باشرت مختلف مديريات التربية التي أعلنت على مدار الأسبوع الجاري نتائج مسابقات التوظيف في استقبال طعون المقصين التي كانت بالمئات احتجاجا على نتائج المسابقات التي وصفها المقصون بغير الشرعية، مؤكدين تسجيل تجاوزات وخروقات في المسابقات كانت وراء إقصائهم. وتوعد هؤلاء بالاعتصام أمام مديريات التربية والوزارة والوظيفة العمومية في حال عدم أخد طعونهم بعين الاعتبار. وتسببت نتائج مسابقات التوظيف التي أعلنت عنها مديريات التربية على مدار الإسبوع والى غاية أمس في احتجاجات واسعة عبر مختلف الولايات، حيث توافد المئات من المشاركين في المسابقات لإيداع الطعون بسبب إقصائهم. وذكرت مصادر من القطاع أن المديريات تلقت مئات الطعون في نتائج المسابقات التي عرفت حسبهم تجاوزات وخروقات حالت دون نجاحهم. وذهب هؤلاء الى حد مطالبة الوزارة الوصية بإلغاء النتائج. وهدد المحتجون بالاعتصام امام مديريات التربية مع إمكانية نقل الاحتجاج الى وزارة التربية الوطنية في حال عدم أخذ طعونهم بعين الاعتبار، واتهموا المشرفين على المسابقات بعدم تطبيق القانون وإقصائهم دون وجه حق. كما طالب المترشحون بضرورة تدخل وزيرة التربية الوطنية بن غبريط بفتح تحقيق معمق في نتائج مسابقات توظيف الأساتذة ومراجعة قوائم الناجحين التي يكتنفها الغموض، منددين بإقدام مديرية التربية بالولاية على انتهاك القوانين المعمول بها في المسابقات وهددوا بالذهاب بعيدا في الدفاع عن حقوقهم إذا لم تستجب الوصاية لمطالباتهم بإعادة المسابقة وتمكين كل الأستاذة المعنيين بها من المشاركة ووفقا للمعايير التي تحددها القوانين المعمول بها، وحمّل المترشحون الوظيفة العمومية مسؤولية ما يحدث من خلال إعلانها قوائم الناجحين التي قالوا إنه يكتنفها الغموض مطالبين بإعادة النظر فيها من جديد. وأكدت مصادر تربوية أن عملية إيداع الطعون جاءت لامتصاص غصب المحتجين فقط وأنها لا تستند الى أي سند قانوني للطعن في النتائج النهائية للمسابقة، حيث يحق الطعن قانونيا حسب المصادر قبل إجراء المسابقة اي في قوائم الدراسة التقنية. وأضافت المصادر أن الرقابة البعدية للوظيفة العمومية هل هي من يفصل في نتائج المسابقات حيث تتكفل مفتشيات الوظيفة العمومية على مستوى الولايات بإقصاء أي ناجح تراه لا يخصع للمرسوم الوزاري الصادر في الجريدة الرسمية لشهر ماي الماضي المحدد للمؤهلات المسموح بها للمشاركة للتوظيف في قطاع التربية ويكون الإقصاء حتى بعد التعيين في حال عدم خصوع المترشح للشرط القانونية. هذا ومن المنتظر أن تنطلق عملية التكوين ابتداء من تاريخ 16 أوت والتي ستتم لأول مرة في المناطق الساحلية وليس بولايات الإقامة حيث سيتم تنظيمها على مستوى ولايات كل من عنابة، سكيكدة، تيبازة وبجاية ووهران ومستغانم وعين تموشنت. نقابات التربية تطالب بالتحقيق في نتائج مسابقات التوظيف طعنت نقابات التربية في مصداقية مسابقة التوظيف التي نظمت في جويلية المنصرم، محذرة من غياب إرادة حقيقية من طرف وزارة التربية للعمل على استقرار القطاع لإنهاء إشكالية التوظيف في إطار الشفافية والعدالة بعد أن أثارت فضائح التجاوزات التي طالت أكبر مسابقة للتوظيف بسبب تناقض التعليمات والخروقات التي رافقت العملية، مطالبة الوزيرة نورية بن غبريط بالتحقيق في النتائج. وحمل المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي لأطوار التربية مسؤولي وزارة التربية مسؤولية التناقض المسجل في التعليمات والقرارات الصادرة كما حملهم مسؤولية تأخر العديد من الولايات في دراسة ملفات المترشحين للمسابقة التي أجريت أواخر شهر جوبلية الماضي والإعلان عن النتائج وما قد ينجر عنه من إضرابات واحتجاجات. وجاء في تقرير للتنظيم أن القرارالمؤرخ يوم 09/07/2014 المتضمن فتح المسابقة على أساس الشهادة للالتحاق بأسلاك التعليم حمل في طياته العديد من التناقضات والغموض مقارنة بالقرارات والتعليمات السابقة لسنتي 2012 و2013 وكذلك مع المرجع الأساسي المتمثل في المنشور 07 المؤرخ في28/04/2011 المحدد لمعايير الانتقاء في المسابقات على أساس الشهادات للتوظيف في رتب الوظيفة العمومية، الأمر الذي استغل من طرف ممثلي الوزارة لتقديم تفسيرات وتعليمات حسب الاحتياج، وهو ما أدى إلى تعدد القراءات مما فتح باب الشكوك والاتهامات. وأبرز "الكناباست" في بيانه بعض التناقضات كالجدول الخاص بتوزيع النقاط الذي تضمنته التعليمة الوزارية 02/07/2014 الذي يعتمد التنقيط على 30 نقطة في حين أن هذا يتعارض مع ما هو موجود في المنشور رقم 07 المؤرخ في 28/04/2011 وكذلك في قراري الفتح لسنتي 2012 و2013 حيث تعتمد التنقيط على 20 نقطة، وكذا إهمال قيمة شهادة الاختصاص حيث أصبح لها قيمة الشهادات الأخرى المطابقة، فضلا عن رفض شهادات العمل لعقود ما قبل التشغيل رغم أن المنشور 07 وهو المرجع المعتمد في معايير الانتقاء يعطي المترشحين الحق في ذلك. كما أن المراسلة الوزارية الصادرة عن رئيس الديوان تحت رقم 2125/المؤرخة في 03 أوت 2014 المتضمنة مسابقات التوظيف بعنوان 2014 ومقارنه مع مقررات الفتح والإشهار تبين وجود اختلالات، أهمها تاريخ صدور التعليمة تم بعد التاريخ المحدد لإعلان النتائج 30/07/2014 مما أحدث خلطا وارتباكا لدى اللجان الولائية المكلفة بدراسة الملفات، وأن الجديد في التعليمة مناف لما هو موجود في المنشور رقم 07 وكذلك القرارات والتعليمات السابقة. فالمراسلة الوزارية لا يمكن أن تلغي أحكاما صادرة في المنشور رقم 07 أو مقررات الفتح وفي الوقت ذاته لا يمكن أن تصدر أحكاما مغايرة لما ورد في التعليمات الوزارية المشتركة مع مصالح الوظيفة العمومية. "السنابست" يهدد باللجوء إلى العدالة في حال ثبوت تجاوزات أكد مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السنابست" أن التنظيم لن يبقى مكتوف الأيدي في حال ثبوت تجاوزات في نتائج مسابقات توظيف الأساتذة، وستتم مطالبة الوصاية بفتح تحقيق معمق ومعاقبة المتورطين في التلاعب بنتائج هذه الامتحانات. ودعا المتحدجث المترشحين الذين يملكون أدلة تثبت وجود تجاوزات صدرت في حقهم تقديمها ليتم إيداعها لدى العدالة ورفع دعوى قضائية ضد المتسببين في "التزوير والغش" في الامتحانات. وأشار مزيان مريان إلى أن النقابة ستقف الى جانب الأساتذة الذين تقدموا لإجراء هذه الامتحانات والمسابقات والذين تم إقصاؤهم بطريقة او بأخرى حيث سيتم رفع انشغالاتهم الى الوزيرة خلال اللقاء المقرر أن يجمع الطرفين بتاريخ 13 أوت الجاري. "الكلا" يطالب بالتحقيق ودراسة طعون المحتجين من جانب آخر قال إيدير عاشور الناطق الرسمي لمجلس ثانويات الجزائر (الكلا) إن الوزارة الوصية مطالبة بإصدار أوامر إلى مديريات التربية لفتح تحقيق في هذه القوائم ومحاسبة المسؤولين عن "فضائح الغش" التي يتحدث عنها المقصون من المسابقات مؤكدا أن تجاوزات مماثلة سجلت في المسابقات العام المنصرم إلا أنه لم يتخذ أي إجراء ضد المتواطئين وهو ما أدى الى تكرار سيناريو هذا العام. ووصف عاشور ما يحدث من تجاوزات في مسابقات التوظيف من قبل وزارة التربية او الوظيفة العمومية بالمهزلة، مشيرا إلى أنها ستفقد مصداقيتها مستقبلا إذا لم تتدخل الوزارة قبل فوات الأوان لوضع حد للمسابقات الوطنية في أي ولاية، وأنه يتعين على الذين تم إقصاؤهم بطريقة او بأخرى التقدم بطعون أمام اللجان المختصة، كما أنه على الوزارة الوصية التكفل بدراسة الطعون بشكل جدي. كما دعا إيدير وزارة التربية الوطنية إعادة النظر في قائمة الناجحين في مسابقات التوظيف مع فتح تحقيق في القضية في حال ثبوت أي تلاعب بالنتائج ومن ثم تطبيق القانون على المتلاعبين. مسابقة التوظيف في قطاع التربية بوهران حالة سخط وسط المترشحين بسبب التأخر في إعلان النتائج تسود حالة من الغليان أوساط أزيد من 18 ألف مترشح لمسابقة التوظيف في قطاع التربية بوهران، بسبب التأخر والتأجيل المتتالي لتاريخ إعلان النتائج لأسباب مجهولة، دون باقي الولايات الغربية التي تم إعلان جميع النتائج فيها مطلع الأسبوع، حيث توافد أمس عشرات المترشحين على مقر مديرية التربية للاستفسار عن تاريخ إعلان النتائج وأسباب التأخر في ذلك، وهو ما تسبب في حالة غليان وسخط في أوساط الأساتذة المترشحين في مقر مديرية التربية. وكانت جميع مديريات التربية قد أعلنت عن نتائج المسابقات في جميع الأطوار خلال أول يومين من الأسبوع. في حين مايزال مترشحو ولاية وهران يترقبون إعلان النتائج بشغف كبير، حيث إن مديرية التربية بالولاية دائما تصنع الاستثناء في ذلك لأسباب مجهولة، حيث إن المديرية لا تزال تفتقر لموقع إلكتروني يتم من خلاله إعلان النتائج وتخفيف الضغط عن مقر المديرية، مثلما هو الحال بالنسبة لأغلب الولايات التي تم فيها الإعلان عن النتائج من خلال مواقع الأنترنيت، وهو ما جعل مسيري المديرية يلجأون إلى نشر النتائج في المؤسسات التربوية. ورغم تحديد وزارة التربية لتاريخ 6 أوت كآخر أجل لإعلان جميع النتائج، لم يحترم مسيرو القطاع بوهران ذلك، وتم تأجيل الإعلان إلى تاريخ 13 أوت، أي الأسبوع المقبل، ما تسبب في حالة تذمر في أوساط المترشحين.
