لابد من استراتيجية وطنية لمواجهة الظاهرة الخطيرة دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، الحكومة إلى التدخل والبحث عن حلول عاجلة لوقف حالات الانتحار وسط المتمدرسين، حيث دقت ناقوس الخطر، وعبرت عن قلقها بعد تسجيل 7 محاولات انتحار خلال الشهر الماضي، فيما سجلت عشرات المحاولات السنة الماضية ونبهت الرابطة إلى أن تزايد نسبة محاولات الانتحار لدى التلاميذ يسير في اتجاه خطير وتعدت كل الخطوط الحمراء، في ظل صمت رهيب للحكومة عن تنامي هذه الظاهرة في الوسط المدرسي، رغم مسؤولية الدولة في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية. ورفعت الرابطة في تقريرها حجم الخطر الذي يواجه المؤسسة التربوية، حيث وقفت عند حالات الانتحار وعددتها منها محاولة انتحار جماعية للتلاميذ من ثانوية شيحاني بشير بولاية خنشلة على خلفية طردهم من قبل إدارة المؤسسة يوم 23 - 10 - 2016، بعد مثولهم أمام المجلس التأديبي وذلك على خلفية شجار بين التلاميذ، وقد استدعى تطور الأحداث والوصول إلى محاولة الانتحار بالوزيرة نورية بن غبريت إلى التدخل والمطالبة بفتح تحقيق حول الحادثة لكشف ملابسات القضية، مع البحث في السبب الرئيسي للحادثة التي كادت أن تودي بحياة متمدرسين. كما عادت الرابطة إلى حالة أخرى تتعلق بمحاولة تلميذ إضرام النار في جسده بحرم الثانوية ليصاب بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة بتاريخ 31 أكتوبر 2016، وهو يبلغ من العمر 16 سنة على مستوى ولاية البليدة، حيث يدرس في المتقنة الرياضية احمد زعبانة، وقام برش جسده بمادة سريعة الاشتعال وإضرام النار في جسده، بعد أن أحضر قارورة من البنزين، الأمر الذي حول هذا التلميذ إلى شعلة من اللهب، ورغم تدخل التلاميذ والأساتذة إلا أن الحروق وصفت بالخطيرة وصنفت من الدرجة الثالثة، فيما فتح عناصر الأمن تحقيقا موسعا للكشف عن الدوافع الحقيقية من وراء محاولة الانتحار. وفي هذا المجال، يوضح السيد هواري قدور الأمين الوطني للملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن هدف الرابطة هو إطلاق جرس الإنذار من أجل لفت انتباه الجهات المسؤولة ومطالبتها بمعالجة ملف العنف المدرسي بكل أشكاله، الذي تطور إلى عنف التلميذ ضد نفسه وإقدامه على محاولة الانتحار أو الانتحار الفعلي. وطالبت الحكومة بالسعي إلى إرساء برنامج وطني لمعالجة مشكل التمدرس وعلاقة التلميذ بالمدرسة وكذلك وضع سجل وطني للانتحار يتضمن كافة المعطيات والإحصائيات الدقيقة حول هذه الظاهرة، فضلا عن وضع استراتيجية وطنية لمقاومة الانتحار، إلى جانب عدم تجاهل المشاكل والألغام الاجتماعية والتستر عليها بل السعي إلى أخذها بعين الاعتبار بجدية ومعالجتها في حينها قبل تفاقمها.