انتقل الاضطراب الجوي الذي تشهده البلاد مؤخرا، من الولايات الشرقية والوسطى للبلاد إلى الولايات الغربية منذ أمس الأول التي عرفت تساقطا كثيفا للثلوج، مما استدعى تدخل مفارز الجيش والدرك الوطني لفتح الطرقات الوطنية والولائية عبر 13 بلدية، فيما أدت موجة البرد القارص بالقرى والمداشر إلى نفوق الأغنام والأبقار ومحاصرة عدد من خيم البدو الرحّل، كما خلفت احتجاجات للمطالبة بفتح الطرقات وتوفير المؤونة وقارورات الغاز. انزلاق ترابي بدالي إبراهيم والمياه تغمر أقبية 5 جويلية بباب الزوار تسببت الأمطار المتساقطة بغزارة ليلة السبت، في انزلاق ترابي بمحاذاة مشروع إنجاز ملعب بلدي ببلدية دالي إبراهيم في العاصمة، الأمر الذي أدى إلى غلق الطريق الفرعي المار ما بين مشروع الملعب والمقبرة المسيحية، بينما شرعت مصالح الحماية المدنية في ضخ المياه وتأمين الطريق، رفقة مصالح سيال التي تقوم حاليا بإعادة تصليح شبكة مياه الشرب التي تضررت بفعل الانزلاق. أما ببلدية باب الزوار، فقد عاش سكان الأقبية بحي 5 جويلية ليلة سوداء، بعد أن غمرت مياه الأمطار المتساقطة الأقبية وأدت إلى إخراجهم من منازلهم على الساعة الخامسة صباحا، حيث استنجدوا بمصالح الحماية المدنية لضخ المياه المتسربة، في وقت أمضى الأطفال والنسوة وكبار السنة الليلة في الشارع عرضة للبرودة والأمطار، وكان المعنيون قد احتجوا مؤخرا، مطالبين ولاية الجزائر بترحيلهم وإدراجهم ضمن الرحلة ال22 المنتظر الإفراج عنها خلال الأسابيع القليلة القادمة. عاصفة "ثلجية" تضرب الجلفةوالولايات الوسطى، وأزمة غذاء وغاز ودواء تسببت ليلة الجمعة إلى السبت، الثلوج المتساقطة، على عدة مناطق بولاية الجلفة وتسمسيلت والمدية والأغواط في قطع طرق وطنية من جهة وفي قطع العديد من الطرق الولائية والبلدية من جهة أخرى، الأمر الذي كان وراء عزل بعض البلديات وكذا حجز العشرات من المواطنين داخل سياراتهم ومنهم من أجبر على المبيت في العراء وفي مواجهة البرد، حيث قطعت الثلوج كلا من الطرقين الوطنيين رقم 01 ورقم 46، وسجلت مصالح الحماية المدنية أكثر المناطق تضررا من هذه الوضعية على محور الطريق الوطني الأول بالمنطقتين المعروفتين بضاية المحلة وثنية القوافل، وهي المنطقة التي يفوق ارتفاعها عتبة 1200 متر فوق مستوى البحر ومفتوحة مباشرة على تيارات الهواء، مما جعلها أولى المناطق التي سجل فيها انقطاع تام لحركة المرور على إثر الثلوج المتهاطلة، الأمر الذي أجبر العشرات من السيارات والشاحنات والحافلات على التوقف، وشكلت السلطات الولائية العديد من خلايا الأزمة من أجل مواجهة هذه التطورات منها الخلية التي تم استحداثها على مستوى مقر الولاية المتكونة من مختلف المصالح الإدارية كالحماية، الأشغال العمومية، الدرك والأمن، المصالح البلدية والولائية، ورفع العشرات من الأفراد نداءات استغاثة إلى مختلف المصالح المعنية، مطالبين بالتدخل السريع لتحريرهم وإجلائهم. في السياق ذاته، تدخلت الحماية لإنقاذ عائلة مكونة من 8 أشخاص تقطن بحي الوئام تعرضت للاختناق بالغازات المحترقة، كم سجل سقوط بعض الأشجار فوق سيارات مركونة، على غرار ما حدث بكل من حيي بربيح والوئام. فيما خلقت الثلوج أزمة كبيرة على مستوى الأحياء القصديرية بولاية الجلفة، خاصة حي الزريعة، حيث وجد السكان أنفسهم معزولين عن العالم الخارجي بشكل كامل، خاصة مع إقدام أصحاب "العدادات" التي تزود الحي المذكور، على قطع التمويل الكهربائي، مخافة حدوث شرارات كهربائية بفعل هذا الجو، وهو الأمر الذي أدخل الحي في ظلام دامس، زاده انعدام التمويل بغاز البوتان وأيضا انعدام الماء الشروب، فيما يتواصل مسلسل المضاربة بقارورات غاز البوتان رغم إعلان مصالح نفطال عن رفع حصة التزود بهذه المادة الحيوية للولايات المعنية بالاضطراب الجوي، حيث استعمل السكان في القرى والمداشر الحطب لأجل التدفئة، بينما ظلت عائلات محاصرة تحت الثلوج والبرد بسبب استحالة جمع الحطب الذي غطته الثلوج، بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير وخلق أزمة غذاء خانقة، رغم قيام مفارز الجيش والدرك والأمن الوطني بحملة لتوفير المؤونة والأغطية للعائلات المحتاجة والمحاصرة في القرى والمداشر، بينما تستمر المدارس في إقفال أبوابها أمام التلاميذ للأسبوع الثاني على التوالي. مناطق منكوبة بتيبازة ووفاة أربعة أشخاص غرقا في الأوحال وبولاية تيبازة، أدت الأمطار المتساقطة بغزارة إلى فيضان الوادي الذي يعبر بالقرب من بلدية سيدير اشد والطريق الولائي رقم 106 والطريق الوطني رقم 67، إضافة إلى انهيار بنايات طوبية ببلدية الحطاطبة وانزلاقات خطيرة للتربة على مستوى ذات البلدية. كما تدخلت مصالح الحماية المدنية في كل من بلديات حجوط وشرشال والقليعة بعد ترسب المياه إلى داخل منازل المواطنين. وتحولت بلدية سيدي راشد والحطاطبة شرق ولاية تيبازة إلى منطقتين منكوبتين وتوقف حركة المرور، كما غرقت مساحات كبيرة من الأراضي الفلاحية بعد انسداد القنوات بالجهة العلوية الشمالية لبلدية سيدي راشد، كما اجتاحت المياه العيادة المتعددة الخدمات ومقر الأمن ومحطة البنزين. فيما لقي أربعة أشخاص في مختلف الأعمار حتفهم بعد أن غرقوا في الأوحال، حيث تم نقلهم من طرف مصالح الحماية المدنية بعد انتشالهم إلى مستشفى القليعة شرق الولاية، وتسجيل أضرار بالغة بالملعب البلدي والمسجد المركزي بوسط المدينة بعد أن تسربت كميات كبيرة من المياه إلى داخله وهو السيناريو الذي يتكرر في كل سنة. بينما شكلت الولاية أمس خلية أزمة من أجل متابعة الوضع عن كثب رفقة مديرية الأشغال العمومية ومصالح البلديات من أجل إزالة الأوحال من الطرقات ومصالح الحماية المدنية من أجل الاستعداد الدائم للتدخل في حالة وقوع أي طارئ، كما طالب بتقارير دورية من أجل إيجاد الحلول العاجلة. 23 طريقا وطنيا و14 طريقا ولائيا مغلقا عبر 13 بلدية وأفراد الجيش والدرك يكافحون لفتحها من جهة ثانية، كشفت خلية الاتصال بالقيادة العامة للدرك الوطني، عن أن الاضطراب الجوي الذي مس الجهة الغربية للوطن خاصة، التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج على المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر، تسبب في تأثر شبكة الطرقات عبر أقاليم 13 ولاية وفي مقدمتها ولاية تلمسان، عين الدفلى، الجلفة، البليدة، البيّض، الأغواط، تيسمسيلت، جيجل، سطيف، البويرة، تيزي وزو، بجاية وميلة، مما انجر عنه تسجيل 23 طريقا وطنيا و14 طريقا ولائيا مغلقا في وجه حركة المرور، أين تقوم المصالح المعنية رفقة أفراد الدرك الوطني وأفراد الجيش الوطني الشعبي إلى غاية الساعة بإزالة الثلوج من المسالك المذكورة، بغية إعادة فتحها في وجه حركة المرور وتقديم يد العون والمساعدة للعائلات المتضررة وللسائقين المحتجزين في الطرقات المقفلة، فيما كشفت خلايا أمن الطرقات أن الولايات الأكثر تضررا من تساقط الثلوج هي تلمسان، البيّض، عين الدفلى، الجلفة وتيسمسيلت. وبصفة أخص الطريق الوطني رقم 01 العابر لإقليم ولاية الجلفة. والطرق الوطنية رقم 06-06أ-47 العابرة لإقليم ولاية البيّض والأغواط، إلى جانب الطرق الوطنية 15-30-33 العابرة لأقاليم ولايتي البويرة وتيزي وزو. ونص بيان الدرك الوطني حاثاً مستعملي الطرقات على مضاعفة مسافة الأمان بين المركبات، وعدم الانشغال بغير الطريق، بالتصفح اليومي للموقع الإلكتروني "TARIKI.DZ'' الذي يوفر معلومات آنية عن حالة شبكة الطرقات، وأيضا الرقم الأخضر 1055 للاتصال عند أي طارئ. وفاة 14 شخصا بين الطرقات والاختناقات وإنقاذ 103 آخرين من الموت بغاز الكربون وفي سياق متصل، سجلت مصالح الحماية خلال ال48 ساعة الفارطة، 5485 تدخلا بمناطق مختلفة من الوطن، منها 4 حوادث مرور تسببت في وفاة 4 أشخاص في مكان الحوادث وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، أخطر حادثين تم تسجيلهما بولاية باتنة. كما قامت مصالح الحماية المدنية بالتدخل من أجل إنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية ل103 أشخاص مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة المختلفة في عدة ولايات من الوطن، حيث تم التكفل بالضحايا في عين المكان ونقلهم إلى المؤسسات الاستشفائية، مع تسجيل 10 حالات وفاة مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة بكل من ولايات ميلة والبويرة والمسيلة. الأرصاد الجوية تحذر من استمرار الاضطراب الجوي وتساقط الثلوج من جهة ثانية، حذرت نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية، من أمطار غزيرة ستشهدها الولايات الغربية والمناطق الوسطى الغربية للوطن، التي ستمس كل من ولايات عين تيموشنت، وهران، سيدي بلعباس، مستغانم، معسكر، الشلف، غليزان، تيسمسيلت، شمال تيارت، وغرب عين الدفلى، على أن تتجاوز كميات الأمطار المتوقعة 60 ملم محليا طيلة مدة صلاحية النشرية الخاصة إلى غاية مساء اليوم الأحد. كما تشهد مرتفعات غرب ووسط البلاد التي يصل علوها إلى 600 متر تساقطا للثلوج ويتواصل تساقط الثلوج على ولايات المدية والبويرة وسطيف وبرج بوعريريج وتيزي وزو، حيث سيبلغ سمكها أو يتجاوز 25 سم محليا.
