الانتقال إلى نظام الميزانية وفق البرامج والأهداف يمثل قفزة نوعية لعصرنة المالية العمومية    الاتحاد الافريقي: الجزائر تشارك في اجتماع اللجنة الفنية للتجارة والسياحة والصناعة والموارد المعدنية بمالابو    النكبة الفلسطينية في ذكراها ال76 : تطهير عرقي وتهجير متواصل أمام صمت دولي فاضح    بلمهدي يؤكد من إسطنبول التزام و تمسك الجزائر بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية    تنس الطاولة (كأس إفريقيا/فردي): أربعة رياضيين جزائريين يتأهلون إلى ثمن نهائي المنافسة    عرض أولى الأفلام القصيرة المتنافسة على جوائز مهرجان ايمدغاسن    تيسمسيلت: افتتاح الملتقى الدولي حول شخصية أحمد بن يحيى الونشريسي    وفاة 5 أطفال غرقا بمنتزه الصابلات: توقيف 7 أشخاص ووضعهم تحت النظر    إبراز أهمية إستغلال الصيرفة الإسلامية بإعتبارها المرافق الأنجع للتنمية الإقتصادية    ضرورة الإسراع في إتمام دراسة إنجاز مخطط تثمين الموقعين الأثريين "كولومناطا 1 و 2 " بسيدي الحسني    إستشهاد 500 من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة    تكوين مهني: التطور الرقمي ساهم في مواصلة عصرنة القطاع    انطلاق امتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي    زيتوني: قرار الأمم المتحدة خطوة تاريخية    شعوب العالم تتضامن مع غزّة    مليار دولار لاستيراد 180 ألف سيارة    تنظيم أول معرض للجودة بالجزائر    رحلة ترفيهية تتحوّل إلى مأساة..    كريكو تستعرض التجربة الجزائرية    عملية توزيع كبرى للسّكنات بالعاصمة    رئيس مجلس الأمة يستقبل سفير إيطاليا    هذه توجيهات وزير التربية..    لضمان السير الحسن للبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط: تعليمات بالمتابعة اليومية لجاهزية مراكز الامتحانات    سطيف: 5.6 ملايير لصيانة طرقات بآيت نوال مزادة    قسنطينة: ضبط 5264 كبسولة "بريغابالين" وتوقيف شخصين    مهرجان إيمدغاسن السينمائي    سيدي بلعباس- مستغانم.. على مسلك مسطح اليوم    الذكاء الاصطناعي للفصل بين عروض وطلبات التشغيل    "حماس" تدين تصريحات الرئيس الأمريكي    موقف قوي للرئيس تبون والجزائر حيال القضية الصحراوية    تسليم أوّل برج اتصالات محلي الصنع    وضع تصوّر لسوق إفريقية في صناعة الأدوية    هذا موعد تنقل أول فوج من البعثة إلى البقاع المقدسة    إعادة تفعيل البحث في مجال الصيدلة وإدراجها ضمن الأولويات    رفع وتيرة التحسيس لفرملة مخاطر الأنترنت    مدرب ولفرهامبتون يعترف بصعوبة الإبقاء على آيت نوري    أولمبي أقبو يحقق صعودا تاريخيا إلى الرابطة المحترفة الأولى    دعم القضية الفلسطينية في الواقع لا في المواقع    جنح تزداد انتشارا في ظل التطور التكنولوجي    إدراج وثيقة قانونية تنسب كل تراث لأصحابه    تقديم مسودة نص القانون الجديد أو المعدل في السداسي الثاني من 2024    وثيقة تاريخية نادرة تروي وقائع الظلم الاستعماري    إجماع على وضع استراتيجية فعالة لمجابهة الخبر المغلوط    رؤية ميسي ومبابي مع الهلال واردة    الأرقام تنصف رياض محرز في الدوري السعودي    انتاج صيدلاني: انتاج مرتقب يقدر ب4 مليار دولار في سنة 2024    الشاعر ابراهيم قارة علي يقدم "ألفية الجزائر" بالبليدة    130 مشروع مبتكر للحصول على وسم "لابل"    386 رخصة لحفر الآبار    القبض على 5 تجار مخدرات    ضرورة خلق سوق إفريقية لصناعة الأدوية    صحيفة "ليكيب" الفرنسية : أكليوش مرشح لتعويض مبابي في باريس سان جيرمان    العاب القوى(ذوي الهمم/مونديال 2024): الفوز بأكبر عدد من الميداليات والظفر بتأشيرات بارالمبية اضافية، هدف النخبة الوطنية بكوبي    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« ريتا « محمود درويش..
نشر في الجمهورية يوم 12 - 10 - 2020

على شفاه و ردة كتب القصيدة، ومشى إلى شاطئ البحر ليبوح بأسراره لموجة عابرة.. لم تكن ريتا تتقن لغة العين، ولم تكن تعرف كيف تتسلل القصيدة من أفق المطر، لتحط على كتف الغياب..؟
كتب القصيدة، ولم يكن يدري أن الريح غربية، وأنها لا تحب سفن القادمين من شرق المعنى، وأن سهول كنعان تضج بأسراب الطيور، الآتية من رجات الآه، ومن نايات الميجنا.. !!
إن قصيدة يافا القديمة، لا وزن لها ولا قافية، وأنها تحب الحياة، دون كدر، ولا خيانات، ولا غدر، يأتي من بحر الغزاة..!!
لم تكن ريتا الصبية، ترى إلى طائر الحسون، وهو يعزف بوحه لنصوص درويش، وهي على وزن السفر، ولم تكن تدري أن صوت اللغة، لا سماء لها، ولا مشنقة.. ولم تكن تدرك معنى الغناء المفرد على جيتار الأحزان في وادي القدر.. !!
كيف لريتا أن تنسج من عشبة الريح معطفا ..ليطير درويش إلى نساء كنعان البعيدة، وهن يصنعن له ميزان الشعر، واسطرلاب الخيال..؟
ريتا وسمت درويش بطين العين، وهوت به إلى خم الخيال المستحيل.. !! كتب القصيدة التلمودية، ولم يكن يعرف أن الريح الشرقية، لا أفق لها على وزن النهوند، محتفيا بصليل المطر ..!!
ريتا الغجرية سفحت دم درويش على بحر المواويل، ومرت إلى موسيقا الرصاص، لتقول بوحها الخالي من دفء اللغة، وهي تتمدد على عشب البحر الميت،وهو يبكي سطوع الطير من زبد النار وقحط القرنفل، وأوراق الزيتون في أحراش يبوس.. !!
برتقال يافا شكل الفرح، وهيئات العشب المتعانق في سهول داغستان ،ومرايا الشوق على مرتفعات سمرقند القديمة.. للقصيدة شَهد الريق، وطعم الخبز على خوان البيت المشيد على سفوح البروة.. مرشوشة بماء النبع ، المتفجر من صخر القيامة ..
لا ريتا حسمت شكل الموشح، ولا درويش دبّج نصه على شكل الفراق.. ولا طير المعاني، رفّ على أناشيد هوميروس، المكتوبة على أسوار آشور ، المحاطة بغيلان السعار.. لم يكن الحوار على وزن القلب، ولم تكن المشاعر من فرط الحنين.. ولم يكن درويش قد صاغ أفقه على درج الخيانة، والفراغ..! !
ريتا دم الشعر على إسفلت حارات اورشيلم، وصراخ المدى، في صناجات المنافي ،وحيرة النعناع على سفح الخليل، وغناء الظل على حدود الريح، في بيارات الهوان.. للغياب شكل السيف في غمد الجبان..وللمحبة رنين القصب في غابات الخشوع...!!
لا ريتا ستكتب بجع المرايا، ورنات الفزع، ولا درويش سيخرج من نص الإلياذة، ليعاتب خيل ابن عفان، وهي تجري في نصوص الفجيعة ، والألم.. سقط الماء على ظل البراق، وعَلَتْ على سفوح الشام سحابة الزمن الشبيه..!!
لم تكن القصيدة، محض صدفة على بحر الأمل، ولم تكن ريتا موعد الخيبة، وشعلة القلب الذي في رماد الانطفاء.. لدرويش نوارس البحر الفي نايات زرياب ، وهي ترسم للدف، خيط المعنى، وسر التحول، ومعنى أن تعود القصيدة إلى شكل اللوح،في صلصال الخليقة، وفي ماء الدفق الفي مسرى الجبل..
لا ريتا حفرت معنى القصيدة، في كتاب الوقت، ولا درويش وصف الأبدية كما يجب، ولا بحر الشعر مرّ على زرابي اللغة ،ونقش صورته على صخر الطرب
لم تكن القصيدة محض معنى، يسيل على درب الغياب، ولم تكن ريتا غير صفحة منزوعة من أصل الكتاب
لا درويش خان القصيدة..!! ولا ريتا أوجعت الخيال..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.