تواجه أزيد من 350 عائلة بدوار «القلوز» بقرية سيدي زيان التابعة إداريا لبلدية تاجنة التي تقع على بعد حوالي 38 كلم شمال غرب مقر ولاية الشلف، جملة من النقائص والمشاكل المتراكمة على مدار سنوات طويلة، حيث لم يستفد هذا الدوار من حقه في مشاريع التنمية على غرار باقي أحياء و قرى البلدية، في ظل غياب كل مرافق الحياة المعيشية بها, بداية بانعدام شبكة الصرف الصحي واهتراء الطرقات وصولا إلى غياب الغاز الطبيعي إلى جانب المرافق الرياضية، الأمر الذي دفع السكان إلى مناشدة والي الولاية ، لبرمجة جملة من المشاريع التنموية لفائدة حيهم الذي يصنف ضمن الأحياء الحضرية على حد قول بعضهم ولكنه في الحقيقة غير جدير بهذه التسمية في الواقع . استعمال «المطامير» بدل قنوات الصرف زاد الوضع سوءا إن مشكل سكان هذا الدوار انعدام قنوات الصرف الصحي في طليعة النقائص التي تنغص حياة قاطنيه، مما جعلهم يستعينون بالحفر التقليدية والأودية القريبة من سكناتهم لصرف المياه القذرة، حيث أصبحت الروائح الكريهة مصدر التلوث البيئي، وزاد قلقهم في احتمال تفشي الأمراض الناجمة عن تسرب المياه الملوثة،كما أصبحت هذه الأخيرة مصدرا لأسراب لا تنتهي من البعوض والذباب ، ما جعل حياة القاطنين تتحول إلى جحيم ، وفي ذات السياق يتساءل السكان عن سبب تماطل المسؤولين المحليين في توصيل قريتهم بشبكة الصرف الصحي، التي طال انتظارهم لها وتفاقمت معاناتهم يوما بعد يوم، ولم يبق أمام هؤلاء السكان سوى مناشدة الوالي باعتباره المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية للتدخل من أجل تخليصهم من هذه المعاناة التي وصفوها بالجحيم الذي لا يطاق. الدواب لجلب الماء ولا تزال أغلب العائلات القاطنة بدوار «القلوز»، تعاني العطش الشديد بسبب ندرة المياه الصالحة للشرب والاستعمالات الأخرى في ظل عدم تعميم ربط كل السكنات بشبكة المياه الصالحة للشرب، فالانقطاعات المتكررة للمياه تصل لأسابيع عديدة، الأمر الذي يجبر هؤلاء على الاستنجاد بالدواب والوسائل التقليدية لسد حاجياتهم، إذ تعتبر المنابع الطبيعية منذ عقود المصدر الأساسي والرئيسي لتموين سكان المنطقة بالماء الصالح للشرب ومختلف الاستعمالات رغم خطورتها على مرتاديها، وعدم وجود أي فحص لجودتها يذكره السكان ، حيث يجبر البعض على قطع مسافات طويلة صوب منبع «رقو» على مسافة تصل إلى حدود 2 كم لجلب هذه المادة الحيوية، فضلا عن الاستنجاد بمياه الصهاريج رغم خطورتها، كونها مجهولة المصدر، إلى جانب ارتفاع تكاليفها، حيث يصل ثمن الصهريج الواحد إلى حدود 1200دج في أحيان كثيرة، على حد قول السكان. مسالك ترابية تفرض العزلة بالدوار ويشتكي السكان كذلك من تدهور حالة الطريق الرئيسي المؤدي إلى قرية سيدي زيان بالبلدية ذاتها، على مسافة 01 كلم، والذي يعتبر بمثابة شريان الحياة بالنسبة لساكني المنطقة، في ظل اتساع وتكاثر رقعة التصدعات والاهتراءات التي طالت هذا الطريق ، مما يعيق حركة السير به، و في ظل تعرض مركبات الساكنة وقاصدي المنطقة لأعطاب قد تكبدهم مصاريف إضافية حتى أضحى التوجه لدوار قلوز أمرا غير محبذ ، ويطالب سكان الحي من السلطات المعنية، التدخل لوضع حد لمعاناتهم قبل حلول فصل الشتاء، خاصة أن الطريق لم يشهد أي عملية تهيئة على حد تعبيرهم ، وفي ذات السياق يطالب أهالي المنطقة بتعبيد المسالك الترابية بالمنطقة، والتي أضحت تفرض عزلة خانقة على ساكنة المنطقة خاصة خلال موسم الشتاء. البحث عن قارورات الغاز يُفرغ الجيوب كما يُبدي سكان القرية تذمرهم جراء حرمانهم من الاستفادة من غاز المدينة، تحت مبرر انعدام شبكة الصرف الصحي ، يحدث هذا رغم وجود القنوات الرئيسية لشبكة غاز المدينة بمحاذاة التجمعات السكانية للدوار، الأمر الذي يجعلهم يتكبدون معاناة كبيرة منذ سنوات طويلة مع قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهل السكان و أفرغت جيوبهم ، وعبّر قاطنو المنطقة عن استيائهم وتذمرهم جراء ضعف الإنارة العمومية على مستوى الطريق المؤدي إلى دوار القلوز، و وسط التجمعات السكانية، ويطالبون بضرورة تثبيت أعمدة كهربائية جديدة، خاصة على مستوى السكنات المشيدة حديثا. تراكم النفايات و انتشار البعوض و تعرف العديد من أزقة الدوار مؤخرا، انتشارا رهيبا للنفايات المنزلية التي امتدت إلى الطرق المؤدية له ومختلق المسالك الترابية، الوضع الذي شوه الوجه العام للمكان، ودفع بالمواطنين إلى المطالبة من السلطات البلدية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناتهم التي لا تنتهي ، إلى جانب معاناتهم بسبب تراكم النفايات في الدوار، بسبب غياب الحاويات المخصصة لتجميع القمامة، وكذا عدم تمكن عمال النظافة من القيام بمهامهم، حيث أن اهتراء الطرقات يحول دون وصول شاحنات تجميع القمامة إلى التجمعات السكانية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم انتشار الروائح النتنة، والغزو المبكر للحشرات الضارة لعديد التجمعات السكنية، فضلا عن اكتساح الحيوانات الضالة خاصة الكلاب للأحياء والطرقات، الأمر الذي زاد من تخوف العائلات من المخاطر المحدقة بهم، والأمراض والأوبئة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.