دافع مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا برناردينوليون أمس عن إشراك الإسلاميين في مسار المفاوضات الجارية بين أطراف النزاع لحل الأزمة الليبية، مشددا في ما يشبه الرد على السلطات المصرية المتحفظة على انخراط "إخوان ليبيا" في جلسات الحوار أن "أهم الأطراف السياسية في ليبيا وعلى رأسها حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين عبرت له خلال زيارته الأخيرة لطرابلس وطبرق عن مساندتها لمساعي حل سياسي يشمل كل الفرقاء وأظهرت مخاوفها من تهديد ما سماه بالإرهاب". وأشار إلى ضرورة خلق الجو المناسب لمواجهة التهديدات "الإرهابية". وأكد أن الأممالمتحدة عازمة على إقصاء كل التنظيمات المرتبطة بالارهاب على غرار تنظيم "داعش" وأنصار الشريعة وكل الجماعات التابعة ل«القاعدة". ليون وفي كلمةٍ له على هامش مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي المنعقد أمس بالدوحة والذي تنظمه مُؤسّسة بروكينغز، بالتعاون مع اللجنة الدائمة لتنظيم المُؤتمرات بوزارة الخارجيّة القطرية، لفت إلى أنّ اجتماعاً للقيادات السياسية الليبية من المتوقع أن يلتئم في الجزائر اليوم الأربعاء للتوقيع على مسودة اتفاق، رغم رفض بعض القيادات الليبية للمسودة ورفض أخرى لبنود فيها ومجموعة أخرى لا تريد التوصل إلى اتفاق من الأساس، موضحا أن أي قيادة ترفض مقترحات المسودة عليها تقديم البديل. وأكّد مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا، أن معظم المجموعات المتنازعة تؤيد الحل السياسي، كما أنّ الجميع أصبح يكره القتال، بالإضافة إلى أن وجود تنظيم "داعش" في ليبيا، دفع الأطراف المختلفة إلى التضامن لمواجهته، مما يسهل أمور الاتفاق ويبشر بالخير. إلى ذلك، رأى أن المجتمع الدولي يحتاج إلى سياسة دولية أكثر وضوحاً في المنطقة، تعتمد على فهم أعمق للعوامل الإقليمية والمحلية، وضرب مثلا بمصر التي تختلف رؤيتها عن تركيا وعن دول الخليج وكذلك الدول الغربية وأمريكا بالنظر إلى القضية الليبية، فكل دولة لها سياساتها وتعاملاتها وسيناريوهاتها الخاصة والمتغيرة مع الوضع هناك. وأوضح ليون أن أسباب الصراع داخل ليبيا بعضها يعود إلى طبيعة البلد، مثل النزاعات القبلية والاختلاف بين المنطقتين الشرقية والغربية في التكتلات الديموغرافية والتقدم الحضاري، مشيرا إلى أن القوى في ليبيا متوازنة فلا هيمنة أو قوة لطرف على الآخر، ولذلك إذا لم يتم التوصل إلى تقاسم للسلطة فإنّ النزاعات ستستمر لمدة لا يعلم مداها. وأشار إلى أن كل الأزمات في المنطقة بدأت محلية، ثم أخذت لاحقاً أبعادا إقليمية ودولية،.