وقد تساعد تلك السيولة النقدية الشركات الثلاثة وهي مجموعة علي بابا القابضة المحدودة ومجموعة تينسنت القابضة المحدودة وشركة بايدو على تجاوز الرقم القياسي السنوي البالغ 30 مليار دولار بسهولة. وذلك في طريقهم للسيطرة على ما يسمى خدمات الويب على شبكة الانترنت حيث دخلت الشركات الثلاثة حالياً هذا المجال بقوة من خلال خدمات التوصيل وتجارة التجزئة على أرض الواقع. وتشير الأرقام إلى أن هذا سوق خدمات الويب بما فيه من خدمات توصيل وتجارة تجزئة يصل قيمته إلى حوالي بليون دولار سنوياً، وهو الأمر الذي يدفع الشركات الثلاثة لدخوله بقوة. وتقوم الشركات الثلاثة القيام بإجراء الصفقات بشكل سريع مثل صفقة إندماج Meituan.com وDianping.com التي وصلت قيمتها إلى 15 مليار دولار. وتوقيع صفقة إنشاء أكبر خدمة سيارات أجرة Didi Kuaidi عبر اندماج خدمتي Kuaidi Dache وDidi Dache، وكلاهما يشارك علي بابا وتينسنت. وتسعى الشركات الثلاثة المعروفة باسم BAT للوصول إلى أسواق جديدة في سبيل تجاوز الأعمال الأساسية للتجارة الإلكترونية أو الإعلان. وبإمكان مجموعة علي بابا القابضة وحدها انفاق ما يصل الى 38 مليار دولار على صفقات العام المقبل، في حين يمكن لمجموعة تينسنت القابضة انفاق 35 مليار دولار، وبإمكان بايدو انفاق نحو 15 مليار دولار. وتعمل الشركات الثلاثة علي بابا وتينسنت وبايدو على شراء او استحواذ الشركات الناشئة بشكل سريع، وتقوم برصد تمويل كبير لتلك الصفقات في سبيل تحفيز نمو الشركات المتباطئ. ويمتلئ السوق الصيني المزدهر لما يعرف بسوق O2O أو خدمات الطلب والتوصيل والتسليم عبر الانترنت باللاعبين الصغار، الذين يقدمون كل شئ ابتداءً بالتدليك والمساج ووصولاً إلى لتسليم الطعام وتقديم العمالة الماهرة. وتقوم الشركات بما فيها علي بابا وتينسنت بالتقليل من الأرباح واللجوء إلى الإعلانات الكثيرة والثقيلة والتسويق في سبيل زيادة نمو قاعدة المستخدمين لديهم بشكل سريع. وأشار المحلل تشي تسانغ في تقرير تم نشره في شهر نوفمبر إلى أن قيمة هذا السوق بشكل عام قد تشكل 1.6 بليون دولار في المجمل. وذكر المحلل أن مجموعة تينسنت الصانعة لتطبيقات المراسلة وي تشات WeChat وQQ قامت بإبرام 37 صفقة هذا العام، منها ما تم إنهائه ومنها مازال معلق، وبلغت قيمة تلك الصفقات حوالي 16.3 مليار دولار. وتأتي خلفها مجموعة علي بابا بمجموع صفقات بلغ 27 صفقة هذا العام وبلغت مجموع تلك الصفقات حوالي 15 مليار دولار، في حين قامت مجموعة بايدو بحوالي 15 صفقة بقيمة 878 مليون دولار. وتستفيد الكيانات المندمجة الصغيرة من انخفاض المنافسة بالنسبة لها، في حين أن الشركات الثلاثة الكبرى تعمل على تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتحاول تحقيق الفائدة عن طريق التوسع بشكل دائم.
