الفريق أول السعيد شنقريحة : "القيادة العليا للجيش تولي اهتماما كبيرا للاعتناء بمعنويات المستخدمين"    عطاف يستقبل بالرياض من قبل رئيس دولة فلسطين    مشروع بلدنا سيجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى الجزائر    جدد دعم الجزائر لجميع القضايا العادلة في العالم.. قوجيل يشجب تقاعس المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية    عكس اللوائح .. قرار يصدر "الكاف": هل ستجرى مباراة إياب نصف نهائي بين اتحاد العاصمة ونهضة بركان؟    الجولة 24 من الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس": تعادل منطقي في داربي الشرق بين أبناء الهضاب وأبناء الزيبان بين والساورة تمطر شباك اتحاد سوف بسداسية كاملة    بيانات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي: الإسهام رقم 20 ..عمورة ينافس صلاح وتيسودالي في إحصائية مميزة    أمن دائرة بابار : معالجة قضايا وتوقيف أشخاص وحجز مخدرات    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    الطاهر ماموني : المحكمة العليا حريصة على مواكبة جهود الدولة في مجال الرقمنة    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    استفادة كل ولاية من 5 هياكل صحية على الأقل منذ 2021    تقرير لكتابة الدولة الامريكية يقدم صورة قاتمة حول حقوق الانسان في المغرب و في الأراضي الصحراوية المحتلة    عطاف يستقبل رئيس مفوضية مجموعة "إيكواس"    الدورة الدولية للتنس بتلمسان : تتويج الجزائرية "ماريا باداش" والاسباني "قونزالس قالينو فالنتين" بلقب البطولة    ألعاب القوى/ الدوري الماسي-2024 : الجزائري سليمان مولة يتوج بسباق 800 م في شوزو    وزير الداخلية: الحركة الجزئية الأخيرة في سلك الولاة تهدف إلى توفير الظروف الملائمة لإضفاء ديناميكية جديدة    عين ولمان في سطيف: تفكيك شبكة ترويج المخدرات الصلبة "الكوكايين"    وزير النقل : 10 مليار دينار لتعزيز السلامة والأمن وتحسين الخدمات بالمطارات    العدوان الصهيوني على غزة: سبعة شهداء جراء قصف الاحتلال لشمال شرق رفح    بن ناصر يخسر مكانه الأساسي في ميلان وبيولي يكشف الأسباب    جيدو /البطولة الافريقية فردي- اكابر : الجزائر تضيف ثلاث ميداليات الي رصيدها    بوغالي يؤكد من القاهرة على أهمية الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي    أهمية مركزية لمسار عصرنة قطاع البنوك وتفعيل دور البورصة في الاقتصاد الوطني    محسن يتكفل بتموين مستشفى علي منجلي بخزان للأوكسيجين بقسنطينة    جسدت التلاحم بين الجزائريين وحب الوطن: إحياء الذكرى 66 لمعركة سوق أهراس الكبرى    فايد: نسبة النمو الإقتصادي بالجزائر بلغت 4,1 بالمائة في 2023    حوادث المرور: وفاة 16 شخصا وإصابة 527 آخرين بجروح خلال 48 ساعة الأخيرة    برج بوعريريج : فتح أكثر من 500 كلم المسالك الغابية عبر مختلف البلديات    ندوة وطنية في الأيام المقبلة لضبط العمليات المرتبطة بامتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا    النشاطات الطلابية.. خبرة.. مهارة.. اتصال وتعاون    الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات: مضمار الرياضات الحضرية يستقطب الشباب في باب الزوار    غزة: احتجاجات في جامعات أوروبية تنديدا بالعدوان الصهيوني    42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    توقيف 3 أشخاص بصدد إضرام النيران    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم اللقاء الوطني الأول لصناع المحتوى الكشفي    تفاعل كبير مع ضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة : بن مهيدي يصنع الحدث و غزة حاضرة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    شهد إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية: فلسطين ضيفة شرف المهرجان الوطني للفلك الجماهيري بقسنطينة    رئيس لجنة "ذاكرة العالم" في منظمة اليونسكو أحمد بن زليخة: رقمنة التراث ضرورية لمواجهة هيمنة الغرب التكنولوجية    بطولة الرابطة الثانية: كوكبة المهدّدين بالسقوط على صفيح ساخن    بهدف تخفيف حدة الطلب على السكن: مشروع قانون جديد لتنظيم وترقية سوق الإيجار    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    بلمهدي يلتقي ممثلي المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن مرافقة الدولة لفئة كبار السن    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    على السوريين تجاوز خلافاتهم والشروع في مسار سياسي بنّاء    استغلال المرجان الأحمر بداية من السداسي الثاني    ضرورة وضع مخطط لإخلاء التحف أمام الكوارث الطبيعية    قصص إنسانية ملهمة    "توقفوا عن قتل الأطفال في غزة"    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"البلاد " في زيارة لمدينة الحزب الحاكم " قونيا " التركية

حينما قررت الخطوط الجوية التركية أن تكون تأشيرة سفرنا باتجاه ما نُسميه الأفق المفتوح كان يخالجنا شعور غريب بأننا سنعيش مغامرة في بلاد الأناضول ، وبمجرد أن حلقت بنا الطائرة حدود المكان حتى غشانا نوعا من السحر، كان الساعة الثانية صباحا موعد وصولنا إلى قونيا وكان لا بد أن نهتدي وسط هذا الظلام الدامس ولأن "وكالة دعم وتطوير الإستثمار" بتركيا والخطوط الجوية التركية " كانت بساط الريح الممتد بين العاصمة الجزائرية وتركيا ، فإن وصولنا بعد منتصف الليل كان أشبهُ ب تيهٍ أضاءته خدمات الخطوط الجوية الحيدة ولنا أن نتخيل ليل كالح تتوسطه الطائرات العثمانية فعبر ها" لا يمكنك أن تتوه ولو كنت ضائعا .
رحلة الخطوط الجوية التركية فيها ألف قصة وقصة
لا يختلف اثنان إن رحلة لوفدها الصحفي رحلة غير عادية ولم تكن زيارة بسيطة وسياحة تعودنا عليها ولكنها كانت رحلة من زمن إلى آخر ومحطة أعدمت معنى الوقت واختزلت التاريخ في نقطة امتزاج بين الماضي والحاضر و"مصطفى كوكصو "كبير مستشاري وكالة دعم وتطوير الاستثمار الذي كان رحلة التواصل إلى هناك حيث جمال الطبيعة ..وقداسة المكان وروعة الوجود وكان اختياره للصحفيين محطة من محطات الجمال و كان يدري أي سحر هناك ليهدي للصحفيين الذين انبهروا بآيات الله في الجمال ..الخطوط الجوية التركية هذه المرة تجاوزت حدود الايصال العادي لتنقلنا من التواصل العادي إلى التواصل الزمني حيث السحر والجمال والروعة في قلب عاصمة السلاجقة.
منح فريق وكالة دعم وتطوير الاستثمار الصحافة عالم آخر ورحلة فيها ألف قصة وقصة..ورحلة استنشقنا عبيرها في كل موطأ مررنا به فلكل مكان في قونيا قصة وواقعة وجذور حكاية قديمة تمزج بين الأسطورة والحقيقة.. فإلى الرحلة.. زيارة عرفنا فيها ان تركيا حضارة عظيمة لا تتوقف في اسطنبول بل في كل الاراضي العثمانية كما ألقينا بأقدامنا في قرى وجبال .. المنطقة إحدى روائع السياحة.
مرحبا في موطن الدراويش
بمجرد أن نزلت بنا الطائرة في قونيا في حدود الثانية صباحا وجدنا ردا لسؤالنا الذي طالما حيرنا والمتمثل كيف تستقطب تركيا كل سياح الغرب والعرب ، وأدركنا أيضا لماذا تلقب قونيا بعاصمة السلاجقة يتعانق فيه السكون مع القديم فتتمخض عنه محافظة رائعة مدهشة هي قونيا. انطلقنا في رحلة في سكون غامض يلف فضاء لانهائي لمنطقة مسحورة لم تفك طلاسمها بعد فقونيا تتمتع بتراث ثقافي عريق إزدهرت به على مدى القرون الماضية كما تمثل الجسر الثقافي التي انصهرت بها الثقافات والأفكار والفلسفات العديدة لتخلق بلداً يتجدد جماله الخلاب على مر السنين
وصلنا إلى هذه لمنطقة الساحرة في حدود الثانية صباحا بعد الانطلاق على الساعة الخامسة مساءا من مطار هواري بومدين بالعاصمة فبالرغم التعب الذي نال منا إلا أن الهدوء الذي يرمي بثقله في كل مكان و لا يقطعه إلا زمهرير يحمل معه برداً قارصاً عرف كيف يشعرنا بالرغبة في التفطن أكثر لتذوق أسرار تحاكيها قونيا الصوفية الصامتة لا يفك ألغازها إلا عليم بأن تركيا عاصمة العالم.
استيقظنا صباح الموالي مبكرين بنسمة جمال الطبيعة المتألقة تحت سماء ربيعي تزينه من حين إلى أخر قطع من السحاب الأبيض المتسابق في أرجائها زرافات زرافات وكأنه قطعان من الظعن قد خرقت سنن الجاذبية ومن تحتها زخرف احبك نسيجه الخالق المصور تتجاور فيه جبال الطاووس المتموجة في تشكيلات هندسية بديعة وحدائق تئن عروفها بغلال من أجود ما في الأرض انطلقنا في رحلة استكشافية نحو مدينة قونيا التي تقع وسط جنوب الأناضول، و تُعد بداية التاريخ التركي، ومهد حضارات كثيرة وطأت أقدامها واتخذتها عاصمتها الثقافية والاقتصادية، و التي بلغت ذروة مجدها عندما كانت عاصمة السلاجقة قبل الغزو المغولي، أما اليوم فهي معقل الإسلاميين في تركيا.
ووفقا للشروحات الدليل السياحي تأثرت قونيا بروح وفلسفة وأفكار العالم الصوفي جلال الدين الرومي، الذي أسس طائفة الدراويش المولوية، مما جعلها مدينة روحانية دينية، وواحدة من الأماكن الأكثر تحفظًا في البلاد ، وتعدّ معقلاً رئيسياً لحزب العدالة والتنمية الحاكم. يتوزع في المدينة نحو 3 آلاف مسجد.
ووفقا لنفس المسؤول السياحي فتعد قونيا من أكبر المدن التركية وأجملها، ومن أقدم المدن التاريخية، حيث يرجع تاريخها إلى نحو 7000عام و تعتبر المنطقة الأهم دينيا حيث تحوي العديد من المتاحف و المساجد و الآثار و المباني المعمارية الرائعة التي تدل علي عبقرية السلاجقة و هذا ما يجعلها مقصد للعديد من السياح من جميع أنحاء العالم.
مولانا مر من هنا ..... قبره مركز حجّ يؤمّه الملايين
في اليوم الأول من الزيارة توجهنا إلى متحف "مولانا" الذي تم إفتتاحه يوم 2 مارس 1927 ، من أهم رموز مدينة قونيا التركية حيث يضم قبر الزعيم الديني و الشاعر مولانا جلال الدين الرومي في القرن ال 13 و هو أول من أسس طائفة الصوفية الطريقة المولوية مقام جلال الدين الرومي كتب على بوابته الرئيسية «يا حضرة مولانا»، ترتفع فوق بوابته الداخلية عبارة «كعبة العشاق»، حيث يزدحم الزوار وسط روائح البخور وصوت الموسيقى. ولا يكادون يمرّون أمام قبر الرومي حتى يخيّم عليهم خشوع لافت، فيتلون الفاتحة وآيات من القرآن وهم يبكون، ثم يجولون في أرجائه التي تضم مصاحف ومخطوطات تاريخية، في ظل إجراءات أمنية تمنع التصوير.
المتحف بالعديد من الحدائق و الورود كما يمكنك مشاهدة الضريح الذي هو محور العديد من أجل العبادة و حتي وقتنا هذا .يقع قبر مولانا في مكان بعيد محاط بعدة مقابر لبعض العائلات كما يحوي المتحف العديد من المعروضات الدينية و بعض الصور الخاصة المتعلقة بحياة الدراويش .ويضم هذا المتحف كل ما يتعلق بتعلم هذه الطريقة، من ألبسة، ومعدات، وأجواء موسيقية، إضافة لأضرحة جلال الدين الرومي، وعدد من أفراد عائلته، وأصدقائه من متبعي هذه الطريقة.
وكان قد تم بناؤه عام 12744م، تحت إشراف المهندس المعماري بحر الدين تبريزلي، وترتكز الطبلة الأسطوانية للقبة على أربع أعمدة، والقبة نفسها مزخرفة بالخزف الفيروزي.
وليس بعيدا عن المكان زرنا مسجد علاء الدين بدأ العمل في البناء تحت حكم السلطان مسعود الأول، عام 1116م، وأُنجز في ظل حكم السلطان علاء الدين كيقباذ الأول سنة 1237م، ودفن فيه الكثير من السلاطين، و تحديدا الذين حكموا تركيا في الفترة ما بين 1156م و1283م.يبلغ طوله 71 مترا، وعرضه 56 مترا، وتحتوي جدرانه على منقوشات خشبية قيمة.
في برح السلاجقة حيث تدور المطاعم
وفي نهاية اليوم اصر الوفد المرافق لنا على تناول وجبة الغذاء في برج السلاجقة وهو عبارة ناطحة سحاب مؤلفة من 42 طابقا (بارتفاع 163 متر)، وبذلك يكون أطول ناطحة سحاب في منطقة وسط الأناضول. انتهى بناؤه في عام 2006، ويضم 41 و42 مطاعم تدور على مسار معين دورة كاملة كل ساعة مما مكننا من التمتع بالمناظر الخلابة لمدينة قونيا مع تذوق أشهر مأكولاتها منها طبق التريد المعروف في المنطقة ويتميز مطبح الاتراك بقونيا بصورة خاصة بطبخ اللحم والبقوليّات ومنتجات الألبان مثل الجبن والزبادي والبرغل (البر المسلوق) والمعجنات. كما يشتهر بطبخ الخضراوات والفواكه المجففة..
بالرعم من كثافة البرنامج إلا أن الدليل السياحي أصر على زيارة مسجد العزيزية الذي يعد واحد من أفخم مشاهد العمارة الهندسية حيث بنيت في عام 1676 من قبل مستشار المحكمة العثماني مصطفي باشا و يشهد هذا المسجد مئذنتين رائعتين مزخرفة بألوان زاهية مثير للأهتمام و جذاب.
مسجد السلطان سليم يشهد على سلطان العالم
لم نفوت الفرصة لزيارة مسجد السليمية نسبة إلى السلطان سليم ابن السلطان سليمان
يقع مسجد السليمة في مواجهة مسجد مولانا و قد بني بين عامي 1566 و 15744 بتكليف من السلطان سليم الثاني . يمكنك التمتع برؤية هذا المسجد في المساء حيث تضاء من أجله الأنوار و يضم الطريق الرئيسي له العديد من المقاهي و المطاعم التي يمكنك من خلالها الاسترخاء و مشاهدة منظر المسجد و المأذن مع احتساء كوب من القهوة أو الشاي
هنا يستبرك العرسان .... في حديقة اليابان
كما تضمن برنامج رحلتنا أيضا زيارة الموقع التحفة حديقة اليابان وهي من أهم مناطق الجذب السياحي فيها وهي منتزه رائع الجمال وتتكون من بركة صغيره وأشجار مرتبه وتلال خضراء وهي حديقة المناظر الطبيعية وقد خصصت هذه الحديقة للاسترخاء والاستمتاع بجمال المناظر الخلابة
والحديقة مجهزه بمسارات للمشي والتجول وتتواجد فيها التلال الصغيره الرائعة والتي يمكنك الصعود عليها وإمكانية رؤيتها من الأعلى حيث سترى مجموعه مذهله من أشجار بالإضافه للجداول والبرك المتواجدة في الوسط ويتبرك العرسان في تركيا عبر المرور قي سقينة وسط مياه الحديقة
قرية سيلي .... رمز المسيح المضطهدين
من موطن الروحانية والطريقة المولاوية توجهنا في اليوم الموالي من الزيارة الى قرية "سيلي" واصر كبير مستشاري وكالة دعم وتطوير الاستثمار علينا على عدم تناول وحبة فطور الصباح لاكتشاف مفجأة بقرية سيلا وهي قرية صغيرة تقع علي حافة المدينة و تعتبر وجهة مفضلة للعديد من السكان الأصليين لمدينة قونيا وجدناها كما أوحى إلينا عروسا فهرة الجمال بسحر قاتل للملل فاتنة تتقلب في ألوانها كطائر الجنة تغازل وتداعب الحضور على حد سواء على قدر ما حبا الله من سعة إدراك الجمال حين يحضر وتذوقه كما يليق حضور حقيقي للجمال في أروع صورة كان رفيقنا في الرحلة ودليلنا الأول قادنا طيلة أيام الرحلة عبر الزمان والمكان توقفنا عند أبرز المعالم البيزنطية كنيسة سيلا التي بنتها هيلينا والدة الإمبراطور قسطنطين عام 327، عندما مرت في قونيا وهي في طريقها إلى القدس. وموقع تشاتالهويوك أو ضهر الشوك الأثري، الذي اكتشف عام 1958، وهو من المواقع الأولى التي سكنها الإنسان، وحوّلها الى قرية تتمركز الحياة فيها حول أول معبد في العالم يعود تاريخه الى 9000 سنة قبل الميلاد.
كيلومترات معدودة وصلنا الى هذه القرية إلى القمم الجبلية وكان بركانا قد رجف بالأرض فاحتمل الجبل ليكون آية وأيتها قبر شيد بالطريقة التركية المنطقة لم تكن لدي المعلومات الكافية عن القرية ولكن مولانا جلال الدين الرومي جعل من القرية موطنا للمسيحين المضطهدين .تمتعنا بوحبة فطور الصباح في مطعم إحدى حرائر تركيا المطعم بديكوره الخاص يستهوي السياح من كل البلدان لتناول الوجبة الكاملة وسط الطبيعة في جو مريح
بعد وجبة الفطور واستكشاف المنطقة انطلقنا في زيارة أخرى الى حديقة الفراشات الاستوائية التي تحوي ازيد من 3 الاف نوع من الفراشات انواع وأشكال وألوان مختلفة و مبهجة ، من اهم الفراشات التي تستطيع مشاهدتها داخل الحديقة فراشة أبوللو وفراشة Morpho، وفراشة الاميرة الحمراء والفراشة الزرقاء التقليدية للفراشات ألوان غاية في الجمال والبهجة مرسومة بأشكال هندسة بديعة تفرز الفراشة صبغات تعطي لها الألوان بفضل عكس اشعة الشمس، بالحديقة من الاعلى زجاج يسمح بدخول الشمس إلى الفراشات لكي تستطيع افراز الصبغات لتغير وألوانها، تعيش الفراشات في جميع انحاء العالم لكن اكثر الانواع تعيش في الغابات المدارية والحقول والغابات الاستوائية على قمم الجبال الباردة وبعضها في الصحاري الحارة، تهاجر الفراشات لمسافات طويلة في فصل الشتاء بحثًا عن الدفء للمناطق الدافئة لذلك الحديقة مجهزة لدرجة حرارة دافئة .
تم بناء الحديقة بتكلفة ضخمة تحتوي على عدد من الفراشات التي تطير في الحديقة الاستوائية المجهزة، حيث تم تكييف الحديقة على دراجة حرارة 26-28 درجة مئوية مع نسبة رطوبة ثابتة تتراوح من 70 إلى 80 % تقدر المساحة الاجمالية للحديقة ب7 ألاف و600 متر مكعب بالحديقة حوالي 40 نوعًا من الفراشات تتطاير داخل الحديقة لتي بها عدد من الزهور تمتص الفراشات منها الرحيق .
الرقص الدائري مشاعر روحية و وجود إلهي
كانت أخر محطتنا من الزيارة التوجه إلى مركز الثقافة بقونيا للتمتع برقصة المنطقة التي تعرف بالرقص الدائري في مركز مولانا الثقافي القريب من المقام الذي تتسع قاعته ل 2600 شخص توحدنا القاعة مملئة بكاملها، حيث تمتعنا برقصات الفرقة المولوية بعرض الفتلة المولوية. ، ما يعرف بالرقص الدائري لساعات طويلة. و يقوم مبدأ الرقصة على أن يقف الشيخ في وسط الدائرة ويصطف حوله الراقصون، وتبدأ الأغاني التي يدور الراقصون على إيقاعها بشكل دائري، وهم يعتقدون بأن هذه الرقصة الدينية تدخلهم في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء التي تبعدهم عن العالم المادي، وتأخذهم إلى الوجود الإلهي.
في كرامان ماتت العربية وولدت اللغة التركية
في اليوم الاخير من الزيارة توجهنا رفقة الدليل السياحي الى كرامان وبمجرد الانطلاق في رحلتنا الاستكشافية لمنطقة لم نكن نعرفه سوى عبر الحضارات المتعاقبة شرع المسؤول السياحي حذيفة في شروحات عن بلدته بكل اعتزاز وافتخار لم نكن نحتاج إلى شروحات المهم هو أن المنطقة أخذنا سحرها بطبيعتها الخلابة
وهي أحد أهم المراكز في فترة انتشار الديانة المسيحيّة، وهي المدينة التي نشر فيها الحاكم التركي كارامان أوغلو محمد بك استخدام اللغة التركية بدلا عن اللغتين الفارسية والعربية، كما عاش في رحابها مولانا جلال الدين الرومي والشاعر الصوفي يونس أمره، إلا أن موضوعنا اليوم هو الحديث عن أكلات هذه المدينة فقط.
و برمج لنا الدليل السياحي في اخر يوم زيارة إلى قرية لا اتذكر اسمها لكن بناءات القديمة التي كان يتسلقها الإنسان التركي الأول بقيت راسخة في ذهني كيلومترات عديدة تفوق 100 كلم عبر طرق متعرجة سار بين التشكيلات الصخرية الجبلية لنطل بعدها على بناءات جبلية بديعة استأثرت الطبيعة الجبلية للمنطقة بسحرها وكأنها تضن به لا تبدي زينته ألا لمن يدفع الثمن مسبقا بشيء من الجهد وقدر من الفضول والتطلع إلى ما وراء الربوة وسط القرية الجميلة ألقى للناءات في بطن الحبل ولان البرد كان قارسا بالمنطقة اب سكان القرية الا ان نتذوق الشاي التركي قبل مغادرة المنطقة
فى النهاية السياحة فى مدينة قونيا التركية لها طابع خاص وفريد حيث المبانى والمساجد مضت والمتاحف العريقة الذى يرجع تريخها الى عصور قديمة غادرنا المدينة وكلنا امل للعودة تانية الى هذه المدينة الكريمة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.