"جزء كبير من الخطر الإرهابي زال بفضل التنسيق مع الجيش الجزائري" أعلن رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، أن أجهزة الأمن مستعدة لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها غدا الأحد، في وقت بدأ فيه انتشار عشرات الآلاف من عناصر الأمن والجيش لحماية مكاتب الاقتراع والأمن العام بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للجيش الجزائري على نقاط التماس. وقال جمعة إن "تونس مرتاحة للتعاون الأمني مع الجزائر من خلال مخطط وتنسيق عالي المستوى للتصدي لأي محاولات محتملة من الإرهابيين لاستهداف مسار الانتقال الديمقراطي". وقال جمعة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية أن هذه الدور المفصلي لهذه الانتخابات الرئاسية كان مسبوقا بتحضيرات أمنية كثيرة، مضيفا أن الانتخابات عموما كانت المهمة الرئيسية لحكومته التي تسلمت مهامها في جانفي الماضي إثر كتابة الدستور. وقال إن جزءا كبيرا من خطر التهديد الإرهابي قد زال بفضل العمليات الاستباقية لأجهزة الأمن وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الجزائرية بالخصوص، لكنه دعا إلى اليقظة. وكان يشير إلى إعلان وزارة الداخلية مؤخرا تفكيك خلايا مرتبطة بتنظيم أنصار الشريعة المحظور، وبتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كانت تخطط لاستهداف ساسة تونسيين وسفراء أجانب. وكانت وزارة الدفاع التونسية قد أعلنت من جهتها هذا الأسبوع عن عمليات عسكرية في المرتفعات الغربية للبلاد، أسفرت عن مقتل واعتقال عدد من عناصر المجموعات المتحصنة في تلك المرتفعات المتاخمة للحدود مع الجزائر. ، في سياق ذي صلة أبلغت مصادر عليمة "البلاد" أن قيادة الجيش الجزائري قررت نقل قوات برية إضافية إلى الحدود مع تونس تشتمل على وحدات مدرعة مدعومة بطائرات هليكوبتر هجومية وقوات خاصة، في أكبر حشد للقوات في الحدود الشرقية على الإطلاق، وتواصل نقل وحدات عسكرية من مختلف المناطق إلى الحدود طيلة أكثر من 3 أسابيع من أجل تأمين الحدود الشرقية. وذكر شهود عيان بولاية تبسة ووادي سوف في اتصالات مع ‘'البلاد''، أنهم شاهدوا تحليقا مكثفا وغير مسبوق لطائرات حربية جزائرية، وذكروا أن بعض طائرات الاستطلاع امتد مجال تحليقها إلى مناطق واسعة في الشريط الجبلي المقابل لمرتفعات الشعانبي وحتى المسالك الصحراوية الممتدة الى ولاية وادي سوف، وكانت تحلق منفردة على ارتفاعات متوسطة وفي تشكيل يؤكد بأنها في مهمة مراقبة ومسح للمنطقة. وتتساوق هذه الشهادات مع مهمات محددة لقادة كبار من هيئة أركان الجيش للإشراف على مراقبة الحدود الشرقية وتنفيذ مخطط أمني جديد أعدته هيئة أركان الجيش لمنع أي اختراق للحدود الجزائرية من قبل المجموعات الإرهابية الناشطة على الحدود بين البلدين. من جهة أخرى أعلنت الحكومة التونسية عن إغلاق معبري رأس الجدير والذهيبة مع ليبيا، وذلك بصفة مؤقتة، وذلك بداية من يوم الخميس المنقضي، انطلاقا من منتصف الليل بتوقيت تونس.