قال الشيخ رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق ڤسوم، إنّ الجالية المسلمة بأوربا وتحديدا بفرنسا، ستتعرض لاضطهاد كبير وستُمس في المؤسسات الثقافية والدينية والاقتصادية للمسلمين، على خلفية اعتداءات باريس، معتبرا في نفس السياق أنّ الاعتداءات ما هي إلا حصاد تدخلات فرنسا في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى. وأبدى الشيخ ڤسوم قلقا كبيرا حيال الجالية المسلمة المتواجدة بأوربا التي سحبه ستتعرض للكثير من الاضطهاد والتعسّف على خلفية الاعتداءات التي طالت العاصمة الفرنسية، حيث قال الشيخ في حوار مع "البلاد"، إن ما حصل في فرنسا ليس بدعا في أعمال العنف ولكنّه امتداد مع اختلاف في المكان والزمان، وتابع ڤسوم حديثه بأن ما حصل في فرنسا هو نتيجة تدخّلها المباشر في عديد الدول التي تشهد أوضاعا أمنية داخلية ساخنة، مضيفا أنّ عهد التدخّل بالقوة والاعتداء على إرادة الشعوب قد ولّى. وتابع ڤسوم قوله إنّ تطبيق قانون الطوارئ بفرنسا، سيعمد إلى إجراءات تعسّفية ستقلّص من حقوق وحريّة الناس، وسيكون ضحاياه الأوّلين، أعضاء الجالية الإسلامية لأنّ الأمر سيمس المؤسسات الثقافية والدينية والاقتصادية، والمستضعفون حسب ڤسوم هم المسلمون بمساجدهم ومدارسهم الخاصة واقتصادهم الهش. وأدان الشيخ ڤسوم هذا النوع من الإرهاب الذي من أسبابه كذلك، الزج بالإسلام في الحملات الانتخابية واستفزاز المسلمين بطردهم والتخلّص منهم والعمل على اختزال عدد المسلمين وحضورهم حتى يخلو الجو للمتطرّفين والمتعصّبين. وحول بعض الأصوات التي أبدت شماتة في الانفجارات، الشيخ ڤسوم رفض هذا الأمر قائلا " نؤمن بأنّ الشماتة والانتقام يأباه الإسلام"، متابعا "الضحيّة تبقى ضحيّة أيا كان، ولا يعاقب الحفيد بما عمله جدّه ولا الخلف بما قام به السلف"، كما ندّد ڤسوم بالعمل الإرهابي متضامنا في ذات السياق مع الأبرياء الذين قضوا في الحادث، مضيفا "لكن يبقى موقفنا التاريخي ثابتا ولا يتغيّر بالنسبة لما قامت به فرنسا في الجزائر". وفي سؤال حول مسألة اختطاف الأطفال في الجزائر وإمكانية تفعيل تطبيق عقوبة الإعدام، تساءل الشيخ ڤسوم أن الإعدام ينفّذه مختطفو الأطفال بتركهم جثثا هامدة على قوارع الطرقات وفي المزابل، فكيف "لحامي القانون والمجتمع أن لا ينفّذ حكم الإعدام فيمن يغتال البراءة"، وحسب ڤسوم النصوص الفقهية واضحة مصداقا لقوله تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب"، مشيرا إلى أنّ الإعدام هنا استثناء وليس قاعدة.