انطلق تلاميذ السنة الرابعة متوسط أمس، في اجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط التي ستسمح للناجحين فيها بالانتقال من الطور الإكمالي إلى طور الثانوي . و تعتبر هذه الشهادة إحدى المراحل المصيرية في المسار العلمي لطالب العلم ، كما تعدُ البوابة المطلة على كل من الثانوية وبالتحديد البكالوريا ، لتفتح هذه الأخيرة دورها الآفاق للطالب نحو الدراسات العليا. لم يجد المقبلون على امتحانات شهادة التعليم المتوسط في الأيام القلائل التي كانت تفصلهم على الامتحانات شاغلا ، سوى الحفظ و المراجعة، إذ لا يطيب لهم طعام ولا يحلو لهم منام ، لا قبل الاختبار ولا بعده، و لم يكتفي أكثرهم بالدروس المدوّنة على الكراريس وبعض الكتب شبه المدرسية والحوليات، بل تجدهم يبحثون عن الدروس المفقودة وأسئلة السنوات الماضية ، على منتديات الشبكة الإلكترونية و بعض الأقراص المضغوطة المحتوية على المقرر الكامل ، بالإضافة إلى بعض المواضيع المصحوبة بالحلول والإجابات الصحيحة . ولقد تنقلت "الجزائر الجديدة إلى أحد مراكز الامتحان بالعاصمة ساعة دخول الامتحان ، و استفسرت بعضا منهم عن حالتهم النفسية ، ومدى جاهزيتهم للامتحان، خاصة وأنه سيبدأ بإحدى أهم المواد ، وهي اللغة العربية والفيزياء . الساعة السابعة ونصف صباحا ، كل التلاميذ أمام باب المركز مصحوبين بأحد أقاربهم، لا حديث لهم سوى عن الارتباك والخوف من المجهول ، ومفاجآت بعض الأسئلة المفخخة المحتملة لعدة إجابات ظاهرا . و في حدود منتصف النهار ، غادر الممتحنون قاعات الامتحان والبسمة بادية على وجوههم، فرحا بسهولة موضوعي اللغة العربية والفيزياء ، وتفاؤلا بتوقع نفس التيسير بالنسبة لامتحاني المساء ، الذي برمج لمادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية، إلا أن الخوف من امتحان اليوم الذي سيفتتح بمادة الرياضيات التي تعتبر كابوسا بالنسبة لمعظم التلاميذ يبقى يراودهم ، أما الإنجليزية فمعظمهم تقتصر مراجعته لها ، على سوى بعض الأفعال و قواعد الصرف. أما في الفترة المسائية فيمتحنون في مادتي التاريخ والجغرافية ، فيما يخصص اليوم الأخير لمادتي الفرنسية والعلوم الطبيعية، والتي تعتبر فرصة أخيرة على الجميع انتهازها . فهل ستخفي امتحانات شهادة المتوسط، مفاجآت من قبيل التي أتت بها امتحانات شهادة البكالوريا لهذه السنة ؟ محمد بن حاحة