هل ما يحدث داخل الأفلان من توتر وحراك أمر داخلي أم هو انعكاس لتذبذب حاصل في العلاقة بين طرفين في السلطة؟ المتتبعون لشأن الحزب العتيد يرون أن الطرف الثالث في معادلة الصراع على القيادة والكراسي مجرد كائنات سياسية متهارشة على قصعة الحزب، وأنهم ليسوا أقل قصرا في تسيير حزب كبير مثل جبهة التحرير الوطني من غيرهم، ومن المؤسف أن قيادات هذا الحزب سمحت بفتح جبهة من النقاش الهامشي لإضعاف مستوى الجدل السياسي في البلاد عندما سلمت قوائم الحزب لنزوات الأشخاص بدلا لمسطرة المعايير التي تم وضعها للترشح. كما أن غياب الثقل التاريخي والرصيد النضالي القوي لدى غالبية العناصر التي تقود الحزب في الوقت الراهن أضعف العتيد بحسب مراقبين وجعله لا يختلف عن أي جمعية رياضية أو لجنة حي يتهارش من حولها الطامحون والطماعون، فقد ظل الصراع حول الأفلان حول السياسات والأفكار وليس حول المناصب والمغانم وتصدر القوائم، ومن المؤسف أن يفرّ بعض الوزراء المترشحين بقوائمهم إلى شقق ومكاتب مغلقة لإعدادها بعيدا عن هياكل ومؤسسات الحزب كما تسرب من هنا وهناك .. لذلك نقول إن الصراع الدائر الآن داخل الأفلان خطأ جسيم بالنسبة لمستقبل الحزب، فلم نسمع من أعضاء اللجنة المركزية إدانة واحدة لصمت الحزب عن سحب مشروع قانون تجريم الاستعمار أو التلاعب بالحاصل في المنظومة التربوية وقبله قانون الأسرة وفتح السمعي البصري وغيرها من القضايا المصرية، بلخادم أخطأ كثيرا، لكن خصومه المتصارعين على القوائم من هنا وهناك ليسوا بالبديل الذي يستحق الأفلان.