قدم حميد بارودي الذي عاد إلى الساحة الفنية بعد غياب طويل حفلا بقسنطينة فيه الكثير من الحنين خاصة عندما أدى أغنيته الشهيرة "كرافان تو بغداد". وأدى هذا المغني والملحن الذي برز في سنوات الثمانينيات والتسعينيات أمام الجمهور بقاعة قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، أغاني صنعت نجاحه. وبرفقة عازفين بارعين استهل حميد بارودي الحفل بأغنية "البارح" تكريما- كما قال- للراحلين محبوب باتي أحد أعمدة الأغنية الشعبية والهاشمي قروابي وذلك وسط تصفيقات الحضور. وواصل حميد بأغنية "سيدي" التي سجلها من خلال ثنائي مع المطرب المصري محمد منير رددها معه الحضور الذي يحفظها على ظهر قلب. وبإحساس كبير غنى بارودي "حكمت لقدار" التي أعجبت كثيرا الجمهور الذيأبحر في عالم فني ساحر قبل أن يؤدي وسط دوي من التصفيقات من طرف الجمهور أغنيته الخالدة "كرافان تو بغداد" التي تم تسجيلها إبان حرب الخليج 1991 والتي نال بها آنذاك لقب أحسن فنان بألمانيا. كما غنى حميد بارودي "جوالة" و"قوليلي ياما"، وذلك على وقع الزغاريد المنبعثة من أركان قاعة قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة. وعبر حميد بارودي خلف الستار عقب الحفل عن سعادته بالتقاء الجمهور القسنطيني قبل أن يعلن عن صدور ألبومه الجديد في فبراير المقبل كما أنه بصدد التحضير لشريطه الطويل الذي يتناول -كما قال- تأثير الموسيقى الجزائرية في حوض البحر المتوسط. من ناحية أخرى، استهلت السهرة مجموعة من الشباب الموهوبين الذين قدموا لوحة موسيقية من التراث الجزائري من بينهم الشاب نور الدين طيبي "ثمرة" الحصة التلفزيونية "ألحانوشباب" الذي أدى "خلوني" و أخرى فيما غنت الشابة وداد بوزيدي من بجاية "سندو" للفنان إيدير ثم "كتشيني روح" للونيس آيت منقلات. كما أعجب الجمهور الذي قضى سهرة رائعة على حد تعبير بعضهم بأداء كل منفيصل بوختاش ومالك شلوق وفرقة كواكب لتنس "الشلف"، وذلك من خلال إيقاعات الشعبي والمالوف والقناوي. وتأسف محبو حميد بارودي خاصة منهم عائلات قسنطينة؛ لنقص الاتصال؛ معتبرين أن حضور هذا الفنان بقسنطينة لم يحظ بالتغطية الإعلامية المطلوبة. ومن تنظيم ديوان رياض الفتح وبرعاية وزارة الثقافة؛ ستتواصل جولة حميد بارودي وفرقته الموسيقية ببجاية قبل أن يتوجه إلى وهران يوم 26 نوفمبر الجاري ثم بدار الثقافة "علي معاشي" بتيارت في 28 من نفس الشهر.