لا تزال قضية الغاز الصخري، تلقي بظلاها على علاقة السلطة والمعارضة وطريقة تفاعل كل طرف مع القضية، في وقت تتهم فيه السلطة المعارضة بمحاولة توظيف ورقة الشارع وجرّه نحو الانزلاق، لترد المعارضة بقولها إن السلطة لا تعتمد أسلوب الحوار في حل مشكلة سكان الجنوب واعتمادها على فزّاعة القمع، ويبقى الوضع رهينة التجاذبات بين الطرفين الخاسر فيها هو سكان الجنوب. ومن هذا المنظور، رأى الدكتور والمحلّل السياسي اسماعيل دبش، انّ قضيّة الغاز الصخري لها خلفيات سياسية لا علاقة لها بالآثار التي تنجم عن استغلاله، معتبرا أن السلطة إلى حد الآن تسير القضية في شفافية، خصوصا من الجانب التقني والإجرائي، غير أن المعارضة، حسبه، تتخذ من الملف مادة توظفها لصالحها قائلا "المعارضة في أي بلد لها قواعد أساسية ومعارضتنا تعارض فقط في القنوات التلفزيونية". واعتمد المحلل السياسي في مقاربته هذه، على الضعف الادائي للمعارضة، بدليل - يضيف- تنقّل المعارضة للجنوب على شكل أشخاص لنقص مناضليهم، في الوقت الذي، حسبه، تنقلت أحزاب السلطة بشخصياتها ومناضليها ليردف، مشيرا إلى أن انتفاضة سكان الجنوب جاءت مباشرة عقب وقفة التنسيقية، ليقول "بدل أن تتضامن المعارضة في الجنوب بجلب الخبراء لدراسة الوضع، هي الآن تزيد من تصعيده". ومن منظور آخر، قال المحلل السياسي صالح سعود، إن ايجاد الحل لقضية الغاز الصخري لا يكون بهذا التشنج بين المعارضة والسلطة، الأولى رافضة لاستغلال الغاز الصخري جملة وتفصيلا، والثانية أصبحت حسبه غير قادرة على التراجع بناء على مجموعة من الاتفاقيات التي عقدتها مع الشركات الدولية. وحول طبيعة التعامل مع ملف الغاز الصخري من قبل المعارضة والسلطة، قال المتحدث إن كلاهما يبحث عن ظاهرة لإشغال الرأي العام بها، ويبعده عن مشاكله الحقيقية، فالسلطة حسبه تسير نحو تهدئة الاوضاع لا إنهائها، والمعارضة، يقول محدثنا، لم تكن يوما من الأيام معارضة مستقلة "المعارضة كانت باستمرار مخترقة من قبل النظام السياسي إلى درجة أن توظيفها يبدو بنهاياته متناغما مع ما تريده السلطة". وعاب المحلّل طريقة تعامل المعارضة مع ملف الغاز الصخري، لعدم مقدرتها على التنشئة السياسية وغياب برامج سياسية واضحة المعالم، الأمر، حسبه، دفعها إلى التشبّث بأي ظاهرة كانت، لتقول للمجتمع إنها لا تزال موجودة، قائلا "المعارضة ليست ديمقراطية ولا تؤمن بالتداول على السلطة داخل الأحزاب"، ليختم قوله بأن ملف الغاز الصخري "غطاء يلبسه الجميع سلطة ومعارضة، ليس لإنقاذ المنطقة من سلبيات استغلاله وإنما لخدمة أجندات السلطة والأحزاب".