كشف زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، عن مبادرة جزائرية - تونسية لإنهاء الأزمة في ليبيا، مؤكدا على دعم بلاده للحوار بين الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى أنه الحل الأمثل للخروج بالبلاد من دائرة الاقتتال والعنف. وأوضح الغنوشي في حوار أجراه مع قناة "نسمة" الفضائية، أن حركته تساند وتدعم المبادرة التي تدعو إليها الجزائر والمتعلقة بالحوار بين الفرقاء الليبيين، في سبيل إنهاء الأزمة وبعث الاستقرار في البلاد من جديد، مشيرا إلى أن "معارك دولية تقام على أرض ليبيا، وأن ما يحصل تجرّمه المواثيق الدولية والأممية"، وأضاف، أن هناك إجماعا في تونس على رفض التدخلات العسكرية في هذا البلد الشقيق. وقال المتحدث ذاته، إن المبادرة الجزائرية- التونسية، جاءت "لوأد الصدع" بين الفرقاء السياسيين،"وجمع كافة الأطياف الليبية على طاولة حوار شامل، مؤكدا على أنه بذل جهودا شخصية في سبيل تحقيق ذلك، حيث التقى نائب رئيس مجلس النواب الليبي، محمد شعيّب، أثناء زيارته إلى تونس، مؤكدا أنه يستعد لزيارة ليبيا خلال الأيام القليلة القادمة، ولكنه يتحيّن المناسبة لذلك. في سياق آخر، تتخوف تونس من هجمات إرهابية تأتي موازاة مع تنظيمها للانتخابات الرئاسية، خصوصا بعدما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، عن مقتل مسلح وإصابة آخر على يد قوات الأمن بمدينة القصرين قريبا من الحدود الجزائرية، بينما رفعت الحكومة درجة التأهب الأمني لمواجهة خطر المتشددين الإسلاميين، قبل شهر من ثاني انتخابات حرة في البلاد، حيث قال العروي إن "وحدات مشتركة بين الأمن والجيش قتلت إرهابياً وأصابت آخر في مواجهة في وقت متأخر الثلاثاء في القصرين" بينما "تواصل قوات الأمن ملاحقة إرهابيين في مدينة القصرين دون أن يعطي تفاصيل إضافية عن العملية". وفي السياق ذاته، أعلن مكتب رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة عن أنه "تقرر رفع درجة التأهب الأمني في كل مناطق البلاد مع التركيز على الحدود، ومراقبة تهريب الأسلحة وتسرب المجموعات الإرهابية"، وكشف بيان لرئاسة الحكومة اعتقال الإرهابي الخطير محمد كمال الغربي الذي يتهم بالتخطيط لعمليات إرهابية على أراضي الجمهورية. وتحاول تونس التي ينظر إليها على أنها نموذج في المنطقة المضطربة، استكمال الانتقال الديمقراطي بنجاح، بينما تستعد لإجراء انتخابات برلمانية الشهر القادم، ورئاسية في نوفمبر.
