حمّل السفير الأسبق لتونس باليونسكو المازري الحداد اليوم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مسؤولية تنامي النشاط الإرهابي في الجزائروتونس واصفا موقفه "المتضامن" مع التونسيين على خلفية الهجوم على متحف باردو ب"النفاق السياسي". وذكر المازري في مقال مطول نشرته صحيفة "هافينتون بوست" الأمريكية أن ساركوزي لم يعمل سوى على "زعزعة أمن واستقرار منطقة الساحل عموما من خلال إشعال الجبهة الليبية حيث تسبب في إسقاط نظام كان رغم سلبياتها حائط صد ضد الإرهاب والإرهابيين مضيفا أن "الرئيس السابق ساركوزي اخفق في حماية المنطقة من المد الإرهابي الذي تصاعد بفعل انتشار السلاح و تونس هي الضحية الأولى الآن وبعدها باقي البلدان المجاورة لليبيا". وأضاف المازري أن "التدخل العسكري في ليبيا والاعتداء على سيادة هذا البلد يعد عاملا أساسيا في زعزعة اسقرار المنطقة" وتابع " واحمل النخبة السياسية الفرنسية السابقة وعلى رأسها ساركوزي مسؤولية الأخطاء القاتلة في ليبيا وسقوط الدولة الليبية في أيدي الإرهاب والتطرف الأعمى وما نتج عنه من انتشار السلاح". وتابع المتحدث أن "قرابة مليون قطعة سلاح سقطت في يد الإرهابيين والجزائروتونس بالخصوص يدفعان فاتورة هذه الأخطاء التي استثمرت فيها الحركات والتنظيمات المتطرفة". وأكد المسؤول التونسي السابق أن تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي كان له "أثر سلبي على الاستقرار "ليس فقط على الجيران المباشرين لليبيا (الجزائروتونس ومصر) وإنما أيضا على مالي، بما أنه شجع بشكل كبير سيطرة "الجهاديين" في شمال مالي، ما أدى إلى تدخل عسكري آخر قادته فرنسا. وأوضح الدبلوماسي السابق أنه "في بداية تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، حذرت الجزائر من أن منظمة القاعدة في بلاد المغرب ستستغل هذا التطور الجديد، كما حذرت من مخاطر وقوع الأسلحة وخاصة صواريخ أرض-أرض في أيادي جماعات إرهابية". سفير تونس الأسبق باليونسكو حمل مسؤولية الزج بالشباب التونسي في أتون الحرب الأهلية في سوريا لمتدري مشهد الجهاديين و لفتاوى شيوخ الوهابية. وفي تعليقه على البؤرة الإرهابية في جبل الشعانبي أكد المازري الحداد ان هذه التطورات تهدف لضرب العلاقات الجزائريةالتونسية وزعزعة الأمن والاستقرار داخل الجزائر متهما أطرافا خارجية بالوقوف وراء كل هذا. الحداد وصف الربيع العربي بالأكذوبة وبالاستعمار الغربي الجديد لدول الشرق الأوسط، مؤكدا أن الربيع العربي سينطلق من دمشق بعدما تلملم جراحها وتشكل حكومة وطنية توافقية خاصة بعد فشل المؤامرة ضد سوريا.