية الهروب للإمام هي صفة للأسف، طبعت الموقف الأمريكي حيال الأزمة الخطيرة التي تعصف بالعراق والمنطقة.. فبدلا من أن تفكر بالحل الشامل والجذري والنهائي وفق العناصر التي ذكرناها وتم إعلانها، وتتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية بسبب أنها هي من احتلت العراق ودمرته وأوصلته إلى ماهو عليه، فإنها تلجأ لحلول جزئية أو أنصاف حلول، أو محاولات لترقيع العملية السياسية من داخلها.. والتي لن تحل المشكلة إطلاقا.
- هل تتوقع أن يكون هناك تدخل عسكري أمريكي لحسم الأمر، وهل ترحبون به أم ترفضونه؟
من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تجرؤ بعد هزيمتها في العراق أن تتدخل بجيوش برية، كان لديها عند احتلالها العراق أكثر من 150 الف جندي من قوات النخبة، ومثلهم أو أكثر من مقاتلي الشركات الأمنية، والقوة الجوية الأمريكية بكل ثقلها، والمنظومات الصاروخية المتطورة، والدعم الدولي، والتدخل الايراني المساند، والمرتزقة والميليشيات، وطوابير من العملاء والجواسيس والخونة، والصحوات والمخبر السري.. كل ذلك وقد انهزمت وأهينت أمام ضربات المقاومة الباسلة التي كانت تؤدي فعلها بالاعتماد على ما يجود به شعب العراق الكريم من تبرعات .أما الآن والثورة بكل قواها وثوارها ورجالها، تمتلك الخبرة والمال والسلاح الذي تركته قوات الحكومة وولت هاربة، والأهم من ذلك الإيمان بالله وبعدالة قضيتها، فإن هذه الثورة ستنتصر وستحقق أهدافها مهما كان حجم التدخل الأجنبي.
وطبقا لهذه المعطيات فإن أمريكا لن تتدخل بقوات برية، ولكنها قد تساهم وساهمت فعلا بمعدات وأسلحة وخبراء وتقنيات وطائرات مسيرة بدون طيار.. الخ وهذا ماهو حاصل الآن.. ولكنه لن يحسم أمرا، ولن يقدم شيئا كما يقول الخبراء العسكريون. بالطبع نحن نرفض ذلك لأنه لن يؤدي إلا الى مزيد من الدمار وقتل المدنيين الأبرياء والفوضى وانعدام أي فرص للحل الشامل للمشكلة.. بل في الجانب الآخر سيزيد من الثورة اشتعالا وتقدما نحو تحقيق أهدافها مهما طال الزمن وغلت التضحيات.
- ماذا بالنسبة للدور الروسي والإيراني حيال الأزمة؟
التدخل الايراني العسكري والسياسي حاصل وملموس وجدي.. بل إن إيران تعتبر ما يجري في العراق هو معركتها الحقيقية لتنفيذ مشروعها الذي يستهدف الأمة بأجمعها وليس العراق فقط .أما الموقف الروسي فهو يدخل في ذات المحور الداعم لإيران ويمثل امتدادا لموقفها مما يجري في سوريا.. وفق سياسية مصلحية منافقة لا علاقة لها بحياة الشعوب ومصيرها ومستقبلها ومصالحها.
- هناك من يقول إنكم ستتفاوضون على إقليم سنّي قريبا.. وإن هناك تنسيقا بينكم وبين إقليم كردستان في تقاسم النفوذ في المناطق المتنازع عليها، هل هذا صحيح؟
سيقاتل البعث والشعب كحالة واحدة وبضراوة ضد من يعمل على تقسيم العراق، والعراق عصي على التقسيم لأسباب منها ما يتعلق بإرادة قوى الثورة وتكوينها الوطني المانع الرئيسي لكل ما من شأنه أن ينال من وحدة العراق، ومنها أيضا أن عشائر العراق الممتدة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وفيها أبناء العمام والأخوال من كلا الطائفتين الكريمتين.. تشكل الضمانة التاريخية لوحدة الوطن والشعب.
- طيب أنت لم تجب حول موضوع إقليم كردستان والتنسيق معه حول تقاسم النفوذ في المناطق المتنازع عليها..
النفوذ الذي نبحث عنه كعراقيين وبعثيين وثوار ومناضلين هو النفوذ الذي يشمل كل العراق بمحافظاته ومدنه وقصباته وقراه.. النفوذ الذي ننشده هو الذي يتحقق بتحرير العراق وتحقيق استقلاله وسيادته وتخليص شعبه من براثن ومخلفات الاحتلال وافرازاته.. وانتزاع حقوقه التي انتهكها الاحتلال وعملاءه.. والمحافظة على وحدته ليكون نفوذنا مساحة العراق كلها.. نعيش فيه سوية عربا وأكرادا وأقليات أخرى.. وفق نظام وطني ديمقراطي تعددي يحترم ويصون حقوق الانسان ويحقق ذاته وأمنه وعيشه الحر الكريم .أما تحرك الإخوة الكرد في مناطق مختلفة من العراق بعدما انطلقت الثورة بتحرير الموصل لتعم كل العراق، إنما هو تحرك في حدود وحدة العراق وضمن أراض عراقية، وهذا ما تعرفه قوى الثورة وتدركه جيدا.. فالقضية ليست قضية تنسيق أو صفقات أو مساومات.. بل قضية تحرير وخلاص وطني، وحل شامل وجذري ونهائي لكارثة يتعرض لها شعب العراق الكريم منذ 11 عاما من الاحتلال الأمريكي والتدخل الايراني وفساد وطائفية وإرهاب الحكومات العميلة المتعاقبة.
- ماهي نظرتكم للخروج من الأزمة السياسية والأمنية التي يشهدها العراق؟
بعدما فقدت الحكومة السيطرة على اكثر من نصف مساحة العراق، فإن العملية السياسية قد سقطت فعليا وواقعيا ولم يبق إلا رئيس الحكومة والميليشيات الخارجة عن القانون المرتبطة بالحكومة وإيران، وأصبح الموضوع اكبر بكثير من موضوع داعش ومسلحين ودولة وخلافة إسلامية وخليفة مسلمين!! ليس هذا هو الموضوع الذي يطلب التركيز عليه ، وإنما هناك ثورة شعب ستعم العراق بأجمعه، مقابل وجود مجموعة سياسية متسلطة غير مسؤولة ولا يهمها امر العراق بشيء ومرتبطة أطرافها المختلفة بجهات اجنبية عديدة في مقدمتها ايران، ومشروع ايراني واضح الاهداف والنوايا، وصراع دولي، ومركز ارهاب تمارسه الحكومة والميليشيات من جهة و"داعش" أو القوى الارهابية من جهة أخرى، وقد تفلت الامور ويحصل الصدام الذي لم يحصل بعد، والضحية هو شعب العراق، وقد يكون من المؤكد أن يمتد الدمار ليشمل مصادر الطاقة وما تبقى من معالم الحياة، لتصل النار الى دول الجوار العربية وغيرها.
تصاعد ثورة عشائر العراق التي تؤكد عزمها الثابت على عدم التوقف مهما كانت التحديات ووسائل البطش الأعمى الذي تمارسه الحكومة التي أنشأها الاحتلال في العراق والتي تشن وأجهزتها القمعية وميليشياتها المسلحة حملة اعتقالات واسعة، وعمليات قتل وإبادة ضد جميع مناطق العراق في محاولة يائسة منها لحل عسكري صرف، متوهمين بإعادة زمام المبادرة لجيشها المنهار عسكريا وماديا ومعنويا بدعم وإسناد وتدخل إيراني وأمريكي وروسي صريح ومعلن.. دون الالتفات إلى التفكير بوضع حل شامل ينقذ العراق كله، وليس العملية السياسية التي سقطت وكانت سببا في الكارثة فحسب .وإزاء ذلك فإن المبادئ والعناصر لحل شامل للوضع في العراق آخذين بنظر الاعتبار الوضع الميداني العسكري والسياسي والإنساني، والموقف العربي والإقليمي والدولي.. وبما يحقق للعراق وشعبه وثورته أهدافهم في التحرير والوحدة والاستقرار والعيش الكريم والبناء وإقامة نظامهم الوطني الديمقراطي التعددي الحر المستقل هي:
- إيقاف العمل بالعملية السياسية وإلغاء الدستور، وإلغاء القرارات والقوانين الظالمة التي صدرت منذ الاحتلال وحتى اليوم مثل قانون المسائلة والعدالة واجتثاث البعث وقرار حل الجيش العراقي وقانون الإرهاب.
- إصدار عفو عام، وبدء حوار وطني شامل لا يستثني أحدا ويقوم على أساس الالتزام بحقوق العراق ومصالحه ووحدة أراضيه، مع ضمان حقوق المواطنين وعائلات الضحايا من خلال قضاء عادل ومستقل.
- إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمحجوزين كافة منذ بداية الاحتلال ولحد الآن.
- تعويض المتضررين من قوانين وقرارات وإجراءات الاحتلال وحكوماته المتعاقبة.
- تشكيل حكومة وطنية مؤقتة تتكون من المستقلين من ذوي الكفاءات والخبرة المشهودة والسمعة الطيبة لفترة انتقالية لا تتجاوز سنة واحدة.
- تشكيل مجلس وطني مؤقت يشترك فيه ممثلون من جميع القوى الوطنية العراقية تكون أولى مهماته وضع دستور جديد للبلاد يلبي طموحات وأهداف الثورة والعراقيين في الوحدة والبناء الوطني الشامل والديمقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان. وقبل نهاية الفترة الانتقالية يجري التصويت العام على الدستور وتشكل بموجب إجراءاته السلطتان التنفيذيه والتشريعية المنتخبتان.
- إعادة بناء القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية على وفق قوانينها وأنظمتها وتقاليد عملها الوطنية الراسخة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة.
- في ظل كل ما يحدث والتجاذب السياسي الحاصل، هل ترى أن هذه المقترحات قابلة للتطبيق ميدانيا؟
إن هذه المبادئ قابلة للتنفيذ من الآن من خلال مؤتمر وطني عراقي يضع آليات ومبادئ الحل الشامل والجذري والنهائي بإقامة نظام سياسي وطني تعددي ديمقراطي وفق الخطوات المشار اليها أعلاه بلا إقصاء أو اجتثاث او استبداد أو تفرد، وأن يكون هذا المؤتمر بضمانات عربية ودولية موثوقة، لينصرف شعب العراق بعد استقرار نظامه السياسي الديمقراطي للبناء ويساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم .ونؤكد لا عودة للوراء نهائيا ولا تراجع، ولا تنازل، ولن نقبل بأنصاف الحلول أو ترقيع العملية السياسية الباطلة والفاسدة والإرهابية المجرمة .ونعلن أيضا أن ثورتنا تأتي لحماية وتحقيق مصالح وحقوق أهلنا وعشائرنا في الفرات الأوسط والجنوب، وثورة تحمي وتضمن حقوق جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية او القومية او المذهبية ..ثورة ليس ضد شخص أو جماعة أو أو حزب أو طائفة أو أقلية كما يشيّع ويهرّج أصحاب الغرض السيء ودعاة الفتنة .إنها ثورة الوحدة الوطنية وتحقيق السلام والحرية والأمن والبناء والكرامة والعيش الكريم.. ثورة استقلال العراق وسيادته ليعود دولة مهابة ليمارس دوره العربي والإنساني .ونؤكد أنه إذا أصرت أحزاب وميليشيات العملية السياسية المنشأة من قبل الاحتلال والمدعومة عسكريا وأمنيا من قبل إيران الفارسية الصفوية على مواصلة استخدام القوة المفرطة لقمع طموحات شعب العراق والوقوف بوجه ثورته المباركة بحجة محاربة الارهاب الذي يدينه الثوار ويقفون ضده، فإنها ستحكم على نفسها بالهزيمة المنكرة مهما ولغت في دماء العراقيين.
- قرأنا عن تحالف أحزاب سنية وشيعية لإسقاط حكومة المالكي.. ما مدى صحة الأمر وهل أنتم ضمن هذا التحالف؟
لم ولن نكون بأي حال من الأحوال جزءا من تحالفات ضمن إطار العملية السياسية الحالية في العراق.. بل نحن جزء من الثورة العراقية المباركة لاقتلاع هذه العملية الارهابية الطائفية الاقصائية الفاسدة وتخليص العراق والأمة من شرِّها المستطير.
- كيف تنظر إلى مسار ومستقبل الحرب في سوريا.. هل تتوقع سقوط نظام بشار الأسد أم هناك سيناريوهات أخرى في الأفق؟
إرادة الشعب، أي شعب سواء في سوريا أو غيرها؛ لن تقهر أبدا مهما ولغت الآلة العسكرية في قتله وتهجيره وحرمانه .والحاكم الذي يتصدى لشعبه بالحديد والنار لمجرد أن يبقى في الحكم.. فإنه قد حكم على نفسه بالسقوط الاعتباري والمعنوي، وما يتبقى له، هو السقوط المادي الذي قد يحصل في أية لحظة .فيحكم من هذا الحاكم؟ ويقود من؟ عندما يكون نصف الشعب مشردا، ونصفه الآخر معذبا وخائفا؟؟ وهذه قاعدة عامة.. لا تنطبق فقط على سوريا، وإنما على كثير من الدول سابقا ومستقبلا وفي كل حين، ولا أرى أي سيناريو بديلا عن ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.