قالت صحيفة الواشنطن بوست إن الجزائر من بين الدول المهتمة باستيراد طائرات دون طيار حديثة من الولاياتالمتحدة ومزودة بتكنولوجيا تسمح لها بإطلاق صواريخ لأهداف بدقة عالية ويتم التحكم فيها على بعد آلاف الكيلومترات، بعد أن أعلنت أمريكا، مساء أول أمس الثلاثاء، موافقتها على تصدير هذا النوع الحديث لمن أسمتهم شركائها في محاربة الإرهاب، وأشارت الصحيفة إلى أن دولاً مثل الجزائر وإيطاليا وتركيا ودول خليجية ستكون مهتمة بشراء هذه الطائرات. وتفصيلاً فقد أعلنت واشنطن، أنها ستسمح للمرة الأولى بتصدير طائرات من دون طيار مزودة بصواريخ إلى عدد من الدول المتحالفة معها في الحرب على الإرهاب. وذكر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية أنه "تقع على الولاياتالمتحدة مسؤولية ضمان أن تتفق عمليات بيع ونقل واستخدام هذه الطائرات في الخارج ومصالح الأمن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية". ولفتت الوزارة إلى أن عمليات التصدير إلى الخارج لهذه "الأنظمة الحساسة ستتم عبر برنامج مبيعات عسكرية من حكومة إلى حكومة"، من دون أن تذكر أياً من الدول التي تعتزم بيع هذه الطائرات لها. وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، التي كانت أول من كشف عن هذا التغيير الكبير في سياسة تصدير العتاد العسكري الأمريكي، فإن دولاً حليفة للولايات المتحدة ستكون مهتمة جداً بشراء هذه الطائرات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي أن الولاياتالمتحدة سبق أن باعت طائرات من دون طيار مزودة بصواريخ إلى أقرب حليف لها، أي بريطانيا. وتشكل هذه الطائرات دعامة أساسية في الحرب العالمية التي تقودها واشنطن ضد الإرهاب، لا سيما في أفغانستان وباكستان والصومال وسوريا والعراق واليمن. وفي هذا الصدد، صرح فيليب كارتر، نائب مسؤول القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا، أثناء لقائه بمجموعة من الصحافيين مطلع الشهر الجاري بمقر السفارة الأمريكية في الجزائر، بخصوص رغبة الجزائر في شراء طائرات أمريكية دون طيار، إن "هذه القضية تقنية يحكمها القانون (تخضع لشروط قانونية ينبغي توفرها في البلد الذي يريد شراءها)، لكنها بعيدة عن نوع المساعدات التي نقترحها على شركائنا، وتتمثل في التكوين لمواجهة الأزمات، والحفاظ على الاستقرار وضمان حقوق الإنسان". وأشاد كارتر ب "ريادة الجزائر في التنسيق الأمني بمنطقة الساحل، وهذا أمر مهم بالنسبة إلينا". وسبق لتقارير إعلامية أن كشفت اهتمام الجزائر بهذا النوع من الأسلحة المتطورة والتي تتلاءم مع خصوصيات الجغرافيا الجزائرية من صحراء شاسعة تعتبر عملية تغطيتها من قبل سلاح الجوي عملية مرهقة وصعبة للعنصر البشري.