تتواصل معاناة المسافرين المستعملين للخط لرابط بين بلديتي بابا حسن وبن عكنون، بسبب النقص الفادح في وسائل النقل حيث يضطر أغلبهم للانتظار لساعات طويلة ومن ثم التدافع عند الصعود للظفر بالأماكن الشاغرة لا سيما في أوقات الذروة أي خلال الفترة الصباحية والمسائية من كل يوم، وهي الفترة التي تشهد طوابير لا متناهية من العمال والطلبة وبشكل يومي. وما زاد من تذمر المسافرين أن بلدية بابا حسن تكاد تكون معزولة عن وسط العاصمة، حيث يجد مستعملوا محطة نقل المسافرين صعوبة كبيرة في التنقل إلى بلدية بن عكنون وعند عودتهم منها، ما يتسبب في حدوث حالة خانقة من الاكتظاظ والازدحام، فمن يقصد تلك المحطة يلاحظ اصطفاف طوابير طويلة من المسافرين يخيّل لكل من يمر أمامها بأنها لن تنتهي، وذلك نظرا للكثافة السكانية المعتبرة التي باتت تعرفها بلدية بابا حسن، حيث يتوافد عليها العديد من القاطنين الجدد من مختلف أنحاء الولاية، وعليه أصبحت محطة نقل المسافرين ببن عكنون تشهد سيناريوهات يومية من تأليف المسافرين الذين لا يكفون عن التذمر والشجار، الذي يصل أحيانا إلى درجة استعمال العنف الجسدي واللفظي، كما تحدّث المسافرون عن ظاهرة السرقة التي أضحت من بين الظواهر التي فرضت نفسها عبر مواقف الانتظار بحدة، فحسب تأكيدات أحد المواطنين للجزائر الجديدة أنه لا يكاد يمضي يوم إلا ويتم تجريد عدد هائل من الضحايا أغلبهم من النساء، حيث يشتكي المسافرون وأصحاب الحافلات المستعملين لمحطة نقل المسافرين ببن عكنون من الفوضى العارمة التي تشهدها المحطة نتيجة انعدام الرقابة والأمن داخلها، ناهيك عن الغياب الكلي لتنظيم حركة الحافلات أو انتظار المسافرين، فعلى الرغم من أن المحطة تشهد توافد عدد كبير من المسافرين لتوفرها على خطوط نقل باتجاهات مختلفة، إلا أن ذلك يخلق اكتظاظا يوميا بها، وعبّر هؤلاء للجزائر الجديدة عن استيائهم الشديد من سوء التنظيم في ظل غياب شروط الأمن، مشيرين إلى العديد من الاعتداءات تعرض لها مرتادو هذه المحطة سيما سرقة الهواتف النقالة، وأمام المعاناة التي يعيشها المسافرون وعلى رأسهم القاطنين ببلدية بابا حسن، يجدد هؤلاء من الجهات المعنية مطلبهم بضرورة مضاعفة عدد الحافلات الناشطة على مستوى هذا الخط، مع فتح خطوط جديدة تربط بلديتهم بمختلف الاتجاهات، رغم أنهم يؤكدون من ناحية أخرى بأن المشكل الرئيسي لا يكمن في نقص الحافلات وإنما في نقص التنظيم لدى الناقلين، الذين لا يعملون على تحقيق التوازن في توزيع الحافلات خصوصا عند ساعات الذروة.