فتحت مصالح الأمن، تحقيقات واسعة حول نشاط الشعوذة على مستوى الأسواق الموازية والأحياء الفوضوية بسبب الانتشار الواسع لمثل هذا النوع من الممارسات الذي عرف تناميا كبيرا خلال الفترة الأخيرة. وكشفت تحقيقات المصالح ذاتها تنامي نسبة ممارسة السحر في الجزائر من طرف جزائريين وأجانب منهم ماليين وسوريين ومغاربة، كما يتم التحقيق مع أخت وزير سابق متورطة في قضية مماثلة. وحسبما أفادت به مصادر مؤكدة ل"البلاد"، تم مباشرة تحقيقات بالجملة على مستوى ولاية الجزائر حول انتشار عشرات النقاط السوداء لممارسة السحر والشعوذة معظمها على مستوى الأحياء القصديرية والأسواق الموازية، كما تم رصد أهم البؤر التي تنتشر على مستواها مثل هذه التجاوزات المتمثلة في منطقة الدار البيضاء وباب الزوار والحراش والضفة الخضراء ببرج الكيفان وبومعطي والشراڤة وساحة 1 ماي. وطبقا لنفس المصادر، تمت مباشرة التحقيقات بناء على تقارير تفيد بتنامي العنف والجرائم وارتفاع نسبة الطلاق في أوساط المجتمع الجزائري التي تعود أسبابها إلى زيادة ممارسة السحر والشعوذة، حيث تفيد الإحصائيات المتوفرة على مستوى المحاكم والقضاء بأن أغلب جرائم القتل والضرب والاعتداء وحتى حالات الطلاق المسجلة خلال السنوات الأخيرة مردها إلى تفاقم ممارسات الشعودة. من جهة أخرى، تم تسجيل تورط أخت وزير سابق في مثل هذا النوع من الممارسات على مستوى منطقة الضفة الخضراء ببرج الكيفان بالعاصمة، حيث لا تزال التحقيقات متواصلة معها، كما يتم ترصد الزبائن المتوافدين على مثل هذه النقاط التي تعتزم مصالح الأمن الوقوف لها بالمرصاد خاصة في ظل عملية مواجهة الأحياء القصديرية والأسواق الفوضوية التي شهدت عودة قوية خلال الفترة الماضية. وطبقا لذات المصادر، فقد تم رصد عدد كبير من المغاربة الذين باتوا يمارسون هذا النوع من النشاط في الجزائر في الوقت الذي يشهد هؤلاء إقبالا كبيرا من قبل المواطنين بما فيهم الإطارات وأصحاب المناصب، وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة دق ناقوس الخطر ولم تعد زيارة المشعوذات حكرا على النساء الماكثات بالبيت وإنما تجاوزتها إلى جنس الرجال والمثقفين. كما لجأ عدد كبير من الماليين والسوريين النازحين إلى الجزائر إلى الاسترزاق عبر هذه الطريقة غير المشرعة قانونا، وتعد أهم النقاط التي ترصدتها مصالح الأمن خلال الفترة الأخيرة هي بومعطي بالحراش، أين تم التحقيق مع أزيد من 3 مشعوذين. ولا تزال مجهودات الحكومة متواصلة للقضاء على الأسواق الموازية التي باتت نافذة خطيرة تهدد الاقتصاد الوطني وبؤرة لتبييض وتحويل الأموال مجهولة المصدر، إضافة إلى مركز حساس لممارسة نشاطات السحر والشعوذة التي عرفت تناميا خطيرا خلال الأشهر الأخيرة.