أكد مدير مركز دراسات الأقصى بالجزائر، الدكتور عامر أبو أحمد، أن المبادرة الجزائرية المحتملة لجمع شمل الفصائل الفلسطينية ستحظى بشكل مؤكد بقبول كل الفصائل الفلسطينية وستؤدي لامحالة إلى الوصول للتوافق الفلسطيني، معتبرا في اتصال مع "البلاد" أن الكرة في مرمى الفصائل الفلسطينية لإنهاء انقسامها ودعم الطرف الداعي لإقامة دولة فلسطينية بموقف قوي أمام احتلال دولة الكيان الصهيوني، مبديا تفاؤله بزيارة الرئيس الفلسطيني المرتقبة إلى الجزائر قبل نهاية الشهر الجاري لوضع أسس الحوار الفلسطيني التي ينبغي أن لا تتجاهل المكاسب التي حققتها المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، حسب المتحدث سبق للرئيس بوتفليقة أن كشف عن عزمه دعوة الفصائل الفلسطينية إلى طاولة الحوار في الجزائر. فيما تشير الأصداء إلى زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود أبو مازن، ماهي دلالات هذا اللقاء؟ تحظى فلسطين منذ زمن طويل بدعم جزائري لامشروط لقضيتها. كما لم تتخلف الجزائر يوما عن مساندة فلسطين سواء من الناحية المالية أو عبر جهود سياستها الخارجية وحتى إعلاميا، ما يجعل أي مبادرة منها محل قبول عند جميع الفصائل الفلسطينية وعلى هذا الأساس نتوسم خيرا من زيارة الرئيس أبو مازن إلى الجزائر للتباحث مع الأشقاء الجزائريين حول صيغة مبادرة توحد الصف الداخلي الفلسطيني. كما جاءت هذه الدعوة لترد على ما جاءت به بعض الصحف الفلسطينية حول خلاف بين الجزائر والسلطة الفلسطينية. في رأيكم، ما الذي ينبغي أن تعتمد عليه المبادرة الجزائرية المتوقعة لتوحيد الصف الفلسطيني، وماهي فرص نجاحها في ظل الوضع الراهن؟ السبيل الوحيد لنجاح المبادرة الجزائرية في رأيي، يقع على عاتق الفصائل الفلسطينية أولا التي يتوجب عليها احترام رغبات الطرف الداعي وتقديم تنازلات كل من جهته للوصول إلى حالة تراضي. وعليه ينبغي إنهاء أسباب الانقسام بما في ذلك تغيير طريقة تعامل السلطة الفلسطينية مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، فلازلنا نتابع في وسائل الإعلام التابعة للسلطة في رام الله نعت حركة حماس بأنها تنظيم إرهابي وتشبيهيها بداعش. أما حول ما ينبغي أن تعتمد عليه المبادرة الجزائرية، فأرى أن الالتفاف حول المكاسب التي حققتها المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة أحسن أرضية يمكن أن تقدم إضافة لتعزيز الموقف الفلسطيني ضد الموقف الصهيوني المدعوم من الولاياتالمتحدة، وبعض الدول الغربية، كذلك ينتظر من المبادرة الجزائرية إقناع الطرفين، سواء في غزة أو في رام الله، السير وفق أجندة سياسية موحدة في القضايا الداخلية دون التخلي عن المقاومة كخيار ضد السياسة الاستيطانية الصهيونية. نشهد في الفترة الحالية حملة واسعة في برلمانات أوروبا للاعتراف بالدولة الفلسطينية على غرار السويدبريطانيا وفرنسا، ألا ينبغي على الفرقاء الفلسطينيين استغلال الوضع لصالحهم والاتفاق على ضوء هذا الواقع لتقوية الموقف الفلسطيني؟ اعتراف مجالس الشعوب الأوروبية بشرعية الدولة الفلسطينية، جاء نتاج نجاح المقاومة الفلسطينية في إظهار همجية العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة في صور هزت العالم بأجمعه، مادفع بممثلي الشعوب الأوروبية إلى المسارعة إلى الاعتراف بدولة كانت حكوماتهم قد اعترفت بها سابقا في اتفاقيات قديمة تتجاهلها اليوم، الشئ الإيجابي وراء هذه الخطوة هو توفير مناخ دولي مساعد على تقبل وجهة النظر الفلسطينية مقابل التعنت الإسرائيلي الذي بات يثير انتقاد حتى أكثر الدول الداعمة للكيان الصهيوني، وينبغي استغلال هذا الظرف الدولي للتقدم بخطوات لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس العربية. تدعو بعض الجهات في غزة إلى ضغط جزائري على مصر لفتح معبر رفح، هل تؤيدون هذا المسعى؟ نعم بالطبع، لا ينكر احد الجهود الجبارة التي بذلتها الجزائر لإغاثة الشعب الفلسطيني خلال العدوان الهمجي الأخير لدولة الكيان الصهيوني على غزة، وساهمت القوافل الجزائرية الرسمية في إسعاف المئات من الجرحى، لاسيما "قافلة الجزائرغزة- 3" بدعم من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكانت القافلة الوحيدة التي تمكنت من تجاوز أبواب المعبر المغلق في رفح باستخدام ثقل الدبلوماسية الجزائرية على مصر.. اليوم ننتظر من السلطات الجزائرية التي لطالما كانت خير داعم للشعب الفلسطيني استخدام علاقاتها الطيبة مع السلطة المصرية للسماح لآلاف الفلسطينيين منهم المرضى والعائلات والطلبة المرور من المعبر البري الوحيد الذي يصل غزة بالعالم الخارجي.