قصف وتمشيط لمرتفعات منطقة زموري ببومرداس كثفت قيادة الجيش وتيرة العمليات العسكرية في محاور محددة بولايات منطقة القبائل، في وجود مؤشرات عن حملة لافتة لقوات الجيش ضد أتباع عبد المالك دروكدال المكنّى "أبومصعب عبد الودود"، أمير ما يسمى تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وتحيل العمليات الجارية لإنذار بدخول قوات الجيش في "حرب واسعة" ضد بقايا المجموعات الإرهابية قد تمتد إلى نهاية شهر رمضان المقبل. وأعلنت وزارة الدفاع الوطني، أمس، عن القضاء على إرهابي آخر في ولاية البويرة إثر اشتباك قرب غابة الريش، ببلدية عين ترك، ولاية البويرة. فيما تم استرجاع مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة. وأشارت الوزارة إلى أن العملية العسكرية لا تزال جارية. وذكرت مصادر أمنية ل"البلاد" أن قوات الأمن المشتركة، تحاصر منذ الليلة ما قبل الماضية، عشرات الإرهابيين مدججين بأسلحة أوتوماتيكية في المنطقة الجبلية الواقعة في الضاحية الشمالية للولاية. وتقول مصادر إن عدد المحاصرين لا يقل عن الثلاثين. وحاول الإرهابيون وقف زحف قوات الأمن المشتركة، المتّجهة نحو غابات أعالي بلدية عين الترك، حيث انتقل الإرهابيون إلى المنطقة المتاخمة لغابة الريش ودخلوا في اشتباكات مع الجيش. وحسب المصادر نفسها، فإن عناصر المجموعة الإرهابية دخلت في اشتباكات عنيفة مع وحدات الجيش، ما حال في البداية دون تقدم الجنود الذين تمكنوا في النهاية من محاصرتهم في المنطقة الجبلية الغابية. واستعملت في الاشتباك المدفعية والقصف الجوي بالمروجيات لدك معاقل عناصر التنظيم الإرهابي، وسمع دوي الانفجارات على بعد مسافة طويلة. وتقول مصادرنا إن المجموعة الإرهابية حاولت تخفيف الخناق المفروض على الإرهابيين المطوقين بغابات زبوجة الواقعة على بعد حوالي 10 كلم من مقر عاصمة الولاية. وأسفر الاشتباك عن القضاء على الارهابي "ش. الجيلالي"، حسب مصادر "البلاد". وينحدر القتيل من بلدية سوق الخميس الواقعة على الحدود مع ولاية المدية وتم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد بوضياف. ووصفت العمليات الحالية التي تقودها هيئة القوات الخاصة بأنها الأكبر من نوعها منذ القضاء على 22 إرهابيا السنة الماضية، حيث يعتقد أن قوات الجيش الوطني تحاصر أمراء كتائب وسرايا تابعين لتنظيم "القاعدة". ويقود الهجوم ضباط في الجيش بمساعدة معلومات يوفرها لهم "تائبون" من التنظيم سلّموا أنفسهم إلى السلطات.من جهة أخرى، أفضت عملية تحديد هويتي المجرمين الخطيرين المقضي عليهما أمس، إثر كمين قرب بلدية تادمايت بولاية تيزي وزو، إلى التعرف على كل من "ب. عبد النور" المدعو "أبوشعيب" و«ب. عبد الرحمن" المدعو "صهيب". ولاحظ سكان في مناطق جبلية بولاية تيزي وزو حشد قوات عسكرية كبيرة تنفذ عمليات تمشيط منذ أيام، بالتوازي مع زيارات قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، إلى ولايات تحتضن "الفلول" من الجماعات الإرهابية. كما تشن قوات الجيش حملة قصف كبيرة على مستوى مرتفعات منطقة زموري الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية لولاية بومرداس. وتتنوع التقارير عن نتائج العمليات الجارية في ولايات منطقة القبائل عموما، حسب بيانات وزارة الدفاع خلال الأيام الأخيرة، بين القضاء على إرهابيين، توقيفهم، أو تسليمهم أنفسهم، وتنفيذ عمليات تمشيط، تفكيك شبكات إسناد وتفكيك قنابل وتدمير "كازمات". من جهتهم ضبط عناصر الدرك الوطني في بريكة بولاية باتنة، أربع بنادق تقليدية الصنع و5,90 كيلوغرام من مادة البارود. وبكل من تمنراست وعين قزام وبرج باجي مختار، أوقفت مفارز أربعة مهربين وحجزت سيارتين رباعيتي الدفع وجهازي كشف عن المعادن.