افتتحت أشغال الملتقى الدولي حول البعد الروحي والثقافي لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير عبد القادر، بوهران بمشاركة نحو مائة من الباحثين والشخصيات الثقافية من بلدان مختلفة وبحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني. ويشكل موضوع "الأمير عبد القادر الشاعر والتصوف" المحور الرئيسي للقاء الذي ينظم طيلة يومين بمبادرة من وحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون التابعة للمركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية. وتهدف هذه التظاهرة العلمية إلى تسليط الضوء على ثراء الإرث الثقافي لهذه الشخصية التاريخية الجزائرية الكبيرة وفق ما صرح به مدير وحدة البحث المذكورة ومنسق الملتقى محمد داود. ويعرف هذا الحدث مشاركة باحثين وأساتذة جامعيين قدموا من عدة جامعات جزائرية إلى جانب نظرائهم الأجانب من نحو عشرة بلدان منها مصر والإمارات العربية المتحدة و فرنسا والأردن والمغرب وتونس وتركيا. وستخصص المحاضرات والورشات المبرمجة في هذا الإطار لمناقشة مسائل لها صلة بالثقافة والمعرفة والآداب والجوانب اللسانية، وفق ما أوضحه منسق اللقاء، مشيرا إلى أن "المواضيع تندرج في إطار برامج البحث لوحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون ومخابر شركاء". وسيسلط المتدخلون الضوء على الجوانب الثقافية والأدبية للأمير عبد القادر والتي أهلته أن يكون شخصية بارزة استطاعت مواجهة التحديات والرهانات آنذاك. وأكد المصدر أن الأمير عبد القادر استطاع تجاوز الحدود المحلية والجهوية، مشيرا إلى أن الأمير عبد القادر لم يكن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومقاوم الاحتلال الفرنسي خلال عدة سنوات فحسب ولكن برز أيضا كشاعر ومفكر عالج عدة قضايا. وقد ترك الأمير عبد القادر أعمال ثرية منها "كتاب المواقف" و"ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" المترجم إلى الفرنسية الذي ركز من خلاله على أهمية العلم والعلماء.