قالت الروائية الشابة هدى درويش في اتصال هاتفي مع "الجزائرالجديدة" أن الرواية الجزائرية لا زالت تفتقر إلى الطابع الشمولي العام، وبذلك بتقوقع الروائيين على أنفسهم ،وكونهم محصورين في إطار صيغة ككتابتهم عن همومهم الشخصية ،ومشاكل المجتمع الجزائري، وأرجعت هدى درويش ذلك إلى عادات وتقاليد المجتمع الجزائري المحافظة ،وتدعوا بالمقابل إلى ضرورة توسيع الكتاب من أفق الكتابة كالمواضيع الإنسانية التي تهم الإنسان في هذا العالم، وذلك حسبها لكسر حاجز المحلية والظرفية في الطرح لتجعل الآخر يقرأ لنا، وبالمقابل ترى الكاتبة أن الكثير من الأدباء يكتبون فقط من أجل الكتابة ،أو المذهب البر ناسي ، ما جعل -حسبها- مواضيع الرواية منغلقة وأعطت الكاتبة مثلا عن رواية الأرض والدم لمولود فرعون التي -حسبها- تحوي تصويرا فنيا رائعا، لكنها تفقد هذا البريق بمجرد عبورها لحدود الوطن بسبب طابعها المحلي الذي كتبت به وغوصها في هموم الجزائري دون غيره، الأمر الذي يحد من تداولها خارج الحدود، ولهذا تدعو هدى درويش الكتاب والروائيين الجزائريين إلى ضرورة الكتابة بانفتاح وتطلع إلى أفق أوسع، وأن بضع الروائيون نصب أعينهم ليس القارئ الجزائري فقط بل القارئ العام لتمس أكبر عدد ممكن من القراء وتصبح كتاباتهم تقرأ نطاق واسع من العالم وذلك لن يتأتى إلا بكسر حواجز الجغرافيا في الطرح ومناشدة المواضيع الإنسانية جمعاء، وحتى لا تظلم محدثتنا الكتاب الذين يتحدثون عن مشاكل وهموم الجزائري تقول أنه إذا كانت الرواية تحكي عن مواضيع خاصة كموضوع الثورة التحريرية فيحب على الروائي أن يكتب بحس فني راقي يجعل من الآخر يقرأ لنا، وبالتالي إخراج تلك المواضيع من أطرها الضيقة إلى أفق وأوسع وأعطت درويش مثلا الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي التي حسبها، تمتلك طريقة تصوير راقية جعلت من أعمالها الأدبية تعبر الحدود وتقرأ خارج الجزائر لغوصها بطريقة متفتحة على الآخر في مواضيع الأنا، والموازاة مع ذلك عرجت المتحدثة على موضوع الكتابة الفرنكوفونية في الجزائر وقالت إلى هذا النوع من الكتابة، وأرجعت ذلك إلى طبيعة المجتمع الجزائري الذي يحتفي أكثر بالأدب الفرنكوفوني وكذلك إلى الاهتمام الذي يلقاه الكتاب الفرنكوفوني على حساب الكتابة المعربة والتي تعاني حسبها من إجحاف المهتمين اتجاهها وهو المشكل الذي يجب الالتفاتة إليه وتداركه، ومن العراقيل أيضا التي تعترض الكتابة الروائية في الجزائر ترى هدى درويش أن النقد مغيب باعتباره عامل مهم من عوامل نجاح الرواية، وقالت في هذا الشأن أن أغلب النقاد يبنون أحكامهم على أسس هشة جدا وبعيدة عن البحث المعمق والعلمي وأغلب هذه الأحكام تتحكم فيها الأهواء والآراء الذاتية التي لا تخدم الأدب والكتابة الروائية بالخصوص، وتدعوا في هذا الإطار النقاد إلى ضرورة تناول الروايات وخاصة الجديد منها كموضوع للدراسة العلمية البحثة وتقديم الآراء حول هذه الأعمال، وذلك للنهوض بالرواية الجزائرية لتصبح مقروءة ومعروفة على السواء. صباح شنيب