من منا لا يعرف « واجهة البحر « بوهران، أو كما يطلق عليها العام والخاص ب« فروندمار»؟، الأكيد أن أي زائر إلى الباهية، لا يمكنه أن يغادرها دون أن يتفسح في هذا المكان المطل على البحر، حيث يبرمجون « الواجهة البحرية»، كأهم محطة للتفسح والتمتع بمنظر ميناء وهران وحتى الشريط الساحل الخلاب، بزرقته الساحرة وسمائه الصافية، والزائر ل« فروندمار وهران» لا شك أنه يتفاجأ بروعة تصميمها وتناسق بناياتها الممتدة على بضع كيلومترات، في شكل مسلك طويل ومتتابع، تزيّنه شرفة من مادة الفولاذ، يطل منها الزائر ليلقي ببصره بعيدا يستعيد هدوءه ونشوته، بل ويستغل هذه الفرصة ليلتقط بعض الصور التذكارية الجميلة والبهية. وما يزيد من جمالية « واجهة البحر « هو انتشار بعض باعة اللعب والحلي التقليدية والفانتازيا وحتى بعض المصورين الهواة، الذين تجدهم يتسابقون من أجل استمالة بعض السياح الذين يريدون تخليد زيارتهم إلى وهران ببعض الصور الفوتوغرافية و«الكليشهات» حتى تبقى راسخة في أذهانهم لعدة عقود.. والأكيد أنه ما من سائح يأتي إلى واجهة البحر، إلا ويقع في حبّها، حيث تمنحهم السكينة والراحة، خاصة عندما ينظرون إلى البحر والبواخر التي تشقّ عبابه» والأكيد أن الذي يزور وهران ولا يذهب إلى واجهة البحر، فكأنما لم يزر المدينة إطلاقا».ويقع نهج « فروندمار «، على بعد أميال من وسط مدينة وهران، ويكفي أن تسأل أي مواطن حتى يدلّك على المكان، الطريق إليه سهل، كون كل المسالك تؤّدي إليه، وما يثير الانتباه فيه هي تلك البنايات المصممة على الطريقة الأوربية في شكل عمارات ذات علو مرتفع متراصة، تقابل شرفاتها البحر، في حين نجد في الأسفل رصيف ممتد على بضع كيلومترات، تتخلله مقاعد للجلوس، أمامها جدار قصير يتكئ عليه السياح لأخذ الصور، وأسفل هذا الجدار هناك الميناء الذي يعتبر الثاني في الجزائر بعد ميناء العاصمة. ومن الناحية التاريخية، فإن «واجهة البحر»، تم تشييدها في عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبالضبط في عام 1949، وبعد الاستقلال أضحت وجهة مفضلة للسياح من داخل وخارج الوطن. وبالمناسبة فقد أكد أحد السائحين من الجزائر العاصمة يدعى جمال عليوة الذي جاء رفقة عائلته إلى الباهية وهران، لقضاء عطلته الصيفية في مدن الغرب الجزائري، أن هذه المدينة، لا تختلف عن المدن الأوربية، شعرت بأنّي في بلد أجنبي، وما أثار إعجابي فعلا هي واجهة البحر، إنها من بين أجمل الواجهات التي رأيتها في حياتي»..وأضاف جمال عليوة، «التقطت صورا للذكرى بواجهة البحر، وسأعود المرّة القادمة، لقد قضيت أوقاتا ممتعة، وأنا جالس أمام البحر، شعرت بالراحة والسكينة رفقة عائلتي». وباشرت مصالح ولاية وهران، مؤخرا، أعمال تهيئة لواجهة البحر، من طلاء ووضع بلاط جديد للأرصفة، في خطوة لاستقطاب السياح، الذين أضحوا يتدفقون في السنوات الأخيرة بكثرة على المكان. لاسيما وأن الباهية ستحتضن في 2021، ألعاب البحر الأبيض المتوسط. تجدر الإشارة إلى أن «الواجهة البحرية» أو ما يسمى حاليا شارع جيش التحرير الوطني يعود إنشاؤها الى سنة 1949 في عهد عهدة المدينةآنذاك «فوك دي بارك» وتهمين هذه المنشأة الفنية على مرفأ المدينة وميناءها التجاري وقد صممت لتكون مسرحا للنزهة الواسعة أمام مباني حديثة تصطف على جانب واحد تتخللها أشجار النخيل ويقابلها بعض باعة المثلجات والمطاعم، والمكتبات، ما يجعلها أحد الأماكن الذي يستقطب العديد من الزوار وحتى السياح الأجانب، الذين يأتون إلى وهران، لاكتشاف معالمها ومرافقها وحتى بعض أماكنها ومرافقها الرياضية والثقافية والسياحية الخلابة.