تعلمت السياسة كثيرا ولست معارضا أو مع النظام.. أنا في خندق الشعب أوضح الفنان العراقي كاظم الساهر قبل أدائه وصلته الغنائية في مهرجان "جميلة" العربي بسطيف سهرة أول أمس، أنه عاهد نفسه بأن لا يقتحم مجال السياسة وتعلم منها بأن لا ينتمى لأي حزب سياسي أو مسؤول، مضيفا "عودت نفسي بأن أكون مع الشعب ولا أكون معارضا ولا مع النظام، فالسياسية أصبحت أفهمها، وأحاول إبلاغ رسائلي عن طريق الفن فقط". وقال الفنان إنه عاش الحرب لمدة ثماني سنوات كان فيها جنديا وقت حكم صدام حسين، مضيفا أنه لم يعش شبابه وضيّع عشرينياته في الحرب والحصار وغيرها"، مضيفا أنه لم يعرف معنى الحياة إلا في الجيش والحرب. وأكد أن الحرب فيها دمار وخراب والعراق، من سنة 1981 لم يعش في ظروفا مريحة "العراق يجب أن يعيش بكل أطيافه وأديانه وفرقتي الموسيقية فيها مزيج من هؤلاء.. وبصفتي سفيرا لليونسيف؛ أقول إنه يجب توفير العيش الكريم خصوصا للأطفال من أجل تكوين جيل يعوض ما فاتنا وبناء مستقبل عظيم.. وأقول أيضا إن رسالتنا أن يكون الشعب العربي محبا للسلام". واستغرب كاظم الساهر تجاهل الفضائيات العربية والإعلام بمختلف أشكاله للصورة المنيرة في الوطن العربي ممثلة في الفكر والثقافة والأشياء الجميلة، وشرح قائلا "الإعلام لا يأتينا إلا بالمآسي والإرهاب وكأنه لا يوجد شيء آخر في الوطن العربي غير الإرهاب.. هناك أيضا والفن والثقافة والرقي والمبادئ الرائعة ولا نعرف ما نفعل، بل أصبحنا نلعب دور المتفرج، يجب أن نمنحهم الفرصة للإبداع كل في مجاله.. يجب أن يبدع الناس.. وهذه رسالة للشباب الذين يتوجب عليهم أن يحبوا الحياة والثقافة والدراسة، كي نثبت للعالم بأننا جديرون بأن نعيش في الأمان والسلم والسلام وأن نقود بلدنا بأنفسنا ولا ننتظر أحدا من الخارج لكي يقودنا". وعن عدم خوضه لتجربة التمثيل رغم من عروض التي تلقاها، قال كاظم الساهر "تلقيت العديد من العروض لكنني قررت من زمن طويل التفرغ للموسيقى والإبداع في هذا المجال". ويذكر هنا أن العمل الدرامي الوحيد الذي أنجزه الفنان هو مسلسل "المسافر" سنوات التسعينات، ورغم نجاحه نسبيا ظل الساهر يقول دوما إنه غير راض عنه. من ناحية أخرى، شهدت السهرة التي أحياها كاظم الساهر بمهرجان "جميلة" حضورا جماهيريا قويا، وأضفت الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد ومؤتمر الصومام، الكثير من الرمزية على هذا الحفل. وأطرب فنان العرب الأول الذي ظهر بلباسه الأسود المميز، الحاضرين بأشهر أغانيه التي رددها معه الجمهور على غرار "هل عندك شك" و"حافية القدمين" و"أحبيني بلا عقد" و"ها حبيبي"، وغيرها، وذلك على مدار ساعتين من الزمن.