المتهم ستجري محاكمته هذا الأربعاء أمام جنايات العاصمة كان شابا في مقتبل العمر، ينحدر من عائلة محافظة ومتوسطة الدخل، استهوى التبحر في علوم الدين والاستماع للمشايخ والفقهاء، فاحتك بشباب استقطبتهم دروس قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحل نهاية التسعينيات، فواظب عليها إلى أن وجد نفسه ناشطا فعالا، صار فيما بعد قياديا بالجماعة السفلية للدعوة والقتال التي تحول اسما لاحقا إلى ما يسمى ب "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ثم مسؤول اللجنة الإعلامية والسياسية فبات من أبرز قيادات التنظيم الإرهابي، بفضل تحكمه في تقنيات الإعلام الآلي وإجادة الاتصال، إنه الإرهابي "صلاح أبو أحمد" الذي نسرد لكم تفاصيل التحاقه بالعمل الإرهابي. كشفت تقارير قضائية لÇالبلاد" عن تفاصيل تدرج منفذ مخططات العمليات الانتحارية التي اهتزت لها عدة مواقع بالجزائر سنة 2007، بالأخص في ولايتي العاصمة وبومرداس، حيث عاد فيها الإرهابي (ق. صلاح) المكنى "صلاح أبو أحمد" في اعترافات أدلى بها خلال استجوابه الأمني عقب توقيفه إلى وقت مضى وبالضبط سنة 1989، أثناء مزاولته دراساته العليا بالمعهد المتعدد التقنيات بالحراش، حيث كان يقيم بالحي الجامعي رفقة المدعو"أحمد الدغداغ" ويحضر دروس وحلقات ومؤتمرات علي بلحاج وعباسي مدني، فقام رفقة أحد الطلبة بنشر وإلصاق المنشورات على الجدران. وفي جانفي 1993 تم توقيفه من قبل مصالح الأمن .. دخوله السجن سنة 93 فتح له شهية التحول نحو العمل الإرهابي المسلح، مضيفا أنه سنة 1997، تعرف على المدعو (ح. سمير) بسجن تمنراست وأخبره أنه كان على اتصال بالإرهابيين (س. سمير) و(ب. حمزة) وتم الاتفاق بينهم على أنه عند خروجه من السجن سيعاود ربط الاتصال بالإرهابيين لتسهيل عملية الالتحاق بالجماعات الإرهابية، حيث تمكن من ذلك عام 1998 لدى عودته إلى مسكنه بزريبة الوادي بولاية بسكرة، فقام بفتح محل هاتف عمومي، وفي أواخر السنة نفسها تنقل إلى بيت المسمى (ح. سمير) وقضى ليلة عنده، وفي اليوم الموالي التقى المدعو "رشيد" وتنقل رفقته إلى سرية "بيشاور" للاتحاق بكتيبة "الأنصار"، حيث التقى بأمير المنطقة الإرهابي "سعداوي" ومكث رفقة جماعته مدة شهر كامل، ونظرا لخبرته في مجال الإعلام الآلي أرسله أمير المنطقة إلى فصيلة علي بوناب ببومرداس تحت إمرة الإرهابي "سلمان"، وعند وصوله كلفه أمير الكتيبة بإجراء دورة تكوينية في مجال الإعلام ل 5 إرهابيين، قبل أن يستدعيه أمير سرية "بيشاور" الذي كلفه بمساعدة الإرهابي "الصادق" وتنقلا سويا إلى إحدى المداشر رفقة الإرهابيين "صادق" وÇرشيد" لتصليح جهاز إعلام آلي، وهما الإرهابيان اللذان تم القضاء عليها في عملية تمشيط للجيش بالمنطقة، وهو ما جعل الأمير "سعداوي" يكلف الإرهابي "صلاح أبو أحمد" بمنصب مسؤول الإعلام. .. وقع في قبضة الأمن وهو ينتظر أتباعه بمطعم بالبويرة وجاء توقيف الإرهابي "صلاح أبو أحمد" يوم 8 فيفري 2013، بالتنسيق بين مصالح الشرطة القضائية بمديرية الاستعلامات والأمن مع قوات الجيش الشعبي الوطني على مستوى ولاية البويرة، حين كان بمطعم ينتظر أتباعه في قرية الشرفة بمنطقة البويرة، بعد تلقيها معلومات كشفت عن تحركاته، ليتم توقيف بعد عملية ترصد. وحسبما نقل عنه رفاقه في العمل المسلح الذي سلموا أنفسهم للسلطات، فإن صلاح يعتبر أحد القيادات الملتزمة بالمنهج السلفي، اقتنع بفكرة العمليات الانتحارية في مجادلاته ضمن مواقع "القاعدة" عبر الإنترنيت، أواخر سنة 2006، وهو من يتولى إصدار كل أشرطة الفيديو التي ينشرها التنظيم المسلح عبر الإنترنيت. كما ينسب له إعداد أشهر فيديو بعنوان "عشاق الحور" الذي بثه تنظيم "القاعدة" شهر مارس 2008 تضمن مشاهد مروعة لانتحاريين، أبرزها استغلال القاصر (ق.نبيل) ذي 15 ربيعا، بعد سلسلة من التفجيرات التي هزت العاصمة عام 2007 منها تفجيرات قصر الحكومة ومقر الشرطة القضائية للمقاطعة الشرقية لولاية الجزائر، المجلس الدستوري ومفوضية الأممالمتحدة ببن عكنون بالعاصمة وثكنة حرس السواحل ببومرداس