يحتل المشروب التقليدي المستخلص من نباتات طبية والمسمى محليا "تاكروايت" مكانة هامة في العادات القديمة للغرداويين خلال شهر رمضان حيث يفرض مكانته على مائدة الفطور والسحور للصائمين. كما أن هذا المشروب المنعش وذات المذاق اللذيذ والمستخلص من الأعشاب يعرف تقليدا بالمنطقة على انه مفيد لمقاومة العطش والحرارة اللافحة في المناطق ذات البيئة القاسية والحارة والمناخ الجاف حسب ما أوضحه د. بومدين عشاب بحي ثنية المخزن. وعرف سكان المنطقة وعلى مر القرون كيف يستفيدون من وسطهم البيئي ويعثرون على الأشياء اللازمة التي تسمح لهم بإعداد الأطباق اليومية والمشروبات الملائمة لمواجهة عوامل الطبيعة كما أشار إليه من جانبه ك. عبد القادر مختص في علم الاجتماع على مستوى المنطقة. وتحظى الوصفات والمكونات بأهمية بالغة خلال شهر رمضان لتحضير تاكروايت المعدة عن طريق خليط من الأعشاب وبراعم الورود المجففة والقرنفل المنقوع في الماء المحلى بالسكر مع إضافة عصير الليمون. وتقوم العديد من العائلات الغرداوية بجلب المكونات اللازمة عشية الشهر الفضيل حيث يتم تحضير هذا المشروب ذات الخصائص الطبية العديدة والاحتفاظ به في ثلاجة قبل توزيعه على الأقارب وغيرهم من المدعوين. ومنذ بداية شهر رمضان لجأت المحلات التجارية بالإحياء إلى تهيئة أماكن مخصصة لعرض هذا المشروب المصنوع تقليديا بالبيت إضافة إلى عرض المشروبات الأخرى كما أن الباعة يروجون لخصائصه الطبية العلاجية. ويقف الزبائن في طوابير للحصول على لتر من تاكروايت المعروض للبيع مقابل 150 الى 200 دج للتر الواحد. ويبقى مشروب التاكروايت المحاط بالأساطير والمحضر أيضا للعرسان يجذب العديد من المستهلكين الشباب والزوار بالمنطقة وذلك بدافع الفضول. ويعتقد أهل غرداية بناء على تجارب في البيوت مع غياب دراسة علمية خاص بها أن للتاكروايت فوائد جمة حسبما أشار إليه السيد د.مصطفى طبيب عام موضحا انه لم تجر الى حد الآن أية دراسة علمية تثبت فعالية هذا المشروب المحضر بالأعشاب. وقد استعمل أهل المنطقة هذا المستحضر طيلة قرون دون أن تتسبب في تسمم أو تحدث أعراض جانبية معتقدين بالرغم من غياب دراسات علمية تثبت ذلك أن له فعالية في مقاومة العطش في المناطق الحارة والجافة كما أضاف ذات المصدر.